بيـــان رقم – 16 – {{ عاشوراء: رسالة اصلاح وليست انتهاز وفساد }}
س: (( الجامعة دين وعلم وسياسة هذا ما تعلمناه من عاشوراء ))
هذه العبارة من ضمن عدة عبارات رفعت في الجامعة ولكن البعض من خدمة الدنيا قد رفضوا هـذه العبارة بدعـوى إن الجامعة للعلم فقط !! والبعض الآخر ايّدها باعتبارها تعبر عن منهج حسيني قويم
ونحن في ظل الاحتلال الغاشم على العراق فما قولكم في ذلك والى ماذا توجّهون وتُرشِدون ؟؟ وفقكم الله لما فيه الخير والصلاح للمجتمع المسلم؟
* بسمه تعالى :-
ـ عندما يُراد تحقيق منصب دنيوي ذليل دَنِيء تحت رعاية ومباركة المحتل الكافر ، ُيرفع ذلك الشعار وأمثاله ، ويعملون على إخراج الطلبة والطالبات بمسيرات وتظاهرات ،
ـ وعندما يُراد تحقيق منافع دنيوية وترسيخ الاحتلال وتحقيق أهدافه الخبيثة فإنهم بالتأكيد يفعلون مثلما فعلوا قبل الاحتلال ، فيدفعون جهاتٍ ورموزاً دينية وغيرها تطالب بالانتخابات ويدعون الطلبة والطالبات وغيرهم للامتثال لرأي صاحبهم المرجع والعمائم المرتبطة معه فيخرج الطلبة والكثير من المغرر بهم بمسيرات وتظاهرات .
ـ وعندما يراد تحقيق منافع خاصة فإنهم يطلبون من المرتبطين معهم ان يحكوا ويروجوا ويشيعوا للاعلام وبين الناس ما قاله المرجع او نسبوه اليه من أنه يطالب بكتابة الدستور …. وعندما….. وعندما…. وعندما….
ـ وعندما نُسلم أفكارنا وأرواحنا وأجسادنا إلى مثل هؤلاء…. هل تعرف ما هي النتيجة المتوقعة ؟؟ !! بالتأكيد الجواب واضح للعيان , فقد جعلنا هؤلاء الأذلاء والعملاء علماء السوء مُسَلَّطين على رقابنا وارواحنا وثرواتنا وتراثنا وتاريخنا واخلاقنا وعقولنا فنكون قد ضيَّعْنا الحرْث والنسل وكل الحقوق الإنسانية والإسلامية والمذهبية السنية الشيعية ،
ـ لقد أصبحنا مضحكةً ومهزلةً وموضعَ الذل والهوان ومَصَبَّ لعنة الله وملائكته واوليائه الصالحين ولعنة التاريخ ، فأي انتخابات وكتابة دستور ونحن في قبضة المحتلين الظالمين المجرمين ؟! فهذه الأعراض تُنتهك في السجون فيُعتدى على الرجال والنساء بالاعتداءات الجنسية والجسدية والروحية , فاللواط بالرجال السجناء ، والزنا بالنساء المسلمات العفيفات الطاهرات , والحبس والسجن في مكان واحد والجميع عراة , والإجبار على أكل لحم الخنزير وشرب الخمر وممارسة العادة السرية (الاستمناء) , والتبريء من الإسلام , والسجود للصلبان , والإجبار على شرب ماء النجاسات ، وغيرها الكثير الكثير الموثق بالمصورات والأفلام وباعتراف أئمة الكفر وقادة الشر في البيت الأبيض اللا أبيض ……….
ـ فأي دستور وأي انتخابات وهذه الدماء تسفك والنفوس ترَّوع والأرواح تزهق والمساجد تهدم والعتبات المقدسة ومراقد الصالحين تُنتهك ، فهذا مرقد أمير المؤمنين(عليه السلام) يُقصف وتسفك الدماء داخله , وهذا مرقد سيد الشهداء يُنتهك وتسفك فيه الدماء وتزهق الأرواح بسبب إطلاق النار من الطائرات والدبابات والرشاشات بأيدي المحتلين الغاصبين ومرتزقتهم العملاء المنتفعين , والجميع تيقن مـا حصل في مسجد السهلة من مجزرة ومجازر داخل حرم المسجد , وكذلك الكلام في مسجد الكوفة وليذهب من يريد إلى كربلاء المقدسة ليشاهد كيف أن الدبابات والعجلات الأميركية المعتدية تصول وتجول عند الحرمين المقدسين وما بينهما وتكرر هذا الانتهاك البغيض كل يوم ولعدّة مرات ، فاين خطوطك الحمراء يا سماحة المرجع ؟؟!! فلم يبقَ خطوط حمراء ولا صفراء ولا خضراء بل ولا زرقاء إلاّ تجاوزها أهل الكفر والإلحاد !!!
