تكلم إمام وخطيب جمعة غماس الأستاذ قيصر الشبلي؛ في خطبته الأولى عن الإمام الحسن المجتبى -عليه السلام- قائلًا:” إنّ ماقام به الإمام الحسن – عليه السلام- من الإعداد والنهضة كانت بمثابة مرحلة الإعداد الرئيسية لنهضة الإمام الحسين -عليه السلام- في قيام ثورته،ومن ثم يأتي الإمام الحسين عليه السلام بمرحلة التطبيق الفعلي ومع ذلك لم ينهض الإمام الحسين عليه السلام بعد استشهاد أخيه بل صبر وتحمل تسع سنوات حتى تكون القاعدة مهيأة للقيام والنهوض”.
جاء ذلك في خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت وسط مركز المدينة، الـــيوم الجُـمعـة 14 رمضان 1441هـ الموافق 8 آيار 2020م.
وبيّن الأستاذ الشبلي ؛ دورالإمامين الحسين والحسين -عليهما السلام-؛ بأداء رسالة واحدة، ولكن نصفها قد أداه الإمام الحسن (عليه السلام) بالإعداد الكامل وتهيئة الأرضية اللازمة، ونصفها الآخر قد قام بأدائه سيد الشهداء (عليه السلام) بقيامه المقدس والدامي.
وذكّر الخطيب ؛إنّ مسؤولية الإمام الحسن (عليه السلام) مهمة وصعبة جداً، ولعلها أصعب من مسؤولية الإمام الحسين (عليه السلام) ؛ وذلك لأن مسؤولية الإعداد أصعب من تفجير النهضة والقيام المسلح، لأن الشخص الذي يريد بناء وتربية جيل على المفاهيم الصحيحة، فمن دون شك وترديد لابد من أن يلاقي صعوبات عديدة، وربما يهان، كما أنه يحتاج إلى برنامج منظم وزمان طويل ومخطط دقيق على المدى البعيد، والكوادر الصالحة والتقية والاحتياط من أجل المحافظة على هذا الجيل في حال الإعداد والبناء، وعوامل البقاء خلال عشرين أو ثلاثين سنة أو أكثر، وأخيراً فهو بحاجة للاستعداد الكامل لتحمل الكلمات الجارحة وأن يكون بعيداً عن كل مدح وثناء.
واستمرّ بقوله:” حيث ذكر السيد الاستاذ في بحثه العقائدي(صلح الامام الحسن) واصفًا وحدة الهدف بين ما قام به الامامان الهمامان: (فلو كان الإمام الحسن(عليه السلام) في عصر الإمام الحسين(عليه السلام) لفعل الإمام الحسن نفس ما فعل أخيه ولقاد الثورة ضد الطاغية يزيد
ولو كان الإمام الحسين(عليه السلام) في زمن الإمام الرضا(عليه السلام) لفعل نفس ما فعله الرضا(عليه السلام) .
هذا وبالتوكيل على الله تعالى شرعت بكتابة الحلقة الأولى من سلسلة بحوث تتناول جوانب من سير المعصومين(عليهم السلام) والتي تصب في خدمة هذا الهدف الذي أسميته(الحصانة الذاتية من الهجمات المعادية) أوضح من خلالها أن للائمة(عليهم السلام) هدفاً مشتركاً واحداً بالرغم من اختلاف الوسائل التي سلوكها علماً أن كل الوسائل التي سلكوها هي وسائل شرعية وأخلاقية ولم يرد في فعلهم أو تفكيرهم أن الغاية تبرر الوسيلة كما يرفع هذا الشعار القوى الكافرة , وفي المقابل أبيّن الهدف المشترك عند أهل الكفر وانهم ملة واحدة ووسائلهم مختلفة)./ انتهى