المركز الإعلامي – إعلام المعقل
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) في محافظة البصرة بإمامة الأستاذ صادق المندلاوي (دام توفيقه) وذلك في يوم الجمعة 28 / ذو الحجة / 1440 هجرية ، 30 / آب / 2019 ميلادية ، حيث تناول الأستاذ المندلاوي في خطبته الأولى استقبال شهر محرم الحرام في نظر اهل بيت العصمة (عليهم السلام) تزامنا مع مروره هذه الأيام ، وذكرى شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه (عليهم السلام) الذين بذلوا مهجهم من أجل حفظ القيم الإلهية وكرامة الإنسان …
إنّ مدرسة الإمام الحسين (عليه السلام) هي مدرسة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الساعية إلى بناء الإنسان الصالح الذي يعمّر الأرض بقيم الله تعالى ، وقد مثّلت العمق الإنساني في الإيمان والهجرة والجهاد في سبيل الله ، وارست دعائم التضحية والاباء والبطولة والشجاعة في قول الحق ورفض الظلم والفساد وعدم الركون الى الباطل ومغرياته وملذاته …
واشار خطيب الجمعة المباركة الى تصدي سماحة المرجع الأستاذ (دام ظله) لدفع الشبهات التي اثيرت حول خروج الإمام الحسين (عليه السلام) وثورته والتصدي لها بالعلم والبرهان وبالفكر الإسلامي المحمدي الاصيل ، موضحا الغاية الكبرى والهدف الاسمى والدروس والعبر من واقعة الطف الاليمة فقد قال سماحته (دام ظله) في كتابه (الثورة الحسينة والدولة المهدوية) ما نصه : ان الغاية والهدف ليس الطف كواقعة حصلت وليس الإمام الحسين (عليه السلام) كشخص معصوم مفترض الطاعة قتل ، فعلينا ذرف الدموع على تلك الحادثة المأساوية الحزينة ، بل ان طف كربلاء تمثل الخير والشر والصراع بينهما منذ خلق آدم إلى يوم الدين ، في الأرض والسماء ، عند أهل الأرض وعند سكان السماء ، وان الإمام الحسين (عليه السلام) يمثل الصدق والحق والقسيم والمحك بين الخير والشر والجنة والنار وفي جميع تلك العوالم ، وبعد إثبات ذلك يصبح الأمر واضحاً ان حركة التمهيد المهدوي واليوم الموعود المقدس والإمام المنتظر (عليه السلام) ودولته الإلهية العادلة ، كلها جزء من الحركة الحسينية وامتداد لها فالحركة الحسينية وقائدها (عليه السلام) والحركة المهدوية وقائدها (عليه السلام) هي الهدف والغاية المقدسة التي وجدنا بل خلقت السماوات والأرض من اجلها ، والتي ننال بها القرب والرضا الإلهي والتفضل والتشرف للكون في الحضرة القدسية للجليل الأعلى (جلت قدرته) مع الأنبياء والأئمة والصالحين (صلوات الله عليهم أجمعين) …
وتطرق الأستاذ المندلاوي في الخطبة الثانية الى (نهج المرجع الاعلم الجامع للشرائط) الذي يعتبر امتداد لنهج المعصومين (عليهم السلام) فالمشاكل والأزمات التي يعاني منها المجتمع تعود إلى غياب العدالة الإجتماعية ، في ظل انتشار واستفحال الظلم والفساد في ارجاء البلاد ، وسكوت أغلبية أفراد المجتمع وبالخصوص الشخصيات والوجهاء ، بل وخضوعهم للسلطة المستبدة والمفسدة والظالمة المسؤولة عن تلك المشاكل بمبرر المحافظة على الأمن والسلام وحماية إستقرار المجتمع ، فالعدالة هي التي تجلب الأمن والإستقرار للجميع وتساهم في بناء وتطور وحماية المجتمع ، فكان كلُ هم ائمة اهل البيت (عليهم السلام) حماية المجتمع من الانحراف الذي ينتشر في جسده ويدمر الجميع عندما يسكت أفراده وبالخصوص الشخصيات الدينية والسياسية وغيرها عن نصرة الحق وظلم المظلومين ، لذلك انبرى الأستاذ المحقق الصرخي (دام ظله) لإقامة الدورات والمهرجانات التربوية والتي تقام في جميع المكاتب التابعة له في خطوة منه لانقاذ مايمكن انقاذه من شبابنا وأشبالنا ، وفعلا قد أعطت ثمارها وتأثيرها على الشباب والأشبال فقد تخرَّج منها الكثير ، قرّاءٌ للقرآن وباحثون في العلوم الفقهية والإصولية والعقائدية وغيرها من العلوم …
والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل لإقامتها .
ركعتا صلاة الجمعة المباركة