عَاشُورَاء: [إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]
. قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا}..{أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف179]
. [إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]: قَالَ الإمَامُ الحُسَيْنُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {إنَّمَا خَرَجْتُ لِــ طَلَبِ الإصْلَاح فِي أُمَّةِ جَدِّي(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)؛ أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَأنْهَى عَن المُنْكَر}
. الشّبهَاتُ وَالأكَاذِيبُ وَالأبَاطِيلُ كَثِيرَةٌ لَا يُمْكِنُ حَصْرُهَا، وَالجَهْلُ سَائِدٌ، وَالخُرَافَةُ وَالفَاحِشَةُ تَقْبِضَانِ عَلَى المُجْتَمَع إلّا النَّادِر مِمَّن رَحِمَهُ اللهُ سُبْحَانَه، وَمِن هُنَا نَسْتَذْكرُ بَعْضَ الأمُور:
[…]ـ [وَفَاتهَا(عَلَيْهَا السَّلَام)…اضْطِرَاب يَوْمٍ وَشَهْرٍ وَسَنَة…بِأَضْعَاف مَا لِـوَفَاتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَزِيَادَة]
1ـ [إخْفَاءُ وَإعْفَاءُ قَبْرِ الزَّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلَام)…شَرْعٌ وَمَنْهَجٌ وَسِيرَة]:
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: {لَمَّا مَرِضَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم): [وَصَّـتْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ يَكْـتُـمَ أَمْـرَهَا، وَيُخْـفِـيَ خَبَرَهَا، وَلَا يُؤْذِنَ أَحَدًا بِمَرَضِهَا]، فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَ كَانَ يُمَرِّضُهَا بِنَفْسِهِ، كَمَا وَصَّتْ بِهِ، فَلَمَّا حَضَرَتْهَا الْوَفَاةُ: [وَصَّـتْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) أَنْ يَتَوَلَّى أَمْرَهَا وَ يَـدْفِـنَهَا لَـيْلًا وَيُـعَـفِّـيَ قَـبْـرَهَا]، فَتَوَلَّى ذَلِكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامَ) وَدَفَنَهَا وَعَـفَّـى مَوْضِعَ قَـبْـرِهَـا}[أمَالِي الشَّيْخ المُفِيد، أمَالِي الشَّيْخ الطُّوسِيّ]
أـ إخْفَاءُ القُبُورِ وَإعْفَاؤُهَا شَرْعٌ سَـمَاوِيٌّ وَمَنْهَجٌ نَبَوِيٌّ وَسِيرَةٌ لِلصَّحَابَةِ وَآلِ بَيْتِ النَّبِيِّ(صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِم وَسَلَامُه)، فَالرَّسُولُ الأمِينُ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيم) يُـوصِي بِأَن يُـدْفَنَ فِي بَيْتِ السَّيِّدَةِ عَائِشَةَ(رض)، فَلَا يُمْكِنُ الوُصُولُ لِلْقَبْرِ، وَلِعَشَرَات السِّنِين، إلَى حِين وَفَـاةِ عَائِشَةَ(رض) وَمَا بَعْدَهَا، فَلَا يوجَدُ قَفَصٌ وَلَا قُبَّةٌ وَلَا ضَرِيحٌ وَلَا طَوَاف وَلَا زِيارَةَ أرْبَعِين وَلَا مَسِير وَلَا مَرَاسِيم وَلَا طُقُوس!!
بـ ـ زِيَادَةً عَلَى ذَلِك، فَإنَّ الزَّهْرَاءَ الطّاهِرَةَ(عَلَيْهَا السَّلَام) قَـد أوْصَت عَلِيًّا(عَلَيْهِ السَّلام) بِدَفْنِهَا لَيْلًا مَعَ إخْفَاءِ وَإعْفَاءِ القَبْر.
جـ ـ لَقَد الْتَزَمَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) بِوَصِيَّةِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلَام) وَنَفَّذَهَا، وَأوْصَى بِمِثْلِهَا عِنْدَ وَفَاتِهِ.
