أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) بإمامة الشيخ أحمد الشميلاوي (دام عزه) وذلك في يوم الجمعة الثامن من شهر جمادى الأولى 1439 هـ الموافق 26 من شهر كانون الثاني 2018 م ، حيث تطرق الشيخ الشميلاوي في خطبته الأولى عن ( السيرة العطرة للسيدة زينب عليها السلام ) فأن أي امة من الأمم تهتم بتاريخها وتحتفي برموز حضارتها وتعظم شخصياتها وتستلهم القوة والعطاء منهم ولكن الفارق بين الأمم الواعية والأمم المتخلفة هو : إن الأمم الواعية تقرأ تاريخها للاعتبار والاستفادة ولكن الأمم المتخلفة كثيرا ما تقرا التاريخ من اجل الانشغال عن واقعها المعاصر ، ومن هذه الشخصيات والرموز الخالدة هي السيدة زينب بنت علي بن ابي طالب (عليهم السلام) فمن خلال سيرتها تتجلى لنا عظمتها ، ولكن هل يكفي أن نتغنى بأمجاد امرأة عظيمة كانت تعيش في تاريخنا أم أن علينا أن نتساءل هل المرأة الآن في مجتمعنا هي امرأة عظيمة أم لا ؟ هل المرأة المعاصرة الآن تسير في طريق العظمة ؟ وهل تسير على نهج السيدة زينب في تحمل مسؤوليتها تجاه المبادئ والقيم والمجتمع ؟
وأشار الشيخ الشميلاوي إلى بسالة واردة وصمود السيدة زينب (عليها السلام) وهي تسير سير الواثق المطمئن بين صفين من الجند يشهرون سيوفهم ورماحهم مسيرة واثقة مع جمع من الصبية والأيتام والنساء الثكالى ، لكن عزيمتها لم تضعف ولم تشعر بأي وهن أو انكسار ، بالعكس من تلك اللحظة تفجرت إرادة السيدة زينب وتجلى صمودها وتجلت بسالتها ، حتى تصل إلى جسد أخيها الحسين (عليه السلام) ، فوقفت أمام الجسد الممزق وفي ذلك الجو المؤلم والحزين وقفت السيدة زينب (عليها السلام) على الجسد العزيز على قلبها ورفيقها ورمقت الجيش فقالت دون أن تبكي أو تشق الجيب أو تتولول بالبكاء أو تجزع من عظم المصاب بل رفعت رأسها للسماء قائلة ( اللهم تقبل منا هذا القربان ) وقالت ( اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى ) هذا يعني أن هذه ليست آخر تضحية تقدمها السيدة زينب (عليها السلام) بل هي مستعدة لتقديم المزيد من التضحيات في سبيل الله عز وجل ، في سبيل الأمة ، في سبيل القيم ،،،
وتتطرق الشيخ الشميلاوي في خطبته الثانية عن ( القيم الفاضلة والمبادئ الحقة الصحيحة ) أن لكل انسان مبادى ونظام وخارطة حياة تدله على طرق النجاة ، وتنبهه على مناطق الخطر ، وذلك هو الدور الذي تؤديه الرسالات السماوية ، التي تفضّل الله بها على الإنسان لهدايته من خلال انبياءه ورسله لإنجاح تجربته ، لكن وجود الخريطة والبرنامج قد لا يكون كافياً وحده ، بل هو بحاجة إلى تعزيز وتفعيل ، يجعل الإنسان أكثر ثقة وأقوى إرادة ، على انتهاج طريق الهدى والصواب ، وذلك عبر وجود القدوات ، التي تجسّد أمام الإنسان برنامج الهداية والصلاح ، وتقدم له تجربة حيّة ميدانية ، في الالتزام بالقيم ، وتحقيق الاستقامة ،
وحذر خطيب الجمعة من اتباع القدوات المزيفين الفاسدين لأسيما من يستغل الدين كغطاء ووسيلة لتنفيذ مأربه الهدامه كالفكر الأموي الذي يعرف أنه فكر لايؤمن بغير التسلّط على رقاب الآخرين وسفك الدماء وهذا ما نلمسه اليوم من الفكر التيمي الداعشي الذي يعتبر ابن تيمية هو الأب الروحي والحامل لهذا النهج والفكر المنحرف بينما نجد أن النهج الإسلامي الصحيح لا يمثله سوى مَن يحترق كالشمعة لأجل إعلاء كلمة الإسلام ونصرة ، وهذا ما لمسناه ووجدناه في خطّ رجل الدين المرجع المحقق ” دام ظله ” الذي نراه بأم أعيننا وهو يجهد نفسه لتبيان حقائق طالما كانت خافية على أعم وأغلب المسلمين إن لم يكن جميعهم ، فقد ميز سماحة ” دام ظله ” حقيقة النهج الأموي من النهج السني ونهج صحابة رسول الله (صل الله عليه واله وسلم) ومنهج أهل البيت (سلام الله عليهم) ، وذلك من خلال محاضراته التاريخية والعقائدية التي يلقيها سماحته ” دام ظلهِ “، والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها .
ركعتا صلاة الجمعة المباركة