{مَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}[الكهف٢٩]
مُوسَى…عِيسَى…مُحَمَّد(عَلَيهِم السَّلام) عِلْـم…تَوْحِيـد…أخْلَاق || نُصْـح…اعْتِـدَال…سَــلَام
{{ لِـمَ تَعِـظُـونَ قَوْمًا….. قَالُوا مَعْـذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَـلَّـهُمْ يَـتَّـقُـونَ}}
٢…[ الـقَـبْـر…وَصِـيَّـةُ إخْفَـاءٍ وَإعْفَـاء…هَـارُونُ وَالظِّـبَـاء ]
السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أمِيرَ المُؤمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه
– كَانَ المُقَرَّرُ أنْ نَبْحَثَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِقَبْرِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ عَلِيٍّ (عَلَیْهِ السَّلَام) فِي بَحْثِ [قَبْر زَيْنَب (عَلَيْها السّلام) فِي الشَّام… بَيْنَ الوَهْم وَالسِّيَاسَة] لَكْنْ شَاءَ اللهُ أن يَكُونَ مُسْتَقِلًّا وَفِي أَيَّامِ شَهَادَةِ الإمَامِ عَلِيٍّ (عَلَيْه السّلام)
– نَقْتَصِرُ عَلَى مَا جَاءَ فِي كِتَابِ الإرْشَادِ لِلمُفِيد (رض) فِي الفَصْلِ المُعَنْوَنِ بِــ :[مَوْضِع قَبْرِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ (عَلَيْهِ السّلام) وَشَرْح الحَالِ فِي دِفْنِه]
– بِغَضَّ النَّظَرِ عَن ضَعْفِ وَإرْسَال الرِّوَايَات، فَإنَّهَا حُجَّةٌ تَامَةٌ دَامِغَةٌ عَلَى السَّبَئِيَّة الأخْبَارِيَّة وَفَضْلَتِهِم الشِّيرَازِيّة، ولَنَا كَلَامٌ نُسَجِّلُهُ خِلَالَ البَحْث، وَمِن الله التَّوفِيق:
الرِّوَايَة٣: قِيلَ لِلْحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام): أيْنَ دَفَنتم أمِيرَ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)؟ فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلام): {خَرَجْنَا بِهِ لَيْلًا عَلَى مَسْجِدِ الأشْعَث، حَتّى خَرَجْنَا بِه إلَى الظَّهْر(الظُّهْر) بِجَنْبِ الغَرِيّ، فَدَفَنّاهُ هُنَاك}[الإرشَاد]
۱- بَعْدَ اسْتِبْعَاد وُجُودِ الغَرِيَّيْنِ(الصَّوْمَعَتَيْنِ) مِن الأصْل أوْ اسْتِحَالَة دَفْنِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ قُرْبَ شَاخِصَيْنِ(غَرِيَّيْنِ، صَوْمَعَتَيْن) مِنْ أوْثَانِ الجَاهِلِيَّة وَطُقُوسِهَا، فَيَتَعَيَّن كَوْنُ المُرُادِ مِن[الغَرِيّ] هُوَ ظَهْر الكُوفَة فِي المَنْطَقَةِ الشّاسِعَةِ الغَامِرَةِ، مَا بَيْنَ الكُوفَةِ وَالحِيرَة وَإلَى الغَرْبِ مِنْهُمَا، أوْ يَشْمِلُ أيْضًا أظْهُرَ الكُوفَة مِن جِهَاتِها الأخْرَى كالشِّمَال أوِ الشَّرْق، خَاصَّةً أنّهُ لَمْ يَذْكُرِ [الغَرِيَّيْنِ] بَل [الغَرِيّ] وَهِي أبْعَد مِنْ أنْ تَكُونَ دَالّةً عَلَى الصَوْمَعَتَيْنِ(الشّاخِصَيْنِ، الطِّرْبَالَيْنِ، الغَرِيَّيْن).
٢- لَمْ يَقُل {فِي الغَرِيّ} أوْ {عِنْدَ الغَرِيّ} وَنَحْوَها، بَلْ قَالَ(عَلَيْه السَّلام): {بِجَنْبِ الغَرِيّ} وَفِيهِ إشَارَةٌ وَاضِحَةٌ إلَى مَوْضِعٍ خَارِج الغَرِيّ وَلَيْسَ فِي الغَرِيّ نَفْسِهَا، وَهُنَا يَكُونُ التَّمْوِيهُ وَالتَّضْيِيعُ أكْبَرَ وَيَصُبُّ فِي تَحْقِيقِ الغَرَضِ مِن إضَاعَةِ وَإخْفَاءِ القَبْر، قَالَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ لِلْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ(عَلَيْهِم السَّلام): {أوصِيكُمَا وَصِيَّةً، فَلَا تُظْهِرَا عَلَى أمْرِي أحَدًا}[المناقب٢لابن شهرآشوب، البحار٤۲، مدينة المعاجز۸للبحراني، كلمات الإمَام الحسين للشريفي]
۳- يُؤَيّدُ ذَلِكَ وَيُؤَكّدُه قَوْلُ الإمَامِ الحُسَيْن(عَلَيْه السَّلام): {حَتَّى خَرَجْنَا بِهِ إلَى ظَهْرِ نَاحِيَة الغَرِيّ}[كَامِل الزّيَارَات للقُمِّي، مَوْسُوعَة العَتَبَات المُقَدّسة ٦لِلخَليلي، كَلِمَات الإمَام الحُسَين لِلشّرِيفي]
الْتَفِتْ جَيِّدًا: أ- قَالَ {ظَهْرِ نَاحِيَة الغَرِيّ} وَلَيْسَ ظَهْر الكُوفَة!!
