المركز الإعلامي – إعلام الناصرية
تحدث خطيب جمعة الناصرية الشيخ غانم الشامي – وفقه الله – من خلال منبر الجمعة المبارك في مسجد وحسينية النبأ العظيم ، اليوم 13 ربيع الثاني 1440 هجرية – الموافق 21 كانون الأول 2018 ميلادية ،
قائلا” : عندما نريد أن نتحدث عن الزهراء – عليها السلام – في بعض المواقف يستلزم لدينا الأعتقاد الكافي لمعايشته مواقفها لا على نحو التصور والمفاهيم المخزونه في الأذهان بل يتطلب ذلك ان يكون لدينا الدافع
الحسي الباحث عن السلوك الخارجي الذي يكون واضح البيان في افعالنا واقوالنا فكثرت الكلام او الالفاظ اذا لم تكن موضع بارز للنتائج المترتبه عليها فلافرق بينها وبين مفهوم العدم فمن هنا يمكننا ان نعيش الأعتقاد
او المعتقد ومهما اردنا ان نتكلم عن عظمة الزهراء -عليها السلام – في بعض مواقفها ومهما أطلنا في الكلام فانه لايعطي ولايبين الا الشي اليسير عنها فمن المواقف التي سجلت على نحو الحداثة والغرابة والتي تسبق
في تاريخ وعادات مكة والعرب أنها عندما ولدت أقيم حفل لولاتها -عليها السلام – وهذا مالم يحصل في ولادة أنثى قبلها في المجتمع المكي وكذلك يسجل للزهراء -عليها السلام – أنها ولدت من أشرف أم وهي خديجة
(عليها السلام ) حيث كانت قبل الزواج من النبي – صلى الله عليه واله وسلم – تسمى بالطاهرة وبسيدة نساء قريش وزادها تشريفأ الزواج من النبي – صلى الله عليه واله وسلم – فهي ولدت من أشرف أبوين (عليهما
وألهما الصلاة والسلام ) فبخصوص ولادتها (عليها السلام ) وردت ثلاث روايات رئيسية روايتان عن الخاصة أتباع مذهب اهل البيت وسنة جدهم المختار (عليهم الصلاة والسلام ) ورواية عن اخواننا اهل السنة فالروايتان
عن اهل البيت (عليهم السلام ) ان ولادة جدتهم فاطمة (عليها السلام ) كانت في السنة الخامسة بعد البعثة او في السنة الثانية بعد البعثة واما ماورد عن اخواننا أهل السنة أن ولادة الزهراء (عليها السلام ) كانت في السنة
الخامسة قبل البعثة وهذا يمكن الاستفادة منه لأثبات بعض الأمور والأحتجاج بها كأثبات طول الفترة الزمنية التي واجهتها وكانت فيها المعاناة والشدة والظلم والضيم الذي وقع عليها واثبات اهمية وقدسية الزهراء (عليها السلام )
واما الوقوف عند كراماتها (سلام الله عليها ) يمكن لنا ان نذكر كرامة واحدة من كرامات الزهراء (عليها السلام ) حيث كانت تحدث أمها وتحدثها أمها وهي في بطنها وقد نطقت الشهادتين عند الولادة فهي شبيهة النبي عيسى (عليه السلام )
فقد تكلم في المهد وأعطاء الله وكرمه وشرفه بالكتاب والنبوة قال تعالى ( فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال اني اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اين ماكنت ) والكثير من الروايات التي وردت بخصوص الزهراء
(عليها السلام ) دلت على منزلتها الألهية المباركة حيث نجد التلازم والمقارنة والصلة بينها وبين أبيها النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وفي هذا المعنى ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بحقها (فاطمة بضعة مني ومن أذاها فقد أذاني )
فرضا الله من رضا النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ورضا النبي من رضا فاطمة فرضا الله من رضا فاطمة وغضب الله لغضب النبي وغضب النبي لغضب فاطمة فغضب الله تعالى لغضب فاطمة فعن صحيح البخاري عن النبي – صلى الله عليه واله وسلم –
قال (فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني ) وروى الأصفهاني ايضا قال (عندما دخل عبد الله بن الحسن المثنى على عمر بن عبد العزيز (وهو احد خلفاء بني امية ) فرفع مجلسه وأكرمه وقضى حوائجه ولما سئل عمر عن سبب أكرامه وتعظيمه له قال
حدثني الثقة كأني اسمع ذلك من فم رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) أنه قال ( فاطمة بضعة مني يسرني ما أسرها ويغضبني ماأغضبها ) وعبد الله بن الحسن المثنى بضعة من فاطمة التي هي بضعة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )وعن معاناتها
(عليها السلام ) تشير الروايات السنية والشيعية انها (عليها السلام ) منذ ولادتها ووعيها وتمييزها أمور الحياة في هذه الحياة الزائلة دار الأختبار وجدت المصائب والبلاءات والمحن والشدائد وقبل ذلك كانت أمها خديجة (عليها السلام ) هي من تتحمل العبئ
الاكبر مع النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وبعد وفاة خديجة (عليها السلام ) ورحيلها الى الرفيق الأعلى تحملت وتبنت الزهراء (عليها السلام ) هذا الدور وهذه المسؤولية الكبرى فمثلا عندما يأتي النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ومن المتوقع جدأ أنه
عندما يخرج سوف يأتي محمل بالأتربة أو محمل بالدماء لأنه اصيب بالحجارة أو محمل بالنجاسات التي رماها عليه صبيان ونساء قريش وعلى جميع الأحوال تكون الزهراء (عليها السلام ) قد هيأت نفسها لاستقبال النبي – صلى الله عليه واله وسلم – فتخلع
وتأخذ الملابس من على جسده الشريف فتطهر الملابس وجسد النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) وهذه المهمة تحملتها الزهراء (عليها السلام ) ونفس هذه المهمة والمسؤولية تحملتها وقامت بها مع بعلها أمير المؤمنين -عليه السلام – ومن ضمن المعاني التي
أشاره اليها السيد الأستاذ الصرخي (دام ظله المبارك ) عن مدى تحمل الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم ) بقوله ( والأن نسأل انفسنا وأنا أول العصاة هل أننا يمكن أن نتحمل من أجل الدين والأسلام بعض ماتحمل الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم )
حيث كان الأعداء يحرضون عليه الصبيان والأطفال والنساء والسفهاء ويصاح عليه مجنون وساحر وكذاب ويرمون عليه الحجارة من منا يسمح ويرضى لنفسه أن تحصل عليه مثل هذه الأمور ويصبر عليها فربما يتعرض أحدنا من أجل نصرة حق أو قضية حق فهل يصبر
ويتحمل بل الكثير والأكثر انه تنازل عن الحق ومبادئ الحق في مقابل ضغط بسيط أو ثمن بخس كأنقطاع أو تقليل المؤنة المالية فتراه لايقول كلمة حق أمام زيد او عمر بل اكثر من ذلك فهو يقينا جامل ويحكي مع ذلك الأنسان ضد الحق وأهل الحق ويتصدى لمحاربة أهل
الحق من أجل بعض الأمور المادية ) أنتهى كلام السيد الأستاذ – دام ظله المبارك – .
ثم أقيمت ركعتا صلاة الجمعة المباركة