عن المركز الإعلامي – إعلام مكتب الكوت
أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة فضيلة الشيخ مهدي العابدي – دام عزه – اليوم السابع من رجب 1440 هـ الموافق 15-3-2019 م في مسجد وحسينية نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله وسلم – في الكوت
وتطرق العابدي خلال خطبته للحديث عن معاناة إمامنا المهدي – عجل الله فرجه الشريف – مشيرًا لما عاناه جده المصطفى محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – حيث قال: كان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) حليمًا سمح الأخلاق فلم يزعجه إن كان قومه يؤذونه ويزدرونه ,وينتقصون منه , ويضعون التراب على رأسه الشريف , ويلقون على ظهره أمعاء الشاة , وسلى الجزور , وهو في صلاته. بل كان يقول (اللهم اغفر لقومي فأنهم لا يعلمون) كان واسع الأمل. كبير الهمة. صلب النفس.
وتابع الخطيب: أيها المسلمون ان اكبر مظهر من مظاهر التأريخ الإسلامي , هو غيبة ومعاناة إمامنا المهدي(عليه السلام) وهو ينتقل مع الزمان وعبر الأوطان من غربة إلى غربة , ومن وحدة إلى وحدة , نائيا عن أهله وولده , منفردا عن عياله وأهله , (فغيبة صغرى) و (غيبة كبرى) , لا زالت تحزن القلوب وتدمع العيون وتقض مضاجع المؤمنين الأخيار الأنصار , إذ كلما نزل بلدة أو مدينة أو دارا , لم يجد فيها أعوانا ولا أنصارا , بل يجد فيها أمة تقف موقف المتفرج على خراب الدين والمذهب , وهي لا تعي بما يحصل لدينها ومذهبها من تحريف وتزييف وتمييع لمبادئ الشريعة الحقة التي جاء بها نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) , واليوم أين انتم من إمامكم ودينكم ومذهبكم ؟!!
وأضاف العابدي: أليست مظلومية الأمام المهدي(عليه السلام)هي مظلومية لنبي الاسلام العظيم المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مظلومية (للقرآن الكريم) ,مظلومية (للإسلام العظيم) , مظلومية لآل البيت (عليهم السلام) مظلومية لأصحاب رسول (صلى الله عليه واله وسلم) فلا تكونوا مصداقا لقوله تعالى (وقال الرسول يا ربي إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورًا) لتهجروا بذلك إمامكم فيهجركم ثم لا ينصركم من بعده أحدًا , لا سامح الله , ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها وكان جاحدا بها ,وما يجحد بآيات الله إلا الدجالين والسفيانيين , أيها الناس إن الأمام المهدي(عليه السلام) آية من آيات الله ولكن عند أهل البدع والشبهات أعوان (الدجال والسفياني) آيات الله هي الجاه والمال والسلطة أما المهدي ليس لهم شغل به ,إن وقعت عليه الشبهات أو دبت في دينه ومذهبه الآفات. وسيكون لهم السهم الأكبر والحظ الأوفر في معاناة المهدي وأذيته وهجرته وخذلان دينه ودين آباءه.
وتحدث الشيخ العابدي عن الإخلاص مقتبسًا ماورد في الفصل الأول من البحث الأخلاقي السابع (روح الصلاة) لسماحة المرجع الأستاذ المحقق الصرخي الحسني (دام ظله) قائلًا: ومن المعاني المتحصلة مما سبق أن الإخلاص يرجع معناه إلى تجريد النية والقصد عن كل شيء سوى الله تعالى، وعليه فاشتراط الإخلاص للصلاة يستلزم بطلانها أو عدم قبولها مع عدم الإخلاص، ويمكن القول أن الإخلاص يمثل روح الصلاة ومعناها لأن الصلاة كعمل لا قيمة لها دون النية، والقصد والنية لا قيمة لها دون الإخلاص بل ورد أن النية هي العمل بل أن النية أفضل من العمل، والمقصود بالنية هنا الصادقة الخالصة لله تعالى، فالإخلاص بالنية هو العمل بل أفضل من الصلاة لأن الإخلاص أفضل عبادة.