المـركز الإعـلامـي / إعـلام المهنـاويــة
أكدَّ خطيبُ صـلاة الـجُمعـة المُـباركــة فــــي مـــســجد الْمُرْسَلَاتِ وحُسينيــة ســفينة النَــجـاة الــشَـاب مُـسـلـم اللهيـبي -وفقه الله- ، الـــيوم الجُـمعـة السادس من ربـيــع الـثاني 1440 هـجرية ، المـوافـق 14 كـانـون الأول 2018 ميلادية، أن صناعة الإنسان الكامل وبناء الأسرة المتماسكة وإقامة المجتمع الفاضل هــي من أسمى أهداف بعثة الأنبياء والرسل- عليهم السلام- لكن طوفان الفساد في آخر الزمان حمل من الأوبئة الخلقية الشيء الكثير حمل الكذب والدجل والحسد والنفاق والفسق والفجور والظلم والخيانة والحمية والعصبية، والغش والتدليس والطمع والجشع والمكر والحيلة والفحش والخلاعة والحرص والبخل والترف والتبذير وسوء الظن بالله والرياء وعقوق الوالدين وإهمال الأولاد وأكل السحت والمال الحرام وأكل مال اليتيم ظلماً ،مشيرًا إلى أن السعادة الحقة لا تجلب أبداً من الخارج وإنما هي شعاع من نور، يولد، ويكبر في داخل الإنسان ويضيء جوانب الحياة كلها، ويجعلها أكثر قيمة ومنطقية وأكثر تهيّئاً للنمو والتقدّم والاستمرار وكل ذلك مرهون بأوضاع تسود فيها الأحكام الأخلاقية، ويعلو فيها صوت الالتزام والاستقامة، وترفرف في أرجائها إشراقات النفس فالطريق الوحيد للحيلولة دون هذه الحالة يكمن في تدعيم الرقابة الذاتية، وتعزيز علاقة العبد بربه ـ جل وعلا ـ وتحفيز الإرادة الخيِّرة في الناس. وهذا الحل وإن كان مكْلفاً على المدى القريب, فإنه سفينة نوح على المدى البعيد فلن يكون في إمكان أفضل النظم الاجتماعية ولا في إمكان أقسى العقوبات الصارمة أن تقوِّم الاعوِّجاج ولا أن تملأ الفراغ الناشئ عن ذبول النفس وانحطاط القيم فالعقوبات الصارمة لا تنشئ مجتمعاً لكنها تحميه. والنظم مهما كانت مُحكَمة، ومتقَنة لن تحول دون تجاوز الإنسان لها، وتأويلها بما يجهضها وكل الحضارات المندثرة تركت تنظيماتها وأدوات ضبطها خلفها شاهدةً على نفسها بالعقم والعجز ،منوهًا في خطبته الثانية إلى من أهم البحوث الفلسفية التي صدرت مؤخرًا للسيد الأستاذ الصرخي الحسني -أدام الله فيضَ علمه- فمن ضمن سلسلة البحوث الفلسفيّة”فلسفتنا” بأسلوب وبيان واضح (الحلقة الأولى) ، الإسلام ما بين الديمقراطيّة الرأسماليّة والاشتراكيّة والشيوعيّة بيان وتوجيه وتعديل لما جاء في بحوث “فلسفتنا” للشهيد السيّد محمد باقر الصدر -قدس سره-.
ثم اقيمت ركعتا صـلاة الجمعة