بـ – صَارَتِ المُحْتَمَلَاتُ أكْثَرَ وَالمَنَاطِقُ أوْسَع وَأكْثَر؛ [الغَرِيّ] وَ[ظَهْر الغَرِيّ] وَ [الكُوفَة]، إضَافَةً لِـ [ظَهْرِ الكُوفَةِ] لِاحْتِمَالِ أنّهُ غَيْرُ الغَرِيّ أوْ أنّهُ يَشْمَلُ عِدَّةَ مَنَاطِقَ خَارِجَ الكُوفَة وَمِن عِدَّةِ اتِّجَاهَات، فَيَشْمِلُ الغَرِيَّ وَغَيْرَه!!
٤- لَا يَخْفَى عَلَيْكُم أنّ الكُوفَة بِجَنْبِ الغَرِيّ، فَيَكُونُ دَفْنُهُ فِي الكُوفَة أرْجَحَ مِن دَفْنِهِ فِي الغَرِيّ بِحَسَب هَذِهِ الرِّوَايَة وَغَيْرِهَا، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ تَصْرِيحٌ بِالكُوفَة، وَفِي بَعْضِهَا تَصْرِيحٌ بِبُلْدَانٍ أخْرَى غَيْرِ الكوفَة
٥- فِي الكُوفَة فِي مَسْجِدِهَا يُدفَنُ جُثْمَانُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)، بِحَسَبِ مَا رَوَاهُ الإمَامُ الصّادِقُ عَن أبِيهِ البَاقِر(عَلَيْهِمَا السَّلام)، قَالَ: {قُتِلَ عَلِيٌّ(عَلَيْه السَّلام) وَصَلّى عَلَيْهِ ابْنُهُ الحَسَن(عَلَيْهِما السَّلام) وَدُفِنَ بِالكُوفَة عِنْدَ قَصْرِ الإمَارَة عِنْدَ مَسْجِدِ الجَامِع لَيْلًا، وَعُمِيَ مَوْضِعُ قَبْرِه}[كِفَايَة الطّالب في مَناقِب عَلي بن أبي طالب للگنجي، تَذْكرة الخَواص لِسُبْط ابْن الجَوْزِي]،
٦- مَدْفِنُ الإمام(عَلَيْهِ السَّلام) فِي مَسْجِدِ الكُوفَةِ، يَسْتَلْزِمُ كِذْبَ الرِّوَايَاتِ المَنْسُوبَةِ لِلإِمَامَيْنِ الصَّادِقِ وَالبَاقِرِ(عَلَيْهِمَا السَّلام) المُتَضَمِّنَةِ لِوُجُودِ قَبْرٍ فِي النّجِف(الغَرِيّ، الغَرِيَّيْن، ظَهْر الكُوفَة)
وَكِذْبَ الزِّيَارَاتِ وَمَرَاسِيمِها المُرْتَبِطَة بِقَبْرِ النّجَف!!