دـ فالإخْفَاءُ وَالإعْفَاءُ ثَابِتٌ، شَرْعًا وَمَنْهَجًا وَسِيرَةً، قَوْلًا وَفِعْلًا وَمَوْقِفًا، فَـمِن أيْنَ جَاءَت القُبُورُ وَطُقُوسُهَا؟!!!
2ـ [ بَعْـدَ وَفَـاتِـهَــا(عَلَيْهَا السَّلَام)… بـِــ 9 لَـيَــالِ… تَـــــزَوَّجَ(عَلَيْهِ السَّلَام)]:
أـ قَالَ(المَجْلِسِيّ): {إنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) تَـزَوَّجَ بَعْـدَ وَفَـاةِ فَـاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلَام) بـِتـِسـْـعِ لَـيَـالٍ}[البِحَار(42)للمَجْلسِيّ، قُوت القلُوب(الفصل45)لأبِي طَالِب المَكِّيّ، مَنَاقِب آل أبِي طَالِب(3)لِابْنِ شَهراشوب، سَـفِینَة البِحَار(3)لِعبّاس القُمّيّ، الأنْوَار العلوية لجعفر النقدي]
بـ ـ قَالَ الطُّوسِيّ: {أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَامُ) دَخَلَ بِفَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلَامُ) بَعْدَ وَفَاةِ أُخْتِهَا رُقَيَّةَ زَوْجَةِ عُثْمَانَ(رض) بِسِتَّةَ عَشَرَ يَوْماً} [أمَالِي الطُّوسِيّ، المَوْسُوعَة الكُبْرَى(4)الزَّنْجَانِي، بِشَارَة المُصْطَفَى(ص)لِلطَّبَرِيّ، جَامِع أحَادِيث الشِّيعَة(20)لِلبروجردِي، وسائل الشيعة(20)]
جـ ـ لَمْ يَتَـأَخَّـرْ رَسُولُ اللهِ(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام)، فِي تَزْوِيجِ ابْنَتِه فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَام)، أَكْثَرَ مِن سِتَّةَ عَشَرَ يَوْمًا، بَعْـدَ وَفَاةِ ابْنَتِهِ رُقَيَّةَ زَوْجَة عُثْمَانَ(رض).
دـ لَم يَتَأَخَّرْ الإمَامُ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلَام) فِي التَّزَوّجِ، أكْثَرَ مِن تِسْعَةِ لَيَالٍ، بَعْـدَ وَفَـاةِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاء(عَلَيْها السَّلام).
هـ فَـمِـن أيْـنَ جَـاءَ المَسـِيرُ وَتَعْـطِـيلُ الأعْمَالِ وَشَلَـلُ الحَيَـاةِ وَالجَزَعُ وَطُقُوسُ الجَهْلِ وَالجَاهِلِيَّة وَالشَّعْـوَذَة؟!!
3ـ [تَأْتِي(عَلَيْهَا السَّلَامُ) قُبُورَ أُحُـد..أَيْنَ القَبْرُ…وَالقَبْرُ…وَالإِسْقَاطُ وَالضِّلْعُ المَكْسُور]:
عَن “الكَـافِي”، قَالَ الإمَامُ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {عَاشَتْ فَاطِمَةُ(عَلَيْهَا السَّلَام) بَعْدَ أَبِيهَا(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْمًا لَـمْ تُــرَ كَاشِرَةً وَلَا ضَاحِكَةً، تَـأْتِـي(عَلَيْهَا السَّلَام) قُـبُـورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ، الْإِثْنَيْنَ وَالْخَمِيسَ، فَتَقُولُ: هَا هُنَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)، هَا هُنَا كَانَ الْمُشْرِكُونَ} [الكَافي(3)لِلكلَيْني، رَوْضَة المُتَّقِين(5)لِتَقِيّ المَجْلِسِيّ، مَشَارق الشّموس(1)لِلخوانساري، بَيْت الأحْزَان لِعَباس القُمِّي، مفاتيح الجنان لِلقُمِّيّ، كَشْف اللّثام(1)لِلأصفهاني، جَامع أحَاديث الشِّيعَة(3)لِلبروجردي، مسْنَد الإمَام الصَّادِق(15)لِلعَطَاردي، الوَافي(14)لِلكَاشاني، وَسَائل الشِّيعَة(10)العَامِلِيّ]
