خطيب جمعة العمارة ” لقد أيدت المرأةُ الإسلامَ والدعوةَ إليه بكل ما في وسعِها وطاقتِها “
المركز الإعلامي – إعلام ميسان اقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر ” قدس سره الشريف ” في مدينة العمارة – مركز محافظة ميسان في يوم الجمعة 2صفر عام 1440 والموافق 12 من شهر تشرين الأول لسنة 2018 للميلاد حيث كان خطيب وأمام الجمعة سماحة الشيخ خالد المالكي “دام توفيقه ” حيث تحدث عن دور المرأة في التاريخ الإسلامي قائلاً :
لقد كشف واقع المرأة في تاريخنا الإسلامي عن قيامها بأدوار مشرقةٍ في ميادينِ الجهادِ المختلفة، مما أكد لها عظيمَ رسالةٍ في ظل هذا الدين الحنيف.فلقد تحملت المرأةُ من الأذى والاضطهادِ الكثيرَ، وتكبدت مشاقَ الهجرةِ في سبيل الله عز وجل، فهاجرت إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، وتعرضت لصنوفٍ شتى من الابتلاء. فالسيدةُ خديجة -أم المؤمنين- عليها السلام تناصرُ النبي – صلى الله عليه واله وسلم- بجاهِها ومالِها ونفسِها، وسميةُ -أم عمار- أولُ شهيدةٍ في الإسلام. وتجدرُ الإشارةِ إلى أن المرأةَ المسلمةَ قد أفادت المسلمينَ في معاركهم بما حباها اللهُ به من قدراتٍ وملكاتٍ خاصة. لقد أيدت المرأةُ الإسلامَ والدعوةَ إليه بكل ما في وسعِها وطاقتِها، واشتركت مع الرجالِ في الغزوات بسيفِها وقوسِها، وشجعتِ المحاربينَ، وعالجتِ الجرحى، وضمدتْ جراحهم، وواست مرضاهم، وقدمت لهم الطعام والشراب.لقد شاركتِ المرأةُ المسلمةَ الرجلَ في الحرب، وساعدته كلَ المساعدة، بروحِها الفدائية، وقلبِها الرحيم، وقد ويأتي دورُ المرأةِ العراقيةِ خصوصاً، والمسلمةِ عامة في المعركةِ الحالية، والمواجهةِ مع الهجمةِ على العراق وشعبهِ وثرواتهِ ومقدراته، فما هو الدورُ المطلوبُ من المرأةِ في ظلِ هذه الهجمة؟ نعم إن كربلاءَ وثورةَ كربلاء هي التي تُبرزُ الدورَ الرسالي للسيدة زينب “سلام الله عليها “النساء فهيَ حصيلةُ الفضائلِ ونتيجةُ العظمةِ محاطةٌ بهالةٍ من الشرفِ الرفيعِ من جميع جوانبِها ،وشاءت الإرادة الإلهية أن تُفجعَ السيدةٌ زينب بأبيها العظيم الإمام علي عليه السلام ثم أعقبت ذلك إحداثٌ دارت بين أخيها الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية وانتهت باستشهادِ الإمامِ الحسن مسموما وانقضت سنواتُ وإذا بالسيدةِ زينب تواجه كارثةً أخرى هي أعظمُ فاجعةٍ عرفها التاريخ تلك فاجعةُ كربلاءَ الدامية ذاتُ المسيرةِ الطويلةِ والأبعادِ العديدة فكانت السيدةُ زينب تعيشُ تلك الأحداثِ بدون أن يعتريها انهيارٌ أو ارتباكٌ لم تفقد أعصابَها ولم يختل وعيُها وقفت كالجبل الشامخ بوجه رياح الظلم والطغيان .
ثم تابع ” دان توفيقه ” قوله أيها الأخوة المؤمنون الأخيار أيتها الأخوات الناصرات الطاهرات: إن للمرأة دورَها القيادي والريادي والرسالي في إحداثِ تغييرٍ جذريٍ للكثير من الإشكالياتِ ليس على نطاق الأسرةِ والعائلةِ فقط بل على نطاقِ المجتمعِ بصورةٍ أشمل ، لان للمرأةِ تأثيرا كبيرا في تغييرِ الكثيرِ من النفوسِ التي لا تتأثرُ بالرجالِ لان للتركيبةِ النسائيةِ خصائصَها التي أودعها الله فيها وهذه الخصائصُ بطبيعة الحالِ مفقودةٌ في التركيبةِ الرجاليةِ وهكذا العكس، فان للمرأةِ دورا ووظيفةً لا يقتصرُ على المطبخِ والبيت بل عليها أن تنتصرَ للدين وللحق وان تتصدى وبكل عملٍ ديني أو سياسي أو ثقافي أو اجتماعي أو إعلامي تستطيعُ أن تؤديَ وظيفةَ الأمرِ بالمعروف والنهي بواسطته، وان أبوابَ الانتصارِ للقضيةِ متعددةٌ ومتنوعةٌ وتختارُ كلُ واحدةٍ منهن البابَ التي تناسبها لأجلِ أن تثبتَ الولاءَ الحقيقي والصادق بالارتباطِ والانتساب للدين والحق ، ولا يحقُ للرجلِ سواءٌ كان زوجا أو أبا أو أخا أو ابنا أن يقومَ بمنعِ المرأةِ من ممارسةِ أنشطتِها وفعاليتها التي لله ورسوله والمعصومِ والجهةِ الشرعية رضا وللمجتمعِ فيها صلاحٌ وخير، إذ يعدُ هذا الرجلُ من معرقلي النصرةِ والانتصارِ ومن الواقفينَ بوجهِ حركةِ الظهورِ ومن المؤذينَ للسيدةِ الزهراء وزينب (عليهما السلام)، ولا أتصورُ توجدُ من هي اشرفُ ولا أفضلُ ولا أكثرُ عفةٍ وخدرٍ من سيدتنا الزهراء وابنتها الحوراء (سلام الله عليهما) بحيث يحتجُ الرجلُ المسؤولُ عن المرأة شرعا: بأنها لا تخرجُ لأنها عفيفة ومخدرة !!! فهذه من حيلِ الشيطان وتسويلاتِ النفس الإمارة بالسوء، وان مسألةَ القواميّةِ الواردةِ في الآيةِ الشريفة (الرجال قوامونَ على النساء ) لا تعني ولا تستلزمُ إلغاءَ دورِ المرأةِ أو عرقلته وإفشالَهُ بل تعني القيموميةَ في إدارةِ الشؤونِ العائليةِ والأسريةِ والشخصيةِ ولا ترتبطُ مسألةُ القواميّة بالمسائل الدينية والعقائدية والنوعية التي يترتب عليها نصرة الدين والحق وأهله، أعاذنا الله وإياكم منها وجعلنا جميعا من معجلي حركة الظهور المقدس صدقا وعدلا وقولا وفعلا لسانا وقلبا ومن المطيعين والممتثلين لأوامر ونواهي الجهة الشرعية المقدسة مهما بلغ الأمر أو النهي ثم اختتم الخطبتين بالدعاء ان نكون من أنصار القائم الحجة بن الحسن ” عجل الله تعالى فرجه الشريف” وان تكون نساؤنا خير نساء مناصرات للحق وصاحب الحق بحق محمد وآل محمد