مع إشراقة اليوم العاشر لشهر ذي الحجة الذي تجلّت فيه فيوضات الرحمة الإلهية بأروع صورها في مكان يسعه حبًّا ويُضفي عليها ألقًا، شهدت المساجد والحسينيات التابعة لمكاتب السيد الأستاذ الصرخي الحسني -دام ظله- في عموم محافظات العراق إقامة صلاة العيد، اليوم الإثنين 10 ذي الحجة 1440 هـ / الموافق 2019/8/12م، استهلّ الخطباء خطبهم بتهنئة مباركة إلى الرسول الأعظم وآله الأطهار وصحبه الأبرار، والمخلّص المهدي المنتظر، وتزامنًا مع وقوف الحجيج في بيت الله الحرام دعا خطباء صلاة عيد الأضحى المبارك إلى تجسيد روح الأخوّة والمحبة والتسامح والتقوى والأخلاق ونبذ الطائفية والعيش بسلام الرسالات السماوية السمحاء التي جاء بها الأنبياء والمرسلون -صلوات الله.عليهم -.
وبيّن الخطباء أنّ معنى العيد من العَوْد أي أنّ هذه المناسبةَ تعودُ كلَّ سنةٍ مرّةً أو مرّتين أو ثلاث، والمفروضُ أن تتوحدَ في العيدِ قلوبُ المسلمينَ ونفوسُهم في كافة أرجاء المعمورةِ على الطاعاتِ والبرِّ والإحسانِ وأن ننبذَ الفرقةَ والكراهيةَ والبغضاءَ والفحشاءَ، فإن العيدَ بروحهِ ومضمونهِ لا بأيامهِ المعدودةِ وسويعاتهِ القليلةِ المنتهيةِ حتمًا.
وقد ذكر الخطباء ما ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام – حين قال : “كُلُّ يَوْمٍ لاَ يُعْصَى اللهُ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ” وأيضًا قوله “عليه السلام ” : “العيد ليس لمن لبس الجديد، ولكن من ذكّر بيوم الوعيد”. كما تناول الخطباء بعض القضايا الاجتماعية والأخلاقية التي يعاني منها مجتمعنا الإسلامي في الوقت الذي كشّر فيه الأعداء عن أنيابهم وأخذوا يطعنون جسد المجتمع الإسلامي بما أسمَوه ” بالغزو الثقافي” الذي يحاول أن يستفحل ويطمس معالم الهوية الإسلامية التي يعتزّ بها كل مسلم ويعتزّ بالانتماء إليها، مؤكدين أنّ أحد أهداف العبادة هو بناء الإنسان الصالح المتكامل القادر على تجاوز ذاته والمشاركة في المسيرة الشمولية التكاملية للمجتمع في كل مجالات الحياة، فجُعلت عبادات الإنسان وأعماله في سبيل الله تعالى، وهذا السبيل في الحقيقة طريق وممرّ ووسيلة كاشف عن السبيل لخدمة المجتمع الإنساني، لأن كل عمل من أجل الله تعالى هو من أجل عباد الله، لأن الله تعالى غنيّ عن العباد، ويؤكد هذا أو يدلّ عليه قول النبيّ الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم – “إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وقد اختُتِممت خطب صلوات العيد بالدعاء إلى حجّاج بيت الله الحرام بقبول الحجّ والأعمال والردّ إلى أوطانهم سالمين غانمين.