المركز الإعلامي – إعلام البصرة
بين الأستاذ حيدر المالكي: تعرض الامام الكاظم ( عليه السلام ) للظلم وهو لم يحمل سيفا ضد الطاغية الذي عاصره وانما تم اعتقاله بسبب ميول عامة الناس اليه، كلامه حق ومطالب في نصرة المظلوم والإصلاح، ومحاربة الانحراف العقائدي والفساد والإستبداد، والمطالبة في الاصلاح . حيث يتعرض الداعي والمطالب في الاصلاح للملاحقة والإعتقال والتعذيب والسجن والإعدام، وتشويه السمعة.
جاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها وسط مدينة البصرة ،اليوم الجمعة ٢٠ من شهر رجب ١٤٤٢ هجرية، الموافق الخامس من آذار ٢٠٢١ ميلادية.
وأضاف الأستاذ المالكي: هناك مجموعة من العوامل التي ساعدت على نشوء الفرق ( كفرقة الواقفية ) على مرّ التاريخ كالعامل الإقتصادي والسياسي وغير ذلك من العوامل، إلا أن العامل الأساسي في تشعّب الفرق في الوسط الشيعي يرجع إلى سلسلة الأئمة وكيفية انتقال الإمامة من السابق إلى اللاحق، هذا إضافة إلى كيفية تعيين الإمام.لم تكن هذه الانطلاقة الشاذة الجديدة ناشئة عن اعتقاد واقتناع من قبل أصحابها بواقعيتها ؛ بل جاءت مخاض رغبات مادية وعوامل دنيوية أثرت في نفوسهم فقادتهم إلى هذه الفكرة المنحرفة
وأكد الأستاذ حيدر المالكي : أن مبتدعي هذه الفرقة هم ثلاثة من أصحاب الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السلام) الذين انحرفوا عن خطه، وهم: علي بن أبي حمزة البطائني, وزياد بن مروان القندي, وعثمان بن عيسى الرواسي, وقد شهد هؤلاء الثلاثة تشييع الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وتغسيله ودفنه وكانوا من خزنة الأموال التي تجبى للإمام من شيعته فكان عند أحدهم سبعون ألف دينار وعند كل من الإثنين الآخرين ثلاثون ألف دينار فنازعتهم أنفسهم في تسليم هذه الأموال للإمام الرضا ( عليه السلام ) بعد وفاة أبيه (عليه السلام) وتحيلوا لذلك بإنكار موت الإمام الكاظم (سلام الله عليه) وأنه حي يرزق وأنهم لن يسلموا الأموال حتى يرجع فيسلموها له.
وقد استفحل أمر هذه الفرقة وكثر أتباعها فغرروا بالبسطاء وألقوا عليهم الشُبه والتشكيكات المريبة فأذعنوا لهم ودانوا بباطلهم حتى أحدثت هذه الفرقة شرخاً كبيراً في الصف الشيعي فكانت هذه الفرقة هي أول ما واجه الإمام الرضا (عليه السلام ) في إمامته من المحن والبلايا.
وأشار المالكي :إن الحاضر والمستقبل يحملان للأمة تحديات تفوق الوصف فلا مجال لاجترار أحداث الماضي والعدو يلعب على وتر الخلافات بين السنة والشيعة في محاولة لإبادة الجميع فلابد من إيجاد الأرضيات المشتركة وكشف الحقائق التي حاول المنافقون والطائفيون والغلاة إخفائها عبر التاريخ , فالمستنتج أكيدا من بحوث السيد الأستاذ المحقق الكبير الصرخي الحسني (دام ظله) نجد الطبْرَسِي.. يفضح اكاذيب الأَخبَارِيَّة!! اشارات وقرائن يتعرض لها الطبرسي تقطع دابر فرية وجود (المحسن)، ومنها:
1- قوله: ان الاولاد 27 وذكرهم بالاسماء، ولم يذكر المحسن.
2- تاكيد اخر من الطبرسي على نفي المحسن من الاصل، حيث ذكر اسماء الاولاد الاناث والذكور من اعقب ومن درج(لم يعقب) ولا وجود للمحسن.. وقد قال في ذكر (يحيى توفي صغيرا قبل ابيه..)، فلماذا لم يشر الى المحسن، ويشير الى الواقعة المدّعاة؟!!.
وشدد حيدر المالكي : نؤكد هنا على دخول (منهج التدليس الشيرازي الاخباري الاستئكالي!!، والذي دس هذه العبارة {وفي الشيعة من يذكر ان فاطمة عليه السلام اسقطت..}!! فلو كان الطبرسي في مقام بيان راي الاخرين في وجود المحسن، وان الاولاد 28.. فالمفروض عليه ان يذكره مباشرة بعد الانتهاء من بيان رايه وذكر اسماء الاولاد 27 وما يتعلق بهم؛ لان هذا هو الموافق لقوانين اللغة والعرف وسياقاتها، لكن الطبرسي لم يفعل!!خصوصا وان الشيخ المفيد، قد التزم قبله بقوانين اللغة والعرف، فذكر قول الشواذ في الموضع المناسب، اضافة الى انه قد انهى به كلامه في{باب ذكر اولاد امير المؤمنين عليه السلام} ؛ بل انهى به الجزء الاول من كتابه الارشاد..
فلماذا لم يفعل الطبرسي مثله؟! وهل خفي عليه الالتزام بتلك القوانين اللغوية والعرفية؟!!
لكنها فرصة تدليسية استغلها الشيرازية، للتغطية على منهجهم الطائفي الفاسد مَنْهَجُ الأَخبَارِيَّة وَأَذْنَابِهم عَمَائم الطّاغُوت، فِي التَّجهيل وَالاسْتِخْفَافِ بِعقولِ الأَغْبِيَاء اتباعهم!!. ولا يبعد ان لهم يد في دس المنتخب والانوار، الفاقدة للمصدر والمؤلف!!
كلمة حق نقولها لسمعها ويعيها الجميع ان السيد الأستاذ المحقق ( دام ظله ) ثروة علمية يجب على الجميع أخذ الفائدة منه والتفاعل مع بياناته وتغريداته فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر