المركز الإعلامي -إعلام الحمزة الغربي
أكد خطيب جمعة الحمزة الغربي سماحة الشيخ حسين الكرعاوي “دام عزه” خلال خطبته التي أقيمت في جامع وحسينية الفتح المبين بتاريخ 29 من محرم 1439 هـ الموافق 20-10-2017م م إن الثورة الحسينية كانت ولاتزال وستبقى مدرسة الاحرار والثوار في كل زمان ومكان، فهي ثورة حملت الكثير من الدروس والعبر والمفاهيم،
وبين”أن ثورةَ الحسين(عليه السلام) لم تكن ثورةً يحكمُها عاملُ الزمنِ أو يتدخلُ في كينونتها عنصرُ الوقت، بل كانت ثورةً امتداديةً استمراريةً حيويةً نابضةً بقلب الضميرِ البشري لتشبعَهُ روحاً رافضةً وثورةً مستديمةً ضد الباطل والانحراف والظلمِ والوحشيةِ والتعسفِ والانحلال فهي ثورةُ إنسان على كلِ ما يُعيقُ حركتَهُ ويسعى لسلبِ إنسانيتهِ وحقوقهِ وكراماته، ، وهذا هو سرّ تأكيد الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) على ذكرى عاشوراء طول الدهر، فنجد أن الإسلامَ مدَّ من مفهوم الثورةِ الحسينية في هذا الشعار السائد وهو: (كل يومٍ عاشوراء، وكل أرضٍ كربلاء).
وأضاف” يمكننا أن ندركَ معنى أحياءِ الشعيرةِ غيرِ المقتصرة وغيرِ المنطويةِ على إثارةِ العزاء فحسب دونما تحليلِ فلسفةِ الشعارِ وعمقِ الغايةِ وجليلِ الهدف الذي انطلق الحسينُ عليه السلام منها وراح يعطي الغالي والنفيس من أجلِ تحقيقِ قولُهُ سبحانه: (ومن يعظمُ شعائرَ اللهِ فإنها من تقوى القلوب)، وعلى ضوء ذلك لا يمكننا أن نفهمَ معنى الإيمانِ بثورة الحسين(عليه السلام) إلّا من حيث امتلاء تلك النفس بروح العزة والشموخِ والكرامةِ والتصاقها بمفهوم الحميةِ والإباءِ وخلعِ ثوبِ المذلةِ وإيثارِ مصارعِ الكرامِ على طاعةِ اللئام وهذا ما نستوحيه من قوله(عليه السلام): ( ألا أن الدعي ابنَ الدعي قد ركزَ بين اثنتين بين السلةِ والذلةِ وهيهات منّا الذلّة يأبى اللهُ لنا ذلك ورسولُهُ والمؤمنون, وجدود طابت وحجور طهرت, وأنوفٌ حمية, ونفوسٌ أبية, أبت أن تؤثرَ طاعةَ اللئامِ على مصارعِ الكرام) فكانت هذه الكلماتُ ولا زالت وستبقى الخطرَ الأكبرَ الذي يُرعبُ الطواغيتَ في كلِ العصور ويقضُ مضاجعَهم لأن منبعَ هذه الكلماتِ وأساسَها هو تجسيدُ كرامةِ الإنسان في الأرض وإقامةُ العدلِ والانتصافِ من الطغاةِ والمتجبرين وإرساء مبادئ الدينِ الإسلامي الحنيف.