ـ ولا ننسى جرائم القتل بحق الأسرى في السجون والمعتقلات والتمثيل بهم كقطع الأعضاء التناسلية ورميها للكلاب هكذا تحدّثت صحفهم وإذاعاتهم وإعلامهم ومسؤولوهم والجميع شاهد جثث الأسرى الذين قتلوا وهم في الأسر وقد مثِّل بجثثهم في سجون ومعتقلات محافظة العمارة ، وغيرها الكثير والأفضع من الجرائم البشعة .
ـ والآن أسألكم أيها الطلاب والطالبات المؤمنون الناصحون , ماذا فعل هؤلاء ورموزهم ومراجعهم ممن يدعوكم الآن للتظاهر من منافعهم الخاصة وواجهاتهم ماذا فعلوا امام تلك الجرائم والفضائح والقبائح التي ارتكبها المحتَلّون وأعوانهم هل دعوكم الى مظاهرات او مسيرات واحتجاجات او وقفات احتجاج ؟؟
والجواب واضح ، لا مسيرات ولا مظاهرات ولا احتجاج ولا شجب ولا تنديد إنه صمت مطبق مخجل مذلّ وضيع كصمت القبور بل صمت ملعون مبغوض تلبّس به المراجع ومن ارتبط معهم من طلبة وعمائم وخطباء وأئمة جُمَع …. وبعد ان يحقق المحتل غرضه ومبتغاه وأهدافه ومصالحه ومنافعه سنسمع كلمات خجولة من هنا او هناك تندد بما حصل قبل عام او أعوام بعد ان لا يكون أي تأثير للكلام وكأن أصحاب هذه الكلمات لم يكونوا من أصحاب المحتلّين والمشرّعين حلّية الاحتلال والتعاون معه والمغطّين والساترين على جرائمه وقبائحه !!!
والآن أقول لكم يا أعزائي : . إذا كانت هذه العبارة ترفع من قبل هؤلاء النفعيين فأنا أضم صوتي إلى من يقول (( نرفض هذه العبارة وارفعوا هذه العبارة ولا تعلّقوها فإن الجامعة للعلم ))
. أما إذا رفعت العبارة من قِبل المؤمنين المخلصين الصادقين المُؤْثرين المحبيّن للإسلام وللعراق وأهل العراق والعاملين من أجل نصرة العراق وشعب العراق نصرة للدين والأخلاق , فنحن معهم ونرفع شعارهم بل نقول إن ما تعلّمناه من عاشوراء هو أن الحياة عاشوراء والممات عاشوراء والدنيا عاشوراء والآخرة عاشوراء ، فعاشوراء هي الحق والعدالة والصلاح والإصلاح ورفض الاحتلال والقبح والفساد , لأن عاشوراء هي الحسين(عليه السلام) ومسيرته للإصلاح ، والحسين هو النبي المصطفى(صلى الله عليه وآله وسلم) , لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : حسين مني وأنا من حسين … والنبي الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) هو النور والحقيقة والأصل , فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) النور الذي شُقَّ من نور العظمة والكبرياء (سبحانه وتعالى) , وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) النور الذي خلق من أجله السماوات والأرضين ، وهو الحق والعدل والصلاح والإنسانية والسلام
ـ وكما أوصى صاحب الخلق العظيم(صلى الله عليه وآله وسلم) أبا ذر(عليه السلام) بأن يجعل كل شيء في حياته لله تعالى ومن أجله (سبحانه وتعالى) وأشار (صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى معنى : { يا أبا ذر إن قدرت أن تجعل أكلك وشربك لله تعالى فافعل } , ونحن تطبيقاً لوصية النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) بأن نجعل كل شيء في حياتنا لله تعالى ومن أجله (جلت قدرته) فالدخول للجامعة وطلب العلم والانتصار للحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ورفع الشعارات الإسلامية والأخلاقية وتطبيقها ، كلها لله تعالى ، وكذلك باقي مواقفنا ومفردات حياتنا كلها لله وفي سبيل الله تعالى .
أسأل الله تعالى العلي القدير التوفيق والتسديد لكم ولنا جميعاً ، والثبات على الحق ونصرة الحق وإمام الحق(عليه السلام) والحمد لله ربِّ العالمين والعاقبة للمتقين .
الـسـيـد الحـسـني
13/ ربيع ثاني / 1425هـ
2 / 6 / 2004 م