أكد خطيب جمعة الديوانية الأستاذ كرار الكرعاوي “دام عزه” في الخطبة التي القاها في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر “قدس سره” اليوم الجمعة 16 من ربيع الثاني هـجرية، الموافق 12 من شهر كانون الأول 2019 ميلادية ، إن المشتركات والثوابت كثيرةٌ والتي يُجمع عليها المسلمون وباقي الديانات و بكل مذاهبهم، وكثيرةٌ هي الإرشادات والمواقف العملية التي صدرت من نبي الإسلام، والتي يدعو من خلالها إلى التوحد ونبذ الفرقة،
إلا أن ثمة من يعزف على أوتار الفرقة والتمزق والتشرذم والتقاتل، فذهب يركز على مواطن الاختلاف بين المسلمين ويعمقها ويفعلها ويعطيها بعداً ضرورياً ويمنحها من الأولوية لدرجة انه يقفز على المشتركات ويهمشها ويلغيها،
فيتحول الاختلاف في وجهات النظر والعقيدة إلى سرطان ينهش الجسد الإسلامي،
حيث بين الأستاذ الكرعاوي : إن الطائفية تفكك وحدة المسلمين ، وتقطع أوصالهم، بعد أن تم إخراجها من دائرة الفكر والرؤى والحوار والمجادلة بالحسنى والموعظة الحسنة إلى جحيم السباب واللعان والتكفير والفرقة والتقتيل والتهجير والاعتداء على الحرمات والمقدسات، فدُفِعت الناس (وخاصة في العراق) دفعاً إلى دوامة العنف والمحرقة الطائفية، فضلا عن عكس صورة سيئة عن الرسالة السمحاء التي بُعث فيها نبينا الأقدس ليكون رحمة للعالمين ينعم تحت كنفها الناس أجمعين مهما كان انتمائهم الديني أو المذهبي أو العرقي أو غيره.
وأشار الأستاذ الكرعاوي : إن الله عز وجل حينما شرع الأديان جميعًا وبعث الأنبياء والرسل كانت كلمتهم سواء ومنهجهم واحد و متفقين على أن بتحقق هذه الديانات يعم الأمن والطمأنينة والسلام للبشرية جمعاء فاليهودية والمسيحية والإسلام وكل الديانات الإبراهيمية متفقة على حفظ النفس المحترمة وحفظ حرية الفكر فلا أكراه في الدين بل دعوى بالحسنى وموعظة حسنة واعتدال وأمة وسطًا ، وإن كل ما يحصل من ارهاب وترويع بإسم الأحكام السماوية فهو قد غلف بغلاف الدين لا اكثر وكله وحي من الشيطان وجنوده والمسؤول الأول عنه هم رجال الدين في تلك الديانات وليس المقصود بهم حملة الأديان ومن جاءوا بها فالأنبياء قد أبلغوا رسالات ربهم على أتم وجه لكن من جاء من بعدهم ممن تلبس به الشيطان هم من شرعوا لنا الفرقة والأرهاب وتكفير بعضنا البعض .