المركز الإعلامي – إعلام الحيانية
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الإمامِ صاحب الزمان -عليه السلام- بإمامة الشاب مؤيد الصبيحاوي -دام عزه- وذلك يوم الجمعة 21/ 12/ 2018 م الموافق الثالث عشر من ربيع الثاني الجاري من عام 1440هجري،وتحدث الصبيحاوي في الخطبة الاولى حول ذكرى استشهاد البضعة الزهراء ( عليها السلام) مبيناً “أيها الأخوة مرت علينا هذا الاسبوع ذكرى أليمة وفاجعة عظيمة على قلوبنا وهي ذكرى استشهاد البضعة الطاهرة الزهراء البتول (عليها السلام) طبقا للرواية الأولى من روايات ذكرى الاستشهاد الثلاث، سنحاول في هذه الخطبة المباركة تسليط الضوء عن بعض الأدوار التي قامت بها الزهراء ( عليها السلام ) لتصحيح مسار الإسلام الذي كاد أن يؤدي إلى الانحراف بعد شهادة أبيها (صلى الله عليه واله)”واشار” لابد ان نتحدث في عدة محاور تتعلق بهذه السيدة العظيمة ومنها إثبات أحقية أمير المؤمنين(عليه السلام) في الإمامة والقيادة حيث برزت الزهراء(عليها السلام) في هذه المعركة، ففي كتاب فدك في التاريخ للسيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدست نفسه الزكية) قال:(إن أمير المؤمنين لم يسكت ولم يتنازل عن حقه في خلافة رسول الله (صلى الله عليه واله)؛ طبعاً لإدراكه حجم الخطر المحدق بالأمة التي تخلت عن وصي رسول الله وأفضل الناس من بعده(صلى الله عليهم أجمعين)واختارت من دونه علما وكرامة ومنزلة وفضلا، مع لحاظ إن ذلك ليس من اختصاص احد أو من مسؤولياته حتى لو كانت الأمة بغالبيتها _بل هو من شأن الله تعالى وحده لا شريك له . ( المهم فهمت الأمة إن الإمام علي (عليه السلام) عن طريق تمسكه بحقه وإصراره على إيصال صوت الحق الى الجميع حتى مع انعدام الناصر فضلا عن قلته فقد كان يقوم بجولات ليلية تسانده وتصحبه فيها الزهراء (عليهما السلام) غايتها تعريف الناس وتذكيرهم بما عهد إليهم النبي الخاتم(صلى الله عليه واله) وأن الخليفة والولي الحقيقي والطبيعي من بعده هو ابن عمه المرتضى(عليه السلام)،”وبين ” اما النقطة الثانية: دورها (عليها السلام) في توجيه الأمة وتربيتها على المفاهيم الإسلامية … حيث عاشت الزهراء(سلام الله عليها) حياة الخشونة والفقر فبيتها الملاصق لبيت أبيها النبي(صلى الله عليه وآله) كل ما فيه يوحي بالبساطة حتى إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم عُرض عليه جهاز فاطمة البسيط جعل يقلّبه بيده ثم بكى وقال: (بارك الله لقوم جُلّ آنيتهم من الخزف …)، ومع هذا فقد كانت(سلام الله عليها) غنية في نفسها قريرة العين بحالها لأنها تولعت بالقيم المعنوية للإسلام التي نادى بها أبوها فقد سمعته يقول لها: (يا فاطمة أصبري على مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الآخرة)، وشاهدته لم يملك شيئاً ولم يدخر لنفسه شيئاً من الغنائم، فكان يتنكر لكل مظاهر الغنى ويواسي المساكين، فقد كان من ابرز صفاتها الصبر على البلاء والشكر لرب السماء ولا تسأل أحداً غيره”واضاف “والنقطة الثالثة: (الدور الرائع والعظيم في تحقيق نصرة قضية الحق) الذي قامت به سيدة النساء عليها السلام حيث كانت على مر المراحل التي عاشتها في قمة العنفوان العقائدي الذي انعكس على الواقع الخارجي في دوام النصرة وتحقيقها وتعميقها على المستويات كافة من دون كلل ولا ملل حتى في أحرج الساعات وأصعب الظروف”.
اما في الخطبة الثانية فتحدث الخطيب عن مصاديق الشيعة وكيفية الانتصار للحق منوها” إن من أوضح مصاديق الشيعة الذين تنطبق عليهم الصفات المثالية والنموذجية هم أصحاب الإمام الحسين الشهيد عليه السلام الذين يعجز القلم عن وصف ما قاموا به من تضحية وإطاعة ونصرة فإننا نرى كيف صدقوا بعهدهم حين برزوا الى مقاتلهم حيث لم يتفانوا بنصرة سيدهم وإمامهم الحسين -عليه السلام- في وقت عصيب وحرج حيث لم تؤثر بهم كثرة الجيوش المعادية فقد كان همهم الوحيد هو نصرة الحق والتضحية بكل ما يملكون ، فلنأخذ درس مهم من هذا الموقف البطولي مهما كانت إمكانات العدو التي حشدها ضد الحق ومهما كان انعدام الناصر وخذلان الصاحب فكانوا متفانيين في النصرة ومتلهفين للشهادة وملتذين بالتضحية فقد اشترى الله منهم أنفسهم بما صبروا عليه من الأذى والبلاء والابتلاء والاختبار والآلام والجراح والجوع والعطش وعدم النوم حتى الموت الذي كانوا يعلمون بدنوه فكان هذا من اكبر الجهاد لله تعالى … فضربوا لنا أروع الصور التكاملية في التضحية والإخلاص والثقة والتسليم وبذل الغالي والنفيس في سبيل نيل رضا الله تعالى والمعصوم ” ، وختم بقوله “ونحن إذ نستذكر أولئك العظماء فإنا نستحضر في الوقت ذاته شهداءنا الأبرار الذين ساروا على نهج الإمام الحسين وصحبه الأطهار -صلوات الله عليهم- ولحقوا بركبهم في الدفاع والانتصار لقضية الحق وإمام الحق ومرجع الحق السيد الصرخي الحسني “دام ظله”.
ركعتا صلاة الجمعة