أـ بَعْـدَ وَفَـاةِ خَاتَمِ الأنْبِيَاء(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) إلَى حِين وَفَاتِهَا كَانَت فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ(عَلَيْهَا السَّلَام) تَذْهَبُ إلَى قُبُورِ شُهَدَاءِ أُحُـد…لَكِن، لَيْسَ لِإقَـامَةِ مَرَاسِيمَ وَثَنِيَّةٍ وَطُقُوسٍ شِرْكِيَّةٍ، وَلَيْسَ لِلْتَّجْهِيلِ وَالاسْتِئْكَالِ بِاسْمِ الشُّهَدَاء(رض)، وَإنَّمَا ذَهَبَت(عَلَيْهَا السَّلَام) لِـتَقُولَ:{هَـا هُنَـا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)، هَـا هُنَـا كَانَ الْمُشْرِكُونَ}، لِلتَّذْكِيرِ وَالتَّمْيِيزِ بَيْنَ مُعَسْكَرَي الحَقِّ وَالبَاطِل، لِلتَّمْيِيزِ وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ التَّوْحِيد وَالإشْرَاك.
بـ ـ {لَـمْ تُـرَ كَـاشِرَةً، وَلَا ضَاحِكَةً}، لِمَاذَا؟ لِأنَّهَا قَـد فُجِعَـت بِأبِيهَا النَّبِيِّ الكَرِيم(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)، فَـأيْنَ قَـبْـرُ أبِيهَا، وَأَيْنَ هِيَ مِن قَـبْـرِ أَبِيهَا( عَلَيْهِ وَعَلَيْهَا الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيم)؟!!
جـ ـ مُصَابُهَا وَعَزَاؤُهَا بِرَحِيلِ أبِيهَا الرَّسُول(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسّلام)، فَمَاذَا تَفْعَـلُ عِنْدَ قُبُورِ أُحُـد؟!! لِمَاذَا تَتْرُكُ قَـبْـرَ الرَّسُولِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَتَذْهَبُ لِقُبُورِ الشُّهَدَاء، فِي كُلِّ اثْنَيْنِ وَخَمِيس حَتَّى مَاتَت(عَلَيْهَا السَّلَام)؟!!
د ـ أكثرُ مِن [5000 مَتْرٍ] المَسَافَةُ مِن بَـيْـتِ فَـاطِمَة إلَى قُبُورِ شُهَدَاءِ أُحُـد، بَيْنَمَا المَسَافَةُ بَيْنَ بَيْتِ فَاطِمَةَ وَقَبْرِ النَّبِيّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالسّلام) لَا تَتَجَاوَزُ [20 مَتْرًا]، فَكَيْفَ تَذْهَبُ(عَلَيْهَا السَّلَامُ) لِلأبْعَـد وَتَتْرُكُ الأَقْـرَبَ بَل وَالأشْرَف وَالأفْضَل وَالأحْدَث وَفَـاة(عَلَى النَّبِيّ وَآلِهِ وَصَحْبِه الصَّلَاةُ وَالتّسْلِيم)؟!!
هـ ـ “، قَالَ الإمَامُ الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {تَـأْتِـي(عَلَيْهَا السَّلَام) قُـبُـورَ الشُّهَدَاءِ فِي كُلِّ جُمْعَةٍ مَرَّتَيْنِ، الْإِثْنَيْنَ وَالْخَمِيسَ}، وَهَذَا يَعْنِي؛ إنَّهَا تَسِيرُ مَسَافةً تَزِيدُ عَلَى [5000 مَتْرٍ] كَـي تَـصِلَ قُـبُورَ أُحُـد، وَتَسِيرُ [5000 مَتْرٍ] مِثْلَهَا عِنْدَمَا تَعُـود إِلَى بَيْتِهَا، وَكَانَت(عَلَيْهَا السَّلَام) تَفْعَـلُ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ فِي كُـلِّ أُسْبُوعٍ حَتَّـى مَـاتَـت(عَلَيْهَا السَّلَام).
