المركز الإعلامي_إعلام الشامية
لحکمة الهية بالغة، بقى الامام علي بن الحسين (سلام الله عليهما) حيًا بعد المجزرة الأموية الدموية التي حلت باهل البيت في کربلاء، بقى في وضع مأساوي وصفه الامام السجاد ذاته في جوابه (للمنهال بن عمر) حين سأله: کيف امسيتم يا أبن رسول الله؟ قال (سلام الله عليه) : (أمسينا کمَثلِ بني اسرائيل في آل فرعون، يُذبِّحون أبنائهم ويستحيون نساءهم).. لقد قام الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) من خلال دوره القيادي بإنماء الوعي الرسالي في الامة وتوسيع دائرته، وقد استفاد من عاملين اساسيين هما: الاضطراب الاجتماعي والسياسي، الذي تفجر بعد مأساة الطف، والثاني: تجاوب قطاعات واسعة من الامة، بعد تفهم حقيقة الموقف الشرعي للحسين واهداف ثورته.. فضلاً عن ادراك الواقع المنحرف والهمجية ليزيد والسلطة الاموية الغاشمة بحق أهل البيت (عليهم السلام)، فانبعثت نتيجة ذلك روحية العقيدة عند الكثيرين ممن تخلى عن الخط الاموي بعد انكشافه، والتحق بالتيار الرسالي الحقيقي على يد الامام زين العابدين (عليهم السلام) … وأختتم السيد الحسيني الخطبة المباركة قائلًا : روى”الزهري” عن الوليد أنه قال: لا راحة لي وعلي بن الحسين موجود في دار الدنيا. فأجمع رأيه على اغتيال الإمام، حينما آل اليه المُلك. فبعث بسُمٍّ إلى عامله على يثرب هشام بن عبد الملك، وامره ان يدسه للامام (عليهم السلام) ونفّذَ عامله ذلك الامر، فَسَمَت روح الامام العظيمة إلى بارئها، بعد ان أضاءت آفاق هذه الدنيا، بعلومها وعباداتها وجهودها وتجرّدها من الدنيا. و دُفن في جنة البقيع إلى جانب عمه الإمام الحسن (عليهم السلام) |