عَاشُورَاء: [إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]
قَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا}..{أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأعراف179]
[إصْلَاح الفِكْر وَالعَقِيدَة وَالأخْلَاق]: قَالَ الإمَامُ الحُسَيْنُ(عَلَيْهِ السَّلَام): {إنَّمَا خَرَجْتُ لِــ طَلَبِ الإصْلَاح فِي أُمَّةِ جَدِّي(صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم)؛ أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعْرُوفِ وَأنْهَى عَن المُنْكَر}
[فَاطِمَة عِنْدَ قَبْرِ أبِيهَا فِي بَيْتِ عَائِشَة(عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام)]:
هَل تَظَافَرَت عَائِشَةُ مَعَ فَاطِمَةَ ضِدّ أبِي بَكْر(رَضيَ اللهُ عَنْهُم وَعَلَيْهِم السَّلام)؟!!
رَوَى الْشَّيْخُ المُفِيدُ:{عَن زَينَب(عَلَيْهَا السّلام) قَالَت: لَمّا اِجْتَمَعَ رَأيُ أبِي بَكْر(رض) عَلَى مَنْعِ فَاطِمَةَ(عَلَيْهَا السّلَام) فَدَكًـا، وَأيِسَـت مِن إجَابَتِه لَهَا، عَدَلَـت إلَى قَبْـرِ أبِيهَا رَسُولِ الله (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّم)، فَـألْقَـت نَفْـسَـها عَلَيه، وَشَكَـت إلَيْهِ مَا فَعَلَه القَومُ بِهَا، وَبَـكَـت حَتّى بَلّـت تُرْبَتَه(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّم) بِدُمُوعِهَا وَنَدَبَتْه..}[الأمَالِي لِلمُفِيد:المجلس5]
أـ اِخْتَارَ الرَّسُولُ الأمِينُ(صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِه وَسَلَّم) أنْ يُمَرَّضَ في بَيْتِ أمِّنَا عَائِشَة(رض) حتّى صَارَ مَوْضِعًا لِقَبْرِهِ وَمَثْوًى لِجَسَدِهِ الطّاهِر(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الصَّلَاةُ وَالتَّسْلِيم) دُونَ بَاقِي البُيُوت.
بـ ـ الثَّابِتُ وَالوَاضِحُ جِدَّا أنَّه لَا يُمْكِنُ لِأحَدٍ الدّخُولُ وَالوصُولُ لِلْقَبْرِ الشَّرِيفِ إلَّا بِإذْنِ السّيِّدة عَائِشَة(رض)، وَاسْتَمَرّ ذَلِكَ حَتّى وَفَاتِهَا(رض) سَنَة(58هـ).
جـ ـ هَل اِقْتَحَمَت فَاطِمَةُ(عَلَيْهَا السَّلام) بَيْتَ عَائِشَة(رض)، فَدَخَلَت عَـنْوَةً حَتَّى وَصَلَت إلَى قَبْرِ أبِيهَا(عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه الصَّلَاة وَالسَّلَام)؟!! أو تَعَاطَفَت وَتَظَافَرَت أمُّنَا عَائِشَة(رض) مَعَ أمِّنَا الزّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام) فَأذِنَت لَهَا بِالدّخُول كَي تَشْكُوَ لِلرَّسُولِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَعَلَى آلِه وَسَلَّم) مَا فَعَلَهُ أبُو بَكْر(رض)؟!!
د ـ عَدَلَت إلَى القَبْرِ وَألْقَت نَفْسَهَا عَلَيْهِ، وَبَكَت حَتَّى بَلَّت تُرْبَةَ القَبْرِ بِدُمُوعِهَا، وَنَدَبَتْهُ!! إذَا كَانَت(عَلَيْهَا السَّلَام) قَـد فَعَلَت كُلَّ ذَلِكَ، فـأيْنَ صَارَ البَابُ وَالمِسْمَارُ وَالعَصْرَةُ وَالضِّلْعُ المَكْسُورُ وَالمُحْسِنُ وَالإسْقَاط؟!!