وـ مَسَافَةٌ طَوِيلَةٌ [10000 مَتْرٍ] كَانَت تَسِيرُهَا فَاطِمَةُ الزَّهْرَاءُ(عَلَيْهَا السَّلَام)، فِي كُـلِّ يَـوْمِ اثْنَيْن، وَفِي كُـلِّ يَـوْمِ خَمِيس، حَتَّـى مَـاتَـت(عَلَيْهَا السَّلَام)!! لَكِنْ، أَيْنَ عَصْرَةُ البَابِ وَالمِسْمَارُ وَالسِّيَاطُ وَالضِّلْعُ المَكْسُورِ وَالمُحْسِنُ وَالإسْقَاطُ؟!!
زـ هَـل كَانَت أمُّنَـا فَاطِمَة(عَلَيْهَا السَّلَام) تَسِيرُ تِلْكَ المَسَافَاتِ الطَّوِيلَةَ قَـبْـلَ أُكْذُوبَةِ وَأُسْطُورَةِ عَصْرَةِ البَابِ وَالمِسْمَارِ وَكَسْرِ الضِّلْعِ وَالإسْقَاط، أَو بَعْـدَ الأُسْطُورَة؟!!!
ـ قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {شَيَاطِين الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}
ح ـ أَيْنَ قَـبْـرُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَام) وَلِمَاذَا تَمَّ إخْفَاؤُهُ أَو اخْتِفَاؤُهَ؟! وإذَا كَانَت القُبُورُ وَزِيَارَتُهَا مِن الدِّينِ وَضَرُورَاتِهِ، بِحَيْث لَا يَكْتَمِلُ أَو لَا يَتَحَقَّقُ التَّشَيُّعُ وَالوَلَاءُ وَالحُبُّ وَالمَوَدَّةُ وَالحُزْنُ وَالعَزَاءُ إلَّا عِنْدَ القُبُورِ، كَقُبُورِ أُحُـد أو فِي بَيْتِ الأحْزَانِ(المَزْعُوم) عِنْدَ قُبُورِ البَقِيع، فًـلِمَاذَا أَوْصَت(عَلَيْهَا السَّلَام) بِإِخْفَاءِ وَإِعْفَاءِ قَبْرِهَا؟!
ط ـ لِمَاذَا أَخْفَى أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام) قَبْرَ الطَّاهِرَةِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلام)؟!
ـ لِمَاذَا أَبْقَى أَئِمَّةُ أَهْلِ البَيْتِ(عَلَيْهِم السَّلَام) القَـبْـرَ مَخْفِـيًّـا؟!
ـ لِمَاذَا صَارَ قَبْرُ الزَّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام) مَخْـفِـيًّا وَضَائِعًـا؟!
ي ـ إِذَا كَانَت العِلَّةُ فِي إخْفَاءِ وَإعْفَاءِ قَـبْـرِ فَاطِمَة(عَلَيْهَا السَّلَام) لِمُعَاقَبَةِ الخَلِيفَتَيْنِ عُمَرَ وَأَبِي بَكْر(رض)، فَـقَـد رَحَـلَا إِلَى جِـوَارِ رَبِّهِمَا(عَزّ وجَلّ)، فِلِمَاذَا امْتَدَّت وَاسْتَمَرَّت العُقُوبَةُ عَلَى الشِّيعَةِ، حَيْث:
ـ مُنِعُـوا وَحُرِمُوا مِن زِيَارَةِ قَبْرِهَا وَالتَّبَرّكِ بِهِ؟!!
ـ وَمُنِعُـوا وَحُرِمُوا من شَرَفِ وَبَرَكَةِ حَجْرِ القَبْرِ وَحَجْزِهِ وَحَبْسِهِ فِي صَنَادِيقَ وَشبَابِيكَ وَبِنَاءٍ وَقُبَبٍ وَحَرَمٍ وَضَرِيحٍ وَصَحْن؟!!
