المركز الإعلامي / إعلام الحلة
أكد الشيخ رزاق الجدوعي إمام وخطيب جمعة الحلة إن الفترة التي عاشها الإمام الصادق ( عليه السلام ) قد أمتازت بأنها مرحلة نمو العلوم ، وتزاحم الثقافات المتنوِّعة ،جاء خلال خطبته في مسجد وحسينية شهداء المبدأ والعقيدة اليوم 29 شوال 1439هـ 13تموز 2018م
وقال ” تعتبر المرحلة التي عاشها الإمام الصادق -عليه السلام-، من أدق وأخطر المراحل التي مرت بها الأمة الإسلامية، في نواحيها السياسية والفكرية والاجتماعية وغيرها، فكان -عليه السلام- أمام مهمة كبيرة، تتمثل في تصحيح مسار الأمة الإسلامية، والعودة بها إلى خط الإسلام الإلهي، من خلال إعادة صياغة ذهنيتها وتهذيبها من الأوهام والأفكار والعقائد الفاسدة التي خالطتها أثر السياسة الخاطئة .
مبينًا” انطلق الإمام -عليه السلام- ليؤسس أكبر جامعة علمية فكرية توعوية غير خاضعة لتأثيرات السياسة والحكام، شاملة للعلوم الدينية وغيرها كالفلك والطبّ، والحيوان، والنبات، والكيمياء والفيزياء، استوعبت جميع المسلمين، بل حتى غيرهم، فكانت أبوابها مشرعة للجميع، وقد تميزت بالاعتدال والوسطية.
وأضاف” فكانت بحق فتحًا علميًا في كل الميادين، وقبلة يقصدها الباحثون على العلم والمعرفة، وقد تخرج منها كبار العلماء وفي مقدمتهم أئمة المذاهب الإسلامية، فضلًا عن تصديه بالفكر والعلم للحركات والتيارات والاتجاهات والعقائد المنحرفة البعيدة .
وأشار”وقد سار على هذا النهج المقدس الأستاذ المحقق الصرخي في مسيرته المرجعية الرسالية الصادقة التي قُدِّرَ لها أنْ تعيش مرحلة مشابهة للمرحلة التي عاشتها قيادة الإمام الصادق -عليه السلام-، فمما تميزت به منهجية الصرخي هو التمسك بالعلم والمنهج العلمي في معالجة قضايا الأمة، بل والإنسانية أجمع، وتأكيده وحثه على ضرورة أن يتسلح الإنسان بالعلم والفكر والدليل، من أجل بناء الفرد والمجتمعات والأوطان.
داعيًا” يجب علينا دراسة السيرة العطرة للإمام الصادق (عليه السلام) وفضائله الأخلاقية ونتعلم منها ونعلم مجتمعاتنا على اختلاف توجهاتها عموماً وشبابنا واشبالنا خصوصا و ان نأخذ العظة والعبرة من بعض جوانب حياته الشريف ونغترف غرفة من هذا البحر الزاخر المتلاطم فقد شهد القاصي والداني ، والمُؤالف والمخالف ، أنَّ الإمام الصادق ( عليه السلام ) هو صاحب المقام العلميِّ الرفيع.