هـ ـ يَتّضِح: إنّ هَذَا الحَدَثَ بِمُفرَدِه يَتَنَافَى كُلّيًّا مَع كَونِها(عَلَيهَا السّلام) قَبْلَ بِضْعَةِ أيّام قَـد تَعَرّضَت لِعَصرَةِ البَابِ وَنَبْتَـةِ المِسْمَار فِي الصّدْر وَكَسْرِ الضّلْع وَإسقَاطِ المُحْسِن وَمَرَضِ المَوْتِ الّذِي مَاتَت فِيه!!
و ـ لِمَاذَا «فَـدَك» دُونَ الضّلْعِ وَالإسْقَاط وَبَاقِي الأحْدَاث؟! لَا يَخْفَى عَلَى العَاقِلِ المُنْصِف، إنّ «فَـدَك» قَضِيَّةً مَالِيّةً مَادِّيَّة، وَمَهْمَا أعْطَيْنَاهَا مِن خصُوصِيَّةٍ فَهِيَ لَا تَرْتَقِي وَلَا تُقَارَن مَعَ خطُورَةِ وَهَوْلِ حَادِثَةِ الدّارِ وَالنَّار وَالمِسْمَارِ وَالعَصْرَة وَالضّلْعِ المَكْسُورِ وَالمُحْسِن وَالإسْقَاط!! فَلِمَاذَا لَمْ تَذْهَب الزَّهْرَاء(عَلَيْهَا السَّلام) إلَى قَبْرِ أبِيهَا تَشْكُو تِلْكَ الأحْدَاث وَتَفْعَل مِثْلَمَا فَعَلَت فِي قَضِية فَـدَك؟!! وَلِمَاذَا لَم تَذْهَب لِلقَبْر وَتَفْعَل مِثْلَ ذَلِكَ ردًّا عَلَى أحداثِ الرَّزِيَّة والوَصِيّة وَالسّقِيفَة وَالخِلَافَة؟!!
زـ نَنْتَظِرُ تَبْرِيرَ وَتَدْلِيسَ «الفَاحِشَةَ الشِّيرَازِي» وَجَلَاوزَتِهِ القَصَّاصِينَ(الرّوزخونيّة) لَعَنَهُم الله وَأخْزَاهُم فِي الدّنْيَا وَالآخِرَة.
[شِيعَة آلِ النَّبِيّ(عَلَيْهم وَعَلَى جَدِّهِم الصَّلاة وَالتَّسْلِيم)…لَا شِيعَة الصَّفَوِي وَالكَرْكِي]:
1ـ قَالَ أَبُو جَعْفَر(عَلَيْهِالسَّلام): إِنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى اللهعليه وآله وسلم) قَالَ لِفَاطِمَةَ(عليها السلام): {إِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا تَخْمِشِي عَلَيَّ وَجْهًا، وَلَا تُرْخِي عَلَيَّ شَعْرًا، وَلَا تُنَادِي بِالْوَيْلِ، وَلَا تُقِيمِي عَلَيَّ نَائِحَةً}…{هذَا الْمَعْرُوفُ الَّذِي قَالَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) [ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ]} [الكافي(11)للكليني، معاني الأخبار(1)للصدوق، الاحتجاج(1)للطبرسي، البحار(29)، مستدرك الوسائل(2)للنوري، بيت الأحزان لعباس القمي، الأنوار البهية لعباس القمي، اعلام النساء للحسون، كشف المحجة لشبّر]
هَذَا هُوَ مَنْهَج خَاتَمِ الأنْبِيَاء وَفَاطِمَة وَزَيْنَب وَأميرِ المُؤمِنِينَ وَأهْلِ البَيْتِ الأطْهَار(عَلَيْهم وَعَلَى جَدِّهِم الأمِين الصَّلاة وَالتَّسْلِيم)، إذَن:
أـ مِن أيْنَ جَاءَت طُقُوسُ القُبُورِ وَالجَزَع وَالخُرَافَات وَالشَّعْوَذَة؟!!