ـ ومُنِعُـوا وَحُرِمُوا مِن المَسِير إلَى القَـبْر، وَمِن الخِدْمَةِ وَالنُّذُورِ وَالتَّطْبِيرِ وَالتَّطْيِينِ وَالحِنَّاء وَالشّمُوعِ وَالسَّلَاسِل وَكِلَابِ رُقَيَّة وَالتَّشَابِيه، وَغَيْرِهَا مِن طُقُوسٍ وَخُرَافَات؟!!!
4ـ [القُمِّيُّ(الصَّدُوقُ) يُـؤَكِّـدُ: لَا يُوجَـدُ فِي الأَخْبَارِ زِيَارَةٌ لِـفَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلام)]:
أـ فِـي كِتَابِ “مَن لَا يَحْضَرُهُ الفَقِيه” أَكَّـدَ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ(ابْن بَابَوَيْه القُمِّيّ)، بِكُلِّ وُضُوحٍ، عَلَى أَنَّهُ لَـم يَجِـدْ فِي الأَخْبَارِ زِيَارَةً لِمَوْلَاتِنَا فَاطِمَةَ الزَّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام)!!
بـ ـ هَذِهِ هِيَ سِيرَةُ وَمَنْهَجُ الأَئِمَّةِ(عَلَيْهِم السَّلَام)، لِـمِئَاتِ السِّنِين، مُنْعَـقِدَة عَلَى عَدَمِ الزِّيَـارَة، فَـضْلًا عَن مَرَاسِيمِهَا وَطُقُوسِهَا.
جـ ـ لَكِن، لِمَاذَا خَـالَـفَ الشَّيْخُ الصَّدُوقُ سِيرَةَ الأَئِمَّةِ(عَلَيْهِم السَّلام) فَـأَلَّـفَ زِيَارَةً لِلْزَّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام)، وَجَعَـلَ لَهَا مَرَاسِيَمَ مُعَـيَّنَة عِنْدَ بَيْتِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلَام) فِي المَسْجِدِ النَّبَوِيّ الشَّرِيف، وَثَبَّتَهَا فِي كِتَابِهِ وَجَعَـلَهَا دِينًا وَتَشْرِيعًا، وَحَـثَّ عَلَيْهَا؟!!
دـ قال(الصَّدُوقُ القُمِّيّ):{قَصَدْتُ إِلَى بَيْتِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلَام)…فَقُمْتُ عِنْدَ الْحَظِيرَةِ وَيَسَارِي إِلَيْهَا، وَجَعَلْتُ ظَهْرِي إِلَى الْقِبْلَةِ، وَاسْتَقْبَلْتُهَا بِوَجْهِي، وَأَنَا عَلَى غُسْلٍ، وَقُلْتُ:[السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكِ يَا بِنْتَ نَبِيِّ..]، قَالَ مُصَنِّفُ هَذَا الْكِتَابِ:[لَـمْ أَجِـدْ فِي الْأَخْبَارِ شَيْئًا مُوَظَّفًا مَحْدُودًا لِـزِيَارَةِ الصِّدِّيقَةِ(عَلَيْهَا السَّلَام)، فَرَضِيتُ لِمَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِي هَذَا مِنْ زِيَارَتِهَا مَا رَضِيتُ لِنَفْسِي]}[مَن لَا يَحْضَرُه الفَقِيه(2)لِلصّدُوق]
هـ ـ دـ قال(الصَّدُوقُ القُمِّيّ): {لَـمْ أَجِـدْ فِي الْأَخْبَارِ شَيْئًا مُوَظَّفًا مَحْدُودًا لِـزِيَارَةِ الصِّدِّيقَةِ(عَلَيْهَا السَّلَام)}، لَكِنَّهُ ابْتَدَعَ زِيَارَةً وَطُقُوسًا !!!
و ـ هَذَا هُوَ وَاقِـعُ الحَالِ وَالحَقِيقَةُ المُرَّةُ فِي القُـبُـورِ وَاخْتِرَاعِهَـا وَالبِنَاءِ عَلَيْهَا وَابْتِدَاعِ زِيَارَاتٍ وَطُقُوسٍ عِنْدَهَا!!
