المركز الإعلامي _ إعلام قلعة سكر
بين خطيب جمعة قلعة سكر الشاب علي العكيلي -وفقه الله- خلال خطبتي الجمعة في مسجد وحسينية الإمام العسكري-عليه السلام- قضاء قلعة سكر اليوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الثاني 1440 هـ الموافق للحادي والعشرين من كانون الاول 2018ميلادية ، ان السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) كانت الإنسانة التي ارتفعت بروحانيتها إلى الله تعالى، فعاشت معه في ابتهالاتها وكل آلامها وحاجاتها بقوله ( كانت فاطمة الزهراء (ع) الإنسانة التي ارتفعت بروحانيتها إلى الله تعالى، فعاشت معه في ابتهالاتها ودعواتها وصلواتها، وتحدثت إليه في كل آلامها وأحزانها وحاجاتها في الحياة. إنها الإنسانة التي امتلأت علماً، وهي التي نهلت فكر الإسلام وثقافة القرآن، من الينبوع الصافي الطاهر للإسلام؛ من عقل رسول الله (ص) وقلبه وفكره وتجربته. وكيف لا يكون ذلك، وهي التي عاشت معه وتربّت على يديه، حيث كان الوحي ينـزل عليه وهي في بيته، كما أنها تعلمت وعلي(ع) من رسول الله(ص)، وعاشا كل معانيه الروحية والفكرية.
لقد حملت الزهراء(ع) كل أخلاق رسول الله (ص)، فكانت الرؤوفة العطوفة والرحيمة بالآخرين، وكانت الصابرة على كل تعقيدات الحياة ومشاكلها الخاصة والعامة. وكانت (ع) الابنة كأفضل ما تكون البنات لآبائهن، والزوجة كأفضل ما تكون الزوجات لأزواجهن، والأم كأفضل ما تكون الأمهات لأبنائهن، والمسلمة كأفضل ما تكون المسلمات لمجتمعهن، كما أنها لم تدع فرصة إلاّ واستفادت منها، فكانت المعلمة لنساء عصرها، والمحدّثة عن رسول الله (ص)، حيث رُوي عنها – من الرجال والنساء – أحاديث كثيرة عن رسول الله (ص). وكانت (ع) الصادعة بالحق، فوقفت أول امرأة مسلمة بين الرجال، لتخطب خطبة فيها الكثير من علم الإسلام وفقهه واحتجاجاته.
لقد بلغ الوعي لديها درجة اتسعت لكل المرحلة التي عاشتها، فقد كانت – وهي الثكلى برسول الله(ص)، والمظلومة من خلال ما جرى لها، مع ما ألقي عليها من مسؤولية – كانت تخرج لتدافع عن الحق، تارة باستقبالها للمسلمين والمسلمات، وأخرى ـ كما تقول بعض الروايات – بالطواف على جموعهم لتحدثهم عن حق عليّ (ع)، كان كل هذا يعيش في شخصية شابة لم تبلغ العشرين من عمرها على أشهر الروايات