وقال العابدي في مطلع الخطبة الأولى : إن ثورة الإمام الحسين -عليه السلام – تمثل ثورة وعي وتربية وأخلاق، وإحياء لنهج الرسول محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- بعدما حاول الظالمون العمل على حرف النهج الاسلامي الحنيف، خاصة بعد تسلط الطواغيت والظلمة على رقاب المسلمين وتصديهم وتقمصهم المناصب الإلهية ظلمًا وجورًا, وبعد تزلف أئمة الضلالة, وعاظ الشياطين والسلاطين لأولئك الطغاة وتزييفهم للحقائق وخداع الناس وإيقاعهم في الشبهات وإضلالهم وعملهم على إبعاد الإسلام والدين وحرفه عن مساره الصحيح الإلهي الرساليوتابع العابدي : يرى سماحة السيد الصرخي الحسني – دام ظله المبارك – في كتابه: ” الثورة الحسينية والدولة المهدوية ” أنه وبعد انحراف دين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- , لم يكن أمام الإمام الحسين -عليه السلام- إلا التصدي بنفسه وأهل بيته وأصحابه والتضحية بالأهل والمال والنفس من اجل إحياء دين محمد – صلى الله عليه وآله وسلم- وتصحيح مساره والحفاظ على استقامته ولهذا سمعناه (عليه السلام) يرفع شعار (إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني) ونسمعه (عليه السلام) يقول: (إن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت هذاء, ولم يبقَ منها إلا صبابة كصبابة الإناء, وخسيس عيش كالمرعى الوبيل, ألا ترون إلى الحق لا يعمل به, والى الباطل لا يتناهى عنه, فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً, فإني لا أرى الموت إلا سعادة, والحياة مع الظالمين إلا برما).
وأوضح : ويعلل سماحته: لهذا الموقف وغيره يحصل عندنا الاطمئنان بل اليقين أن ما صدر من النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- من قول (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا) يريد – صلى الله عليه وآله وسلم- الإشارة والتأكيد على أن الثورة الحسينية هي المصححة للمسيرة المهدوية من الانحراف بل هي الحياة للرسالة المحمدية المقدسة بعد أن حاول أئمة الضلال والمنافقون إماتتها ودفنها
وأضاف الخطيب : وإذا كنا نبحث عن القدوة والمثل الأعلى الذي يطبق القوانين الإلهية الروحية والاجتماعية فإننا نجد أن شخص الحسين وثورته ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى والتطبيق الصادق الواقعي للقوانين الإلهية الروحية والاجتماعية, حيث جسد -عليه السلام- بفعله وقوله وتضحيته, توثيق العلاقة بين العبد وربه وتعميقها والحفاظ على استقامتها وكذلك جسّد -عليه السلام- العلاقة الإسلامية الرسالية بين الإنسان وأخيه الإنسان حيث الاهتمام لأمور الإخوان وهمومهم ورفع الضيم عنهم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من اجل ذلك حتى لو كلفه حياته – عليه السلام – وهكذا انتهج أهل بيته وأصحابه المنهاج المقدس الذي خطه الإمام الحسين -عليه السلام-
وختم بالقول : وإلى من يتحسر على نصرة الإمام الحسين – عليه السلام – وينادي يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما، نقول له إن الفرصة لا تزال سانحة للنصرة فكما أن ثورة الإمام الحسين – عليه السلام- ودمه الشريف كان السبب في إستقامة دين محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- كذلك فإن ثورة الإمام المهدي –عجل الله تعالى فرجه الشريف- تكون سببًا لإستقامة الدين والحفاظ عليه ونشر القسط والعدل، والفرصة أمامنا للنصرة الحقة، نسأل الله تعالى ونتوسل إليه أن يجعلنا من الأنصار الثابتين على الحق والانتصار له والآخذين بالثأر مع الإمام الهمام صاحب العصر والزمان – عجل الله تعالى فرجه الشريف – وجعلنا من المتشرفين بالعيش في دولته الكريمة العادلة.