المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي
بيَّنَ خَطيبُ جُمعة الحمزة الغربي الأُستاذ خالد العزاوي إنَّ الإمام الحسين -عليهِ السلام- لم يذنب ولم يسلب حق أحد من الناس ولم يشرك بالله طرفة عين ولم يتناول المحرم ولم يقتل النفس التي حرم الله إلَّا بالحقِّ فهو صاحب تلك الروح الرحيمة وهو كتلة من السمو والسماحة والحنان تمشي على الأرض ،إذ لم يكن حاقدًا حتى على من قاتلوه .
وأضاف : ونلاحظ مُقابل كل ذلك السمو وتلك القيم والمبادئ والأخلاق والورع والتقوى نجد قبالها الدناءة والخسة والطغيان والخيلاء والإرهاب وهتك الحرمات والإجرام والرذيلة بكل صورها متجسدة بيزيد فهو ذلك الرجل اللاهي المتجاهر بالفسق والفجور الذي لم يترك عنوان من تلك العناوين القبيحة إلا وطبقه وعمل ومع ذلك فقد سوقه الإعلام ووعاظ السلاطين على أنه خليفة للمسلمين.
وأوضح العزاوي إنَّ هذا ما استدعى الإمام الحسين -عليهِ السلام- للقيام بتلك الثورة العظيمة والتي كانت لها أهداف سامية منها :
1- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا ما صرح به -سلام الله عليه- في قوله : إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ، ولا ظالمًا . وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر .
2- الوقوف أمام جور الجائرين المستحلين لِحُرَم الله .
3- اتمام الحجة على من يريد الجهاد في سبيل الله و القيام بوجه الحكم الأموي ممن راسل الامام -عليهِ السلام- من أهل الكوفة .
4- تحرير ارادة الأُمّة : لقد بث الحسين -عليه السَّلام- روح العزة و الكرامة و الجهاد في نفوس المسلمين.
تطرق العزاوي إلى ذِكر بعض مما جاءَ في كتاب الثورة الحسينية و الدولة المهدوية للسيد الأُستاذ -دامَ ظِلّه- إذ قال سماحتهِ : أصبحت ثورة الحسين ونهضته وتضحيته هي الهدف والغاية التي ملكت القلوب وصُـهرت أمامهـا النفـوس فانقادت لها بشوق ولهفة حاملة الأرواح على الأكفّ راغبة في رضا الله تعالى لنصرة أوليائه وتحقيق الأهـداف الإلهيـة الرسالية الخالدة ، كان ذلك في مسجد وحسينية الفتح المُبين ،مدينة الحمزة الغربي ،اليوم الجمعة الثامن مِن شهر مُحرم الحرام 1442 هجرية الموافق 28 من آب 2020 ميلادية.
وتكلَّمَ العزاوي في الخُطبةِ الثانية عن النّصيحة في الإسلام ودور الإمام الحُسين -عليهِ السلام- التي بذله في النصيحة والإرشاد إذ قال العزاوي : للنَّصيحة أهمية عظيمة في دين الإسلام وتظهر أهميتُها من خلال الأمور الآتية:
أوَّلاً: أنَّها عِمادُ الدِّين وقوامه؛ لقوله – صلى الله عليه وآله وسلَّم – ((الدِّين النَّصِيحَة)).
ثانيًا: أنَّها وظيفةٌ من وظائف الأنبياء .
ثالثًا : أنَّها صفةٌ من صفات المؤمنين الصَّادقين .
وتطرَّقَ العزاوي إلى دور الإمام الحسين -عليهِ السلام- إذ بالغ في النصيحة لاعدائه وخصومه فضلًا عن أصحابه ومحبيه ،وأيَّدَ ذلك بخطبةٍ له -عليهِ السلام- في يوم العاشر من محرم الحرام عندما أطبق القوم على قتاله ونكران حقه ،فقام خطيبًا قائلًا لهم :
أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا قَوْلِي وَ لَا تَعْجَلُوا حَتَّى أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ لَكُمْ عَلَيَّ وَ حَتَّى أُعْذِرَ إِلَيْكُمْ، فَإِنْ أَعْطَيْتُمُونِي النَّصَفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ، وَ إِنْ لَمْ تُعْطُونِي النَّصَفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً، ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَ لا تُنْظِرُونِ، إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ”.