۷- فِي رَحْبَةِ الكُوفَةِ أوْ رَحْبَةِ مَسْجِدِهَا، قَدْ دُفِنَ أمِيرُ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)، وَكَمَا قَالَ فِي “مَقَاتِل الطّالِبِيِّين”: {لَمَّا مَاتَ عَلِيٌّ(عَلَيْهِ السَّلام)، تَوَلّى غَسْلَهُ ابْنُه الحَسَن(عَلَيْهِمَا السَّلام)، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَر…وَصَلّى عَلَيْه ابْنُهُ الحَسَن(عَلَيْهِمَا السَّلام)…وَدُفِنَ فِي الرَّحْبَة، مِمَّا يَلِي أبْوَابَ كِنْدَة عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْح}[مَقَاتِل الطّالِبِيّين، البحار٤۲، مَقتل الإمام أمِير المؤمنين(ع)لابْنِ أبِي الدُّنيا، كِفَاية الطّالب فِي مَناقِب علي(ع)للگنجي، مروج الذهب۲]
۸- لَمْ يَتَوَقّفِ التّدْلِيسُ وَالكَذِبُ عَلَى اللهِ وَرَسولِهِ وَأهْلِ بَيْتِه الأطْهَار(صَلّی اللهُ عَلى الرسول الأمين وَآلِه وَسَلَّم)، حَيْث أتَى المُدَلِّسة بِمَوْضِعٍ جَدِيدٍ لِلقَبْرِ يَقَع خَارِجَ النَّجَف!! فَقَالُوا إنَّ الإمَامَ الصَّادِقَ(عَلَیْهِ السَّلام) قَدْ زَارَ القَبْرَ فِي مَوضِعٍ بَيْنَ الحِيرَة وَالنَجَف، أي لَيْسَ فِي النَّجَفِ أصْلًا!! وَلَم تَتَوَقَّفِ الخُرَافَة عِنْدَ هَذَا الحَدّ، بَلْ قَدْ نَسَبُوا لِلصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلام) القَوْلَ أَنَّ رَأسَ الحُسَيْن(عَلَيْهِ السَّلام) تَمّتْ سَرِقَتُه وَدَفْنُه مَعَ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)، فِي ذَلِكَ المَوْضِعِ المُخْتَرَع، خَارِج النَّجَف!!
۹- عَن يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ طلْحَة، قال: رَكِبَ أبُو عَبْدِ الله الصَّادِقُ(عَلَيْهِ السَّلام)، وَرَكِبَ إسْمَاعِيلُ ابْنُه مَعَهُ وَرَكِبْتُ مَعَهُمَا، حَتّى إذَا جَازَ الثّوِيَّة وَكَانَ بَيْنَ الحِيرَةِ وَالنّجَف…..فَقَالَ(عَلَيْهِ السَّلام) لِإسْمَاعِيل: {قُمْ فَسَلِّم عَلَى جَدِّكَ الحُسَين بْنِ عَلِيٍّ(عَلَيْهِمَا السَّلام)، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاك، ألَيْسَ الحُسَيْنُ(عَلَيْهِ السَّلام) بكربلاء، فقال(عَلَيْهِ السّلام): نَعَم، وَلَكِنْ لَمَّا حُمِلَ رَأسُهُ إلَى الشّام، سَرَقَهُ مَوْلًى لَنَا، فَدَفَنَهُ بِجَنْبِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام)}[کَامِل الزّيارات للقمي، تهذيب الأحكام٦للطوسي]
هَلْ يُعْقَلُ أنَّ الإمَامَ الصَّادِقَ(عَلَيْهِ السَّلام) قَدْ قَالَ{سَرَقَةُ} وَلَمْ يَسْتَخْدِمْ كَلِمَةً مُنَاسِبَةً، مِثْل[اسْتَنْقَذَهُ] وَ [حَرَّرَهُ] وَ [أطْلَقَهُ] وَ[خَلّصَهُ] وَنَحْوها
۱۰- لِلْتَأكِيدِ عَلَى رَأسِ الحُسَيْن فَقَدْ اسْتَحْدَثُوا لَهُ قَبْرًا مُسْتَقلًِا بِجَنْبِ قَبْرِ أمِيرِ المُؤمِنِينَ، فَقَدْ نَسَبُوا لِلإمَامِ الصَّادِقِ(عَلَيْهِ السَّلام) أنّهُ قَالَ: {إِنّكَ إِذَا أَتَيْتَ الْغَرِيَّ رَأَيْتَ قَبْرَيْنِ قَبْرًا كَبِيرًا وَقَبْرًا صَغِيرًا فَأَمَّا الْكَبِيرُ فَقَبْرُ أمِيرِ المُؤمِنِينَ(عَلَيْهِ السَّلام) وَأَمَّا الصَّغِيرُ فَرَأْسُ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِ السَّلام)}[كَامِل الزّيارات للقُمّي، فَضَائل أمِير المُؤمنين(ع) لابْنِ عُقْدَة الكوفي، فَرْحَة الغَرِيّ لابْنِ طَاوُوس، البِحَار۱۰۰، وَسَائِل الشِّيعَة ۱۰لِلعَامِلِي، جَوَاهِر الكَلَام ۲۰ للجَواهري، تاريخ النّجف۱لحِرْز الدّين، الصّحيح من مَقتَل سيّد الشّهداء لِرَي شَهري، مَوسُوعَة العَتَبات٦للخليلي]
لمشاهدة البث المباشر للمحاضرة:
https://youtu.be/NJ8bxwDKmIo
الصَّرخيّ الحسنيّ
لمتابعة الحساب:
تويتر: twitter.com/AlsrkhyAlhasny
الفيس بوك: www.facebook.com/Alsarkhyalhasny/
اليوتيوب: youtube.com/c/alsarkhyalhasny
تويتر٢: twitter.com/ALsrkhyALhasny1
الإنستغرام: instagram.com/alsarkhyalhasany