المركز الإعلامي/إعلام الحيانية
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الإمامِ صاحب الزمان (عليه السلام) بإمامة الشيخ محمد الطائي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة 31 / 8 / 2018 م الموافق التاسع عشر من شهر ذي الحجة الجاري من عام 1439هجري ،
وتحدث الطائي في الخطبة الاولى حول مناسبة عيد الغدير ، مبيناً ” تمر علينا هذه الأيام مناسبةٌ عظيمةُ الشأن كبيرة في دلالاتها، وتعد نقطة انطلاق لتقويم خط سير الإمة، ألا وهي مناسبة عيد الغدير الأغر لقد سُمي عيد الغدير بهذا الاسم لاجتماع النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله وسلم) بأمر من الله (عَزَّ و جَلَّ) في هذا اليوم مع عشرات الآلاف من صحابته لدى عودته من حجة الوداع في موضع بين مكة و المدينة المنورة يُسمى بغدير خم، فسُمي اليوم باسم الموضع ويوم الغدير هو اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة النبوية المباركة، وهو اليوم الذي نَصَّبَ الرسول المصطفى محمد (صلى الله عليه و آله وسلم ) بأمر من الله (عزَّ و جلَّ) علي بن أبي طالب (عليه السلام) خليفةً و وصياً وإماماً وولياً من بعده” وتابع “إن أعياد مواليد الأنبياء والأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) فيها استذكارا لنتاجات إنسانية سامية لأشخاص خصهم الله بالتميز عن البشر، وتجديدا لتجاربهم ودمجها مع تجاربنا والتحلي بأخلاقهم التي تسمو على المصالح الشخصية التي تعد مرض العصر المزمن، وعجبا لمن يحتفي بتجارب وشخصيات من تاريخ حضارات أخرى بعيدة ربما عن واقع حياتنا وتتجاهل وتسفه مدارس وشخوص وأمجاد تجارب تملأ الأنسانية عطاءا وقيما يزخر بها تاريخنا العربي والإسلامي بشكل مشّرف، رغم أن الإعجاز القرآني دائما له السبق في الحقائق الحياتية والكونية”، واضاف “إن التدافع على معرفة فضائل الإمام علي (عليه السلام) هو حصول على لذة التسامي للروح الانسانية وبواطنها الخفية، هو اقتداء بالأجمل والأفضل، هو انتماء إلى الثقافة النقية الشجاعة الحقيقية والتي لا تركن إلى قوة الجسد والعضلات بل تتركها للضروريات الحتمية ولو اتبع المسؤولون سيرة الإمام علي (عليه السلام) عند تحمله مسؤولية الرعية، حيث أنه رفض النوم في النهار كي لا يضيع أمر الرعية ،ورفض النوم في الليل كي لا يضيع نفسه، كان عليه السلام قليل المؤونة وكثير المعونة، يتواضع مع الفقراء، غليظ مع الأعداء فحب أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس نزعة أو انحياز، إنما هو حب للقيم العليا والصفات الجميلة والسلوك المثقف الإنساني الذي تقره جميع الأديان والحضارات والإيديولوجيات وتقره المؤسسات الإنسانية لحفظ حقوق الإنسان فلو اتبع القادة هذه السلوكيات والاخلاقيات التي يتمتع بها علياً لتغيرت الكثير من المفاهيم”.
وفي الخطبة الثانية تحدث الطائي حول مفهوم السير على خط الولاية لأهل بيت العصمة موضحاً “إن كل أيامنا وحياتنا، لابد أن تكون في خط الولاية لأهل بيت العصمة (عليهم السلام) كون الإنسان دائما في خط الولاية، فهو صعب.. لكن علينا أولا أن نحقق حبهم في قلوبنا، ومعرفتهم في عقولنا، ومن ثم نحاول أن نسير على الطريقة رويدا رويدا!.لنجعله غايتنا من وجودنا قدر الإمكان،فلنحاول خصوصا هذه الأيام، أن نهتم ونغتم لمصيبتهم، وما جرى عليهم وعلينا، لما حُرمنا من بركاتهم وأنوارهم.. وأي حسرة وألم وإمام موجود بيننا ولا نراه !.. وإذا رأيناه لا نعرفه !.. فمصيبتهم، وأمرهم، ليس بشعارات وفضائيات بل هو سير عملي وعمل دؤوب وفناء للذات في سبيل التهيئة لتحقيق العبادة الحقيقية وتحقيق دولة العدل الالهية بقيادة قائم آل محمد، لترفع الظلامات، ويرتفع لواء العدل والقسط، ولتشرق الأرض بنور ربها فلا بد لنا أيها الأخوة والأخوات السير بخطى ثابتة وواعية على نهج أهل بيت العصمة عليهم السلام من خلال إطاعتهم والإمتثال لأوامرهم والأنتهاء عما نهوا عنه، حتى ينطبق علينا حقيقة عنوان التشيع”.