هناك جهات كثيرة تتخذ من الدين وسيلة للسيطرة على عقول الناس هي من تعترض على الراب المهدوي لأنّ فيه التربية الصالحة والتحذير من كل المفاسد والقبائح، وكان هذا معرض ما قاله خطيب جمعة الديوانية سماحة الشيخ صادق الخاقاني- دام عزه – وأضاف :
أن منهجنا الأصلي ومنذ أكثر من عشرين عامًا ثابتٌ في النصح والهداية والتربية الرسالية للفرد والمجتمع من أجل تكامله وسلامه وسعادته ونبذل كل جهد ونتخذ كل وسيلة ممكنة وجائزة من أجل تحقيق رسالتنا التربوية وتراثنا الغزير يشهد لذلك وهو موثَّق بالصوت والصورة والكتب المطبوعة، ونتعامل مع كل مرحلة بظروفها ومستجداتها وعواملها المرتبطة بها، والراب أحد الوسائل التي اجتاحت المجتمع بسبب فساد رجال الدين الذين تصدوا للمشهد الاجتماعي وكان لهم السلطة والسطوة والكلمة المسموعة المؤثرة فاستغلوا الدين لمصالحهم ومنافعهم الخاصة وأفكارهم السقيمة العدوانية المتطرفة فأفسدوا في البلاد وأهلكوا العباد وجعلوهم في فقر ومرض وجوع وجهل وتهجير وضياع، فالتجأ الشباب إلى المخدرات بأنواعها وإلى العدوانية والتطرف والإرهاب، وكان الراب قد اجتاح المجتمع الشبابي وكان وسيلة لجرّهم إلى الحرام والرذيلة والإلحاد والجريمة والفساد والحشيشة والمخدرات… وكان واجبنا أنْ نستخدم الراب بعد تهذيبه وتطويره وتضمينه الكلمات الرسالية التربوية الهادفة واستخدامه في فعاليات تسودها الألفة والمحبة والسلام والدين والفكر والعلم والأخلاق، فالراب كالحقنة كان يُحقَن به المجتمع بالسموم والمخدرات وسوء الأخلاق والحقد والتطرف والعدوانية والإرهاب، فجعلناه “راب مهدوي” يُحقَن ويربي على الفضيلة والأخلاق والسلام والوسطية والاعتدال، ومن الأسئلة التي تُطرح حاليًا هو لماذا قمتم بدمج الراب مع اللطم فنقول : بالنسبة للطم وتضمينه في الراب فلأن اللطم قد حث عليه الشارع المقدَّس كما نعتقده ونتيقنه إضافة إلى أنّه وسيلة لتفاعل الشباب مع القصيدة والكلمة الهادفة كي تأخذ أثرها في نفس وفكر السامع والمتفاعل معها باللطم أكثر وأسرع فيكون في اللطم فائدة تربويّة ونفسيّة متحقِّقة يقينًا إضافة إلى الأجر في الآخرة ، وارجاع الشباب للمجالس وترغيبها في الحضور ليس هو الغرض والغاية، بل هو وسيلة من أجل إبعادهم عن الرذيلة والتوحش والعدوانية والخمور والمخدرات والجريمة والإرهاب، وثم تربيتهم التربية الصالحة كي يكونوا نافعين لأهليهم ولبلدهم وللناس جميعًا… فليس حضور المجالس الحسينية هو الغاية فما أكثر المجالس الحسينيّة والحاضرين فيها لكنها تغذي الحقد والاستكبار والطائفيّة والتطرف والجريمة والعدوان والإرهاب وكذلك الحضور للمساجد للصلوات ولغيرها، أنّه كما يستخدم للتربية الصالحة فإنّه يستخدم لتخريج التكفيريين والإرهابيين…
جاء ذلك خلال خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت اليوم المصادف 14 من رجب المعظم 1440 هـجرية الموافق 22 من آذار 2019 ميلادية، وذلك في مسجد النور وحسينية محمد باقر الصدر- قدس سره – وسط المدينة، وأكمل الشيخ الخاقاني حديثه بالقول:
لا يخفى على الجميع أن مثل هكذا منهج وطريق إصلاح وصلاح ورسالة تربوية وتوعوية على منهج الاعتدال والسلام والمحبة والوئام واحترام الإنسان ورفض التكفير والعنف والتطرف والرذيلة والضياع والمخدِرات قطعًا سيولد الحسّاد والمبغضين من المتسترين باسم الدين الذي يرجع إليهم السبب الرئيسي في ضياع الشباب ونفورها من الدين والالتجاء الى الإلحاد والمثّلية والتميّع والتخنث والمخدرات فيلجئون للأساليب الكهنوتية الفرعونية والدعشنة في استخفاف الناس وممارسة المضايقات والتحريض الفرعوني المتحجّر ضد الأشبال والشباب الأبرياء ولم تكن المضايقات إلا من قبل هؤلاء عمائم السرقة والفساد.
فبالنسبة لإخواننا مِن الشرطة والجيش فهم متعاونون معنا حتى أنّ الكثير منهم أتى بأبنائه للمشاركة مع الأشبال والشباب في فعّاليات الراب، والتعلّم معهم على منهج الاعتدال والوسطية والسلام، واحترام النظام، والابتعاد عن الفساد والظلم والخمور والمخدِرات والحشيشة وأخواتها، والحث على طلب العلم والتحصيل الدراسي واحترام الوالدين واحترام الناس على أساس إنسانيتهم ونحترم اختياراتهم الدينيّة والفكرية حتى وإنْ اختلفنا معهم وتحاورنا وتجادلنا بالحسنى وبقينا على اختلافنا في الرأي، لكن نبقى يحترم أحدنا الآخر ويحب أحدنا الآخر، فالدين محبة وسلام.
وأما المضايقات، فهي كثيرة جدًا وفيها تحريض كبير وضغوط كثيرة من جهات كثيرة اتخذتْ مِن الدين وسيلة للسيطرة على عقول الناس والتحكم فيها والتعامل معها كالقطيع وتحريكها في مستنقع العنف والتطرف والرذيلة والضياع والمخدرات، فتجّار مخدرات وخمور أو قادة عصابات ومجرمون وتجّار أعضاء بشريّة ومتطرّفون وارهابيّون، فهؤلاء يعترضون على الراب المهدوي لأنّ فيه التربية الصالحة والتحذير من تلك المفاسد والقبائح!!! وهذا لا يقبلون به !!!
كما أنّ رجال الدين والعمائم الفاسدة لا ترضى بالراب المهدوي لأنّه يثقّف الناس ويُخرجها من عبادة البشر ويجعلها تنتقد فساد هؤلاء وترفض الطائفية التي يدعون لها ويسرقون بها بين الناس من أجل الاستمرار بالسرقات والفساد، إضافة إلى المناصب والواجهات التي بُنيت على تجهيل الناس والاستخفاف بهم، والراب المهدوي توعيةٌ وفكرٌ وثقافة.