المركز الإعلامي – إعلام البصرة
بين الاستاذ حسن المنصوري (دام توفيقه) خطيب جمعة البصرة في جامع الإمام الباقر -عليه السلام- الواقع وسط محافظة البصرة اليوم الجمعة 20 من شهرشوال1441 هجرية الموافق 12 من حزيران 2020 ميلادية في خطبته بعض الملامح المهمة في شخصية الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) و دوره الريادي في قيادة الأمة الإسلامية.
فقد شهد القاصي والداني والمُؤالف والمخالف، أنَّ الإمام الصادق (عليه السلام) هو صاحب المقام العلميِّ الرفيع الذي لا ينازعه فيه أحد، حتى توافدت كلمات الثناء والإكبار والإعجاب عليه (عليه السلام) من الكثيرين، فقد قال عنه أبو حنيفة: ما رأيت أفقهَ مِن جعفر بن محمَّد، لما أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة، إنَّ الناس قد افتُتِنُوا بجعفر، فهيِّئ له من المسائل الشِداد. فهيَّأتُ له أربعين مسألة، فلمَّا بصرتُ به دخلَتْني من الهيبة لجعفر (الصادق) ما لم يدخلني لأبي جعفر (المنصور). فجعلتُ أُلقي عليه فيُجيبني فيقول: (أنتم تقولون كذا، وأهل المدينة يقولون كذا، ونحن نقول كذا، فربَّما تابعناهم، وربَّما خالفنا جميعاً). حتى أتيت على الأربعين مسألة، ثم قال: (ألَسْنا رَوينا أنَّ أعلم الناس، أعلمُهم باختلاف الناس)؟
وأضاف المنصوري أن تلك الفترة قد امتازت بأنها مرحلة نمو العلوم، وتزاحم الثقافات المتنوِّعة، وذلك لانفتاح البلاد الإسلاميَّة على الأمم الأخرى، ولانتشار الترجمة التي ساعدت على نقل الفلسفات الغربيَّة إلى العرب، فبدأ الغزو الفكري باتجاهاته المنحرفة…، ونشأت على إثره تيَّارات الإلحاد، وفِرَق الكلام، والآراء الغريبة، والعقائد الضالَّة… فكان أن برز الإمام الصادق (عليه السلام) في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وتثبيت أساسها في مواجهة السيل الجارف من العقائد المتنوعة التي اكتيحت أفكار وقلوب عامة المسلمين.
وقد بين الخطيب ان المنهج الذي رسمه الامام الصادق ( عليه السلام ) سار عليه سماحة المرجع الصرخي الحسني ( دام ظله ) في نشر العلم والمعرفة في الأمة في أدنى مستوياتها لتحصينها فكريا ولمحاربة التكفير والارهاب والانحراف في الفكر والعقيدةز وبيّن المنصوري أنّ سماحة السيد الاستاذ عمل على ايجاد حركة علمية تشمل كل طبقات المسلمين وثقارب بينهم وتنشر فكر الإعتدال والوسطية بينهم من خلال نشر علوم علوم محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم)، إذافة إلى جهوده المعروفة في إعداد القواعد الجماهيرية المؤمنة الواعية والمستعدة لاستقبال اطروحة الامام المهدي الحقة من الرجال والنساء والاشبال وتسليحهم بالعلم والمعرفة والعمل على اساس الدليل والبرهان والابتعاد عن السفسطة والكذب والتضليل.
وذكر الخطيب أن سماحة السيد الأستاذ ما زال مستمراً في نهجه التوعوي ودعوته إلى الإعتدال وتبصير الناس بالحركات المنحرفة التي تحاول تشويه الدين والإتجار به في غفلة من الناس، إذ يتصدى في هذه الايام للحركات السلوكية التي تزعم عصمة السيد الصدر الثاني (رضوان الله عليه)، محاولة استغلال الإرتباط العاطفي بالمؤمنين مع السيد الشهيد، فبدأ سماحة السيد الأستاذ بحوثه المبسطة من خلال تغريداته ومن على منصة تويتر، فوقف النفعيون والمتاجرون بالدين حيارى لا يدرون ما يفعلون في مواجهة طرحه العلمي الرصسن والمبسط والمدعوم بالدليل الواضح الملزم للحجة البالغة.