المركز الإعلامي ــ إعلام الحي
تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبير الأسدي (رضوان الله عليه ) في قضاء الحي ( 40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط ) السيد ماهر الموسوي (أعزه الله ) اليوم الجمعة 29 محرم الدم والشهادة 1439هـ الموافق 20 تشرين الأول 2017م عن مكانة العقل في الإسلام قائًلا:
أنّ العقل هو الّذي يحقّق للإنسان خطّ التّوازن في المعرفة والإيمان، فلا إيمان إلا من خلال العقل؛ لأنّ العقل هو الّذي يميّز بين الحقّ والباطل، وبين الهدى والضّلال، وبين الخير والشرّ، لينطلق اختيار الإنسان من موقع الرّشد.
مبينًا الموسوي : أن من خلال العقل، ينطلق العلم ليفتح للإنسان آفاق الحياة، بأسرارها العميقة، وقضاياها المعقّدة، وشؤونها المتنوّعة، وحساباتها الدّقيقة، بحيث يملك الإنسان من خلال العلم وضوح الرؤية للأشياء، فيفكّر في نور، ويتحرّك في نور، بينما يمثّل الجهل الأفق الضيّق، والظّلام الدّامس، والتخلّف والقلق والغموض في وعي الأمور.
موضحًا الخطيب : أن قيمة العقل هو الّذي يمنح الإنسانَ القيمة عند الله وعند الناس، وهو الذي يُعطي للعبادة قيمتها أيضاً، فإنّ الإسلام لا يقبل أن يأخذ النّاس بأسباب الخرافة والتخلّف في ما يعتقدونه أو يقومون به، بل لا بدّ من أن ينطلق المسلم في عقيدته وفي عمله على أساس العلم لا الجهل. ونلاحظ أنّ ثمة أناساً في الأمّة، وفي خارجها أيضاً من يريدون أن يصوّروا الإسلام بأنّه دين الجهل والتخلّف، وأن يَظهر المسلمون ـ سواء كانوا سنّةً أو شيعةً، ولا سيّما في الفضائيّات ـ بالصّورة الجاهلة المتخلّفة والمتعصّبة، التي تبعد النّاس عن الإسلام.ولذلك، فإنّ مجتمع العقل هو الّذي يعيش النّقد لذاته ولأفكاره
اما في الخطبة الثانية تتطرق الخطيب : إلى دور ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) في تحقيق الإصلاح أن الإمام الحسين(عليه السلام ) درس الصَّلابة في الموقف، والشَّجاعة في قول الحقّ، ومواجهة كلِّ ساحات الصِّراع من أبيه، وعاش التَّجربة مع أخيه الحسن(عليه السلام)، والَّتي فهم فيها النَّاس فهماً حقيقيّاً، عندما انطلقوا يلفّون ويدورون لخذلان الحقّ، والعمل ليربطوا بينهم وبين الباطل بجسرٍ من تنازلاتهم
وأضاف الموسوي : أنّه لا بدَّ من تجميد الحرب لمصلحة الإسلام، حتى يبرز الموقف بفرصةٍ جديدة، وهكذا دافع الإمام الحسين عن صلح الإمام الحسن. ولهذا علينا أن لا نستسلم أمام بعض التَّعبيرات الّتي تقول إنَّ هناك طريقة حسنيَّة وطريقة حسينيَّة. لقد انطلق الإمام الحسن والإمام الحسين(عليهما السلام) من أسلوبٍ واحد، ولكن كانت هناك مرحلة في حياة الإمام الحسن فرضت هذا الأسلوب، الَّذي هو أسلوب حسنيّ وحسينيّ، وهو أسلوب إسلاميّ، ثم جاءت مرحلة أخرى فرضت أن يقف الإمام الحسين وقفة رائعة ليصدم الواقع الإسلاميّ بثورته الإسلاميّة.
وأكد الخطيب :أن قضيَّة الإمام الحسين(عليه السلام ) وخروجه لطلب الإصلاح في أمَّة جدّه، لأنَّ الواقع الإسلاميّ في تلك المرحلة كان واقع النَّاس الَّذين يصلّون من دون أن يكون للصَّلاة معنى في تقوى الله، وهكذا في الصَّوم والحجّ وكلِّ العبادات، كانوا يمارسون العبادات، ولكنَّهم كانوا يقفون موقف الحياد في الصِّراع بين الحقِّ والباطل، وكانوا يفكِّرون في سلامة حياتهم أكثر مما يفكِّرون في مسألة آخرتهم.
وأشار الموسوي : أن الإمام الحسين(عليه السلام) عندما خاطب النّاس، ودعاهم إلى نصرته على أساس إصلاح الواقع وإحقاق الحقّ، ووقف النّاس بين جماعتين: جماعة أشفقت عليه، وكانوا يحدِّثونه عن سلامته ونفسه، وهو كان يحدِّثهم عن سلامة الإسلام ورسالته. وعندما انطلق في مسيره، وساروا معه وهم يُخيَّل إليهم أنَّه سيحصل على الملك، قال لهم إنَّ الطّريق في نهايته لا يحمل فرص النَّصر، بل فرص الشَّهادة، وهكذا تفرَّق عنه النَّاس الّذين ساروا معه في مكَّة، ولكنَّه سار بهذه القلَّة الّتي كانت صفوة المجتمع الإسلاميّ.
ركعتا صلاة الجمعة