أشار الاستاذ نعيم الصيمري خطيبُ صلاةِ جمعة الهارثة في مسجد العقيلة زينب (عليها السلام) في قضاء الهارثة شمال محافظة البصرة، الجمعة المصادف 20 من شوال 1441 هـ الموافق 12 من شهر حزيران 2020 م الى ان الامام الصادق عليه السلام مثال المرجعية الصادقة الصالحة في زماننا هذا.
وأشار الصيمري إلى أنّ الإمام أبو عبدالله الصادق عليه السلام أدرك نحوا من ثمانية وأربعين عاما من عهد الأمويين كانت مليئة بالأحداث الأليمة التي أنهكت الأمة وأفنت رجالها وامتهنت كرامتها ونهبت خيراتها وأثقلتها بالخراج والجباية والضرائب. ولم يكن بيد الإمام حيلة في فعل شيء فاضطر إلى الوقوف بمنأى عن الحكومة والسياسة. ولما واتته الفرصة أخذ في نشر العلوم الإسلامية لإحياء الدين وتسليح الناس بالإيمان لمواجهة الكم الكثير من الأفكار والعقائد والفلسفات الغريبة التي دخلت دفعة واحدة على جمهور المسلمين وقتئذ.
وقال الخطيب: “الأقوال لتي تصدر من الوعاظ والدعاة إلى الخير فليست بأشد تأثيرا منها وهي مسطورة في الكتب أو منقوشة على الجدران” مشيرا إلى أن الإمام الصادق كان يشدّد على أصحابه وطلبته في أن يظهر دينهم في عملهم وتعاملهم مع الناس.
واستطرد الخطيب ذاكرا الروايات التي تذكر هذا المعنى، فقال: “وحتى تحقق دعوته الغاية المنشودة كان يقول لأصحابه أوصيكم بتقوى الله وأداء الامانة لمن ائتمنكم وحسن الصحبة لمن صحبتموه وإن تكونوا لنا دعاة صامتين.. وقد وقع هذا القول عندهم موقع الإستغراب، وكيف يكونوا صامتين وهم يدعون إلى الخير، فقالوا: يا ابن رسول الله كيف ندعوا الى الله ونحن صامتون، فقال عليه السلام: تعملون بما امرناكم به من طاعة الله وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدون الامانة وتامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ولايطلع الناس منكم إلا على خير، فإذا رأوا ما انتم عليه علموا فضل ما عندنا فعادوا إليه”.