المركز الإعلامي – إعلام المعقل
أقيمت صلاة الجمعة المباركة بإمامة الشيخ حيدر الزيدي (دام عزه) في مسجد الصديقة الطاهرة (عليها السلام) ، وذلك في يوم الجمعة 10 / 11 / 2017 م الموافق له 20 / صفر / 1439 هـ ، حيث تطرق الشيخ الزيدي في خطبته الأولى الى ذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) التي تصادف في العشرين من صفر ففي هذه الذكرى التي تختلط فيها المشاعر بين فاجعة تفجر فيك الحزن وتثوّر في داخلك الغضب ويعتصر قلبك ألما ، وايضا تختلط المشاهد ففيها يبرز مشهد السمو والارتقاء الانساني المليء بالعنفوان والبطولة ، تمثل في زينب وهي تقرّع كبرياء يزيد وهي في حالة عاطفية ونفسية وجسدية لا يقوى امامها احد من البشر الا ان ينهار بعد رحلة طويلة من السبي والرأس الشريف لاخيها الحسين امامها ، الا ان زينب حلقت بانسانيتها وتسامت وقالت ليزيد : ” فكِد كيدك ، واسعَ سعيك ، وناصِب جهدك ، فإنك لن تمحو ذكرنا ، ولن تميت وحينا ”
فيما استعرض خطيب الجمعة مقلب آخر كانت الصورة مختلفة حيث كان المشهد مغايرا مشهد السقوط والانحدار والانهيار المريع الذي أصاب الأمة الإسلامية آنذاك ، فيزيد الفاسق الشارب للخمر يُكرّس بعد هذه الفاجعة خليفة للمسلمين وأميرا عليهم ، بعد ان تخلص ممّن كان يشكل وجوده خطرا عليه ، فلولا ان منّ الله على الامة بالإمام الحسين (عليه السلام) ليقف موقف البطولة والفداء ليعطل مشروع انحراف كاد ان يطيح كل مكتسبات الرسالة والدعوة الإسلامية والعودة بالامة الى جاهليتها ،،،
وتتطرق الشيخ الزيدي في خطبته الثانية إلى فضل زيارة الأربعينية فلا يخفى على الجميع فضل زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) سبط النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم العشرين من شهر صفر من ابعاداً عديدة فالبعد الديني له الدور الكبير والاثر البالغ فيها وذلك من خلال التقرب الى الله سبحانه وتعالى من خلال هذه الشعيرة وان زيارة الأربعين من الشعائر المهمة لذلك اصبحت الاحاديث المروية عن اهل البيت (عليهم السلام) كثيرة منها ماورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) لزوار ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) وهو يقول في بعض دعائه لهم (اللهم اني استودعك تلك الأنفس وتلك الابدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش ،،،
فيما أشار الشيخ الزيدي إلى نداء المرجع العراقي سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله الشريف) ما قاله لزوار الإمام الحسين (عليه السلام) والذاهبين سيرا على الاقدام الى زيارته (سلام الله عليه) حيث قال سماحته: (والان لنسأل انفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الالهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين (عليه السلام) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الاطهار (عليهم السلام) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل انواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين والثبات الثبات الثبات…. والآن ايها الأعزاء الأحباب لنسأل أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الالهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات ، والجدير بالذكر يعتبر منبر صلاة الجمعة باب من أبواب الله الصادحة للتذكير بالتعاليم الإسلامية التي سعى أبناء المعقل من أجل اقامتها .
ركعتا صلاة الجمعة المباركة