ز ـ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلَام): {بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّم) فِي هَدْمِ الْقُبُورِ، وَكَسْرِ الصُّوَرِ}
[الکافی(13)للكليني، البحار(76)، مصباح الفقاهة(1)للخوئي، مرآة العقول(22)للمجلسي، البحار(79)، روضة المتقين(7)لمحمد تقي المجلسي، المحاسن(2)للبرقي،مصباح الفقيه(1و5)للهمداني، جامع أحاديث الشيعة(3)للبروجردي، وسائل الشيعة(2)للعاملي، جواهر الكلام(4)للجواهري، الوافي(20)للكاشاني، مسند الإمام الصادق(ع)(17)لعطاردي]ح ـ قَالَ(سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى):{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى…إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}[الزّمر3]
5ـ [الصِّدِّيقَة الشَّهِيدَة(عَلَيْهَا السَّلَام)..كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيد…كَسْرُ الضِّلْعِ وَالإسْقَاطُ خُرَافَةٌ]:
أــ {السَّلَامُ عَليْكِ أيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَة}، عِبَارَةٌ مُقْتَبَسَةٌ مِن الزِّيَارَةِ الَّتِي اخْتَـرَعَهَا وَأَلَّـفَهَـا الشَّيْخُ الصَّدُوقُ، وَثَبتَّهَـا فِي كِتَابِ “مَن لَا يَحْضُرُهُ الفَقِيه”
بـ ـ كَـلِمَةُ {الشَّهِيدَة} قَـد اسْتَغَلَّهَا المُدَلِّسَةُ وَالقَصَّاصُونَ اسْتِغْلَالًا تَافِهًا سَفِيهًا خَبِيثًا لِلتَّغْرِيرِ بِالجَهَلَةِ وَالأَغْبِيَاء، [بَعْـدَ الإِيحَاءِ لَهُم بِأَنَّ الزِّيَارَةَ صَادِرَةٌ عَن الأَئِمَّة(عَلَيْهِم السَّلام)]، بِـأَنَّ {الشَّهِيدَة} تَدُلُّ عَلَى مَقْتَلِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السَّلام) بِعَـصْرَةِ البَابِ وَكَسْرِ الضِّلْعِ وَإسْقَاطِ المُحْسِن وَغَيْرِهَا مِن أَكَاذِيبَ وَخُرَافَات، وَزَعَمُوا أَنَّ الخَلِيفَة عُمَرَ(رض) قَـد اِرْتَكَبَ ذَلِك!!
جـ ـ نُؤَكِّدُ عَلَى أَنَّ فَاطِمَةَ شَهِيدَةٌ، فَـالسَّلَامُ عَلَى الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ العَـفِيفَةِ التَّقِيَّةِ المُؤْمِنَةِ الشَّهِيدَة، لَكِنْ لَيْسَ لِتَخْرِيفَات المُشَعْوِذِين، وَإنَّمَا لِلمَوَارِدِ الشَّرْعِيَّةِ، مِنْهَا:
. قَالَ(السَّمِيعُ الْبَصِيرُ): {الَّذِينَ آمَـنُــوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالـشُّــهَـدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}[الحديد19]
. قَالَ الإمَامُ الباقِرُ(عَلَيْهِ السَّلَامُ):{ كُلُّ مُؤْمِنٍ شَهِيدٌ وَ إِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ، وَ هُوَ كَمَنْ مَاتَ فِي عَسْكَرِ الْقَائِمِ(عَلَيْهِ السَّلام)}[أمَالِي الطُّوسِيّ، البِحَار(52)، مِسْنَد الإمَام البَاقِر(2)لِلْعَطَاردِي]
* نَكْتَفِي بِهَذَا المِقْدَار مِن الـ[زِيَادَة] المُشَار إلَيْهَا فِي عُنْوَان المَبْحَث،[وَفَاتهَا(عَلَيْهَا السَّلَام)…اضْطِرَاب يَوْمٍ وَشَهْرٍ وَسَنَة…بِأَضْعَاف مَا لِـوَفَاتِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم) وَزِيَادَة]