المركز الإعلامي – إعلام الحمزة الغربي
تحدَّثَ خطيبُ جُمعة الحمزة الغربي الأُستاذ حسين الگرعاوي في خُطبة صلاة الجمعة المُباركة عن “دور الإمام الرضا -عليهِ السلام- في التصدي للحركات المنحرفة” وبيَّن الگرعاوي إنَّ الإمام الرضا -عليهِ السلام- كان لهُ دورًا كبيرًا في التصدي للحركات المنحرفة التي نخرت جسد الاطروحة الإسلامية بسموم افكارها الضالة المضلة ، ومن هذه الحركات “حركة الواقفية” والتي واجهها الإمام -عليهِ السلام- مواجهة فِكرية علمية استطاع من خلالها تحجيم حركتهم وتقليص نفوذهم ،وتفنيد ادعاءاتهم المنحرفة التي تدَّعي الإسلام
ومن أهم الاسباب التي تؤدي الى ظهور مثل هكذا حركات هو تعلقها بالدنيا وزخارفها .
وتابعً الخطيب : إنَّ حياة ائمة أهل البيت -عليهم السلام- كانت مع القريب والبعيد و مع الموالي ( والوكيل لهم ) ومع الحاكم و المتسلط و الجاحد و الغاصب لحقهم ، نجدهم -عليهم السلام- رغم انهم دعاة اصلاح وخير ونجاة للمجتمعات يعانون من المحيط بهم ، من اضطاهد ومضايقة وتشديد وحبس في سجون وطامورات الظلمة الطغاة .
وتابعَ : كذلك نجد معاناة اخرى من الموالي والوكيل حيث يطرحون عليهم الشبهات والاقاويل ولم يسلموا لهم الحقوق و شتتوا الناس وحرفهوهم عنهم رغبة بالدنيا و طمعًا فيها ،كان ذلك في مسجد و حسينية الفتح المبين ، مدينة الحمزة الغربي ، اليوم الجمعة الخامس من شهر ربيع الأول 1442 هجرية الموافق 23 من تشرين الأول 2020 ميلادية.
وتكلَّمَ الگرعاوي في الخُطبة الثانية عن الدور الفِكري للإمام الرضا -عليهِ السلام- إذ قال : إنَّ حياة الإمام الرضا -عليهِ السلام- مليئة بالاحداث والمواقف ، ولنأخذ جانبًا منها ولاسيما الجانب الفِكري والعلمي وما هو دور الإمام الرضا -عليهِ السلام- في التصدي للمذاهب المبتدعة والأفكار المنحرفة الدخيلة و العقائد الباطلة وكشفها ومنع انتشارها مع التصدي للمسائل الدينية والعقائدية التي جعلت من النسيج الاجتماعي أحزابًا فِكرية تفرض آراءها بقوة السلاح ، للنهوض بالجانب الفكري والديني مع تثبيت العقائد الحقة ، لمواجهة الأفكار الضّالة التي كشفت زيف السلطة العباسية التي رسمت سياسة التزييف ودعم الحركات الفكرية المنحرفة .
وأضافَ : فقد تصدى لكل الفرق والتيارات المنحرفة التي تأسست أو وجدت في زمانه ، والتي نخرت جسد الأُمة الإسلامية بسموم افكارهم الضالة المضلة ومن أبرزها حركة الغلو والغلاة ، وقام بالرد على جميع ألوان وأقسام الانحراف العقدي والفكري بإسلوب علمي محكم ، وكان يستهدف الأفكار والأقوال تارة، كما يستهدف الواضعين لها والمتأثرين بها تارة اخرى .
وإختَتم الخطيب بكلامهِ عن دور المرجعية الدينية الحقة المتمثلة بالسيد الأُستاذ -دامَ ظِلّه- في التصدي لكل الحركات المنحرفة لهذا فقد انبرى الأُستاذ المحقق ليكشف الجهل والتضليل والعناد لدى جميع الحركات السلوكية المنحرفة وحذر الأُستاذ من الانخداع والوقوع في الفتن و الداعوي الباطلة اذ يقول -دامَ ظِلّه- : فَالواجِب عَلَى كُلِّ مُؤمِن أَنْ يَسعى لِلحَقِّ وإِمَامِ الحَقِّ -عَلَيهِ السَّلامُ- وَخِدمَتِهِ وَنُصرَتِهِ وَالاِسْتِشْهَادِ بَين يَديهِ حَتَّى تَحْقِيقِ دَولةِ العَدلِ الإلَهِي المُقَدّسَةِ، وأَنْ يَعملَ عَلَى تَهْذِيبِ النَّفس وَتَكَامُلِها السُّلوكِيِّ الأَخْلاقيِّ وَتَحْقِيقِ مُقدَّمَاتِ الاِسْتِحقاقِ وَالرِعايةِ الإلَهِيةفِي دَفعِ الفِتَنِ وَعَدم الوُقُوعِ فِيها ، ونحن اليوم في ظل الفِتَنِ والشُبُهاتِ وَالرشا والإِغْرَاءات وَالتَهديداتٌ وَالصرَاعاتٌ وَغَيرهَا التي تَحصلُ فِي آخرِ الزَّمَانِ وَيخوضُ فِيها جَميعُ النَّاس إِلَّا الأَنْدَرُ الأَنْدَرُ، لكنْ مَعَ هَذَا لَمْ يَتركْنا الشَّارعُ المُقدَّسُ حَيَارَى تَائهينَ ضائِعينَ، بل أَرشَدَنا إِلَى بَذلِ الجُهد وَكُلِّ الجُهدِ الفِكريِّ وَالجَسديِّ وَالروحيِّ لِلكونِ عَلَى خِلافِ النَّاسِ والابتِعادِ عَنْهِم وَمُغريَاتِهم وَصِرَاعاتِهم الدُّنيويَّة الزَّائلةِ، وَتحصينِ النَّفسِ فِكريًا لِدَفعِ الشُّبهاتِ وَإِبْطَالِها وَعدمِ الوُقُوعِ فِي فِتَنِها وَتَحْصينها روحيًا وَأَخْلاقيًا، فَعَلَينا النَّجاةُ النَّجاةُ بِأَنفسنا وَأَهلِينا حتَّى لا نَكون مِنَ الخَاسِرينَ الذَّينَ يَخسرونَ أَنْفسهم وَأَهلِيهم يومَ القيَامةِ، وَعَلَيْنا أَنْ نَلتَزِمَ وَنَعملَ بِوصَايَا المَعْصومينَ -عَلَيهِم السَّلامُ – .
ركعتا الصلاة