بـ ـ مِن أيْنَ جَاءَت كِلَابُ رُقَيّة وَالجَمْرُ وَالتَّطْيِينُ، وَالسَّلاسِلُ وَالزّنْجِيل وَالتَّطْبِير؟!!
جـ ـ مِن أيْنَ جاءَ تَعْطِيلُ الأعْمَال وَخرُوجُ النِّسَاء وَالمَسِير؟!!
دـ مِن أيْنَ جَاءَ الجَهْلُ وَتَقْدِيسُ الفَسَاد وَالفَاسِدِين؟!!
2ـ سَنَة(906هـ) مَزَجَ إسْمَاعِيلُ الصَّفَوِيّ بَيْنَ التَّشَيّعِ وَالتَّصَوّف مُنْتِجًا خَلْطَةً سِيَاسِيَّةً تَعْتَمِدُ طُقُوسَ الخُرَافَة وَالشَّعْوَذَة لِتَجْهِيلِ النَّاسِ وَالاِسْتِخْفَافِ بِهِم وَضَمَانِ التَّبَعِيَّة وَالطَّاعَة وَالعُبُودِيَّة!!
أـ قَالَ الدّكْتورُ [الفَيْلَسُوف(كَامِل مُصْطَفَى الشِّيبِي)]:{أَخَذَ التَّشَيّعُ يَتَسَلّلُ إِلَى المَدَارِسِ الصُّوفِيَّة وَطُرُقِهَا قَطْرَةً قَطْرَة…حَتَّى ظَهَرَت الدَّوْلَةُ الصَّفَوِيَّة سَنَة(906هـ) لِـتَرْبِطَ المَشْرَبَيْنِ وَتُوَحِّدَ بَيْنَهُمَا}[الصّلَة بَيْنَ التَّصَوّف والتّشَيّع(510) لِكَامِل مُصطَفَى]
بـ ـ وَقَالَ(رَحِمَهُ الله):{إنَّ حَرَكَةَ إسْمَاعِيلَ الصَّفَوِيّ كَانَت شِيعِيَّةَ الإطَارِ صُوفِيَّةَ الجَوْهَر، وَأنَّ التَّشَيّعَ عِنْدَ إسْمَاعِيلَ كَانَ يَعْنِي هَذِهِ المَسَائِلَ السَّطْحِيَّة السَّاذِجَة}[الفِكْر الشّيعِيّ والنّزَعَات الصّوفِيّة(415) لِكَامِل مُصطَفَى]
جـ ـ وَقَالَ أيْضًا: {مَاتَ إسْمَاعِيلُ الصَّفَوِي سَنَة(930هـ) بَعْـدَ أنْ نَجَحَ لِلْمَرَّةِ الأُولَى فِي تَأسِيسِ دَوْلَةٍ صَفَوِيَّةٍ شِيعِيَّة، فَتَمَّ بِذَلِكَ حُلُمٌ هُوَ: اِسْتِغْلَالُ التَّصَوّف لِصَالِحِ الدَّعْوَةِ الشِّيعِيَّة، الهَدَف الّذِي تَجَاوَزَ الاِسْتِغْلَالَ إلَى الاِنْصِهَار، وَتَعَدّى التَّعَاوُنَ إلَى فُقْدانِ التَّصَوّف لِاسْتِقْلَالِهِ وَكِيَانِهِ وَصَارَ ظِلًّا لِلْتَّشَيّع}[الفِكْر الشّيعِيّ والنّزَعَات الصّوفِيّة(411) لِكَامِل مُصطَفَى]
3ـ قَالَ الدّكْتورُ الفَيْلَسُوف(كَامِل مُصْطَفَى الشِّيبِي): {إنّ حُكْمَ إسْمَاعِيلَ الصَّفَوِيّ اِقْتَرَنَ بِإعْلَانِ «طُـقُـوس شِـيعِـيّة جَـدِيـدَة» عَلَى صُورَةٍ صُوفِيّة، اِبْتِغَاء تَـنْشِـيط الدَّعْـوَة الشّـيعِـيّة فِي إيرَان، وَمِن ذَلِك:
ـ تَنْظِيمُ الاِحْـتِـفَـالِ بِذِكْـرَى اِسْـتِشْـهَاد الحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام) عَلَى «النَّـحْـوِ الّـذِي يُـتَّـبَــعُ الآن»!!!
ـ إضَافَةُ عِـبَارَة {أشْـهَـدُ أنَّ عَـلِـيًّا وَلِـيّ الله} إلَى نَـصِّ الأَذَان وَشَـهَادَة الإسْـلام!!!}[الفِكْر الشِّيعِي وَالنّزَعَات الصّوفِيّة(415) لِكَامِل مُصْطَفَى]
4ـ بَعْدَ وَفَاةِ إسْمَاعِيلُ الصَّفَوِيّ(930هـ)، اِسْتَلَمَ الحُكْمَ اِبْنُهُ طهماسبُ، وَهَذَا بِدَوْرِه اِسْتَدْعَى الكَرْكِيّ مِن الشَّام مِن جَبَلِ عَامِل، وَأطْلَقَ يَـدَهُ فِي شُؤُونِ الدّوْلَةِ الدِّينِيَّة وَالسِّيَاسِيَّةِ وَالاِقْتِصَادِيَّة، فَاِزْدَادَ الظّلْمُ وَالعُـنْفُ وَكَثُرَت البِدَع إلَى الحَدِّ الّذِي اِسْتَحَقَّ فِيهِ الكَرْكِيُّ لَـقَـبَ «مُخْتَرِع الشِّيعَة»!!!
فِي [الفِكْر الشِّيعِي] قَالَ(الأسْتاذ الشّيبي): {لَمَّا جَاءَ طهماسبُ بْنُ إسْمَاعِيلَ إلَى الحُكْمِ، رَأَى أَنّ الحِكْمَةَ تَقْتَضِي بِتَرْكِ أمْرِ بَـثِّ التَّشَيّعِ بِـيَدِ الأخِصَّائِيِّينَ مِن الفُقَهَاء…وَالاِتِّجَاه إلَى جَبَلِ عَامِل فِي سُورْيَا… فَاسْتَدْعَى(طهماسبُ) الكَرْكِيّ لِـيَنْهَضَ بِأعْبَاء هَذِهِ المُهِمَّة…لِيَكُونَ مُطْلَقَ اليَـد فِي شُؤُونِ الدَّوْلَةِ الشِّيعِيَّةِ الجَدِيدَة الاِقْتِصَادِيّةِ وَالدِّينِيَّة}…{وَبَدَلَ أنْ يَـخِـفَّ العُـنْفُ وَيَرْخَى التَّوَتّرُ، فإنّهُ:
أـ اِصْطَبَغَت أعْمَالُ الكَرْكِيّ بِعُنْفٍ شَدِيد
بـ ـ شّرّعَ السَّبَّ فِي المَسَاجِدِ أيَّامَ الجُمَع
جـ ـ كَتَبَ رِسَالَةً فِي لَعْنِ أعْدَاءِ الشِّيعَة
د ـ عَيّنَ(الكَرْكِيّ) نُوَّابًا خَاصِّينَ عَلَى النَّوَاحِي
هـ ـ أتَاحَ المَنْصِبُ لِلْكَرْكِيّ أنْ يَجْتَهِدَ فِي الأحْكَام
وـ مِن اِجْتِهَادَاتِه: التّرْبَة الّتِي يَسْجدُ عَلَيْهَا الشِّيعَة الآن فِي صَلَوَاتِهِم
زـ ألَّـفَ رِسَالَةً فِي السّجُودِ عَلَى التّرْبَة
ح ـ اِجْتِهَادَات الكَرْكِي الكَثِيرَة دَعَـت المُصَنِّفِينَ إلَى تَلْقِيبِهِ بـ «مُخْتَرِع الشِّيعَة»}
[الفِكْر الشِّيعِي وَالنَّزَعَات الصُّوفِيّة(416)لِـكَامِل مُصطَفَى الشّيبي]
المُهَنْدِس: الصّرخي الحسني