المركز الإعلامي / إعلام البصرة
أقيمت صلاة الجمعة المباركة في جامع الإمام الباقر (عليه السلام) الواقع وسط محافظة البصرة بتاريخ 1 محرم 1439 هـ الموافق 22 أيلول 2017 بإمامة الشيخ حيدر المالكي (دام عزه) الذي تطرق لذكرى عاشوراء قائلاً “دمٌ ودموعٌ، وسموٌ واستعلاء، وألمٌ يفري الضلوع، وعزةٌ للنفس وإباء ، تلك ذكرى عاشوراء استشهاد أبي الشهداء الإمام الحسين عليه السلام، فما اجتمعَ الألمُ القاسي والعزةُ الطولي، كما اجتمعا في ذكرى عاشوراء الحسين عليه السلام ذكرى انتصار الدم علي السيف ،والألم لذكرى تلك الدماءِ النقيةِ الطاهرةِ التي ما ارتوت هذه الأرض بأطهر منها، والعزة بذلك الشمم العالي الذي ما شهدت هذه الأرضُ مثله ”
و بين المالكي” أن عاشوراء لا تقاس بحوادث الدهر، بل بمنعطفات الكون وأن ثورةَ الإمام الحسين(عليه السلام) لم تكن ثورةً يحكمُها عاملُ الزمنِ أو يتدخلُ في كينونتها عنصرُ الوقت، بل كانت ثورةً امتداديةً استمراريةً حيويةً نابضةً بقلب الضميرِ البشري لتشبعَهُ روحاً رافضةً وثورةً مستديمةً ضد الباطل والانحراف والظلمِ والوحشيةِ والتعسفِ والانحلال فهي ثورةُ إنسان على كلِ ما يُعيقُ حركتَهُ ويسعى لسلبِ إنسانيتهِ وحقوقهِ وكراماته، ولذا كان من الضروري، امتدادُ هذه الثورةِ مادامت الدنيا باقية، ومادام يتقابلُ جيشا الحقِ والباطل والهدايةِ والضلالة”
وأشار سماحته” الى إن المتتبع لمحاضرات سماحة الأستاذ المحقق السيد الصرخي الحسني (دام ظله) العقائدية بإمكانه استخراج آلاف الردود العلمية والعقلية على أحقية مذهب أهل البيت (عليهم السلام) وإليكم هذا المورد الذي يثبت به جواز إقامة المجالس والسير وإظهار الحزن على الإمام الحسين (عليه السلام) حيث قال سماحته (دام ظله) ابن تيمية لا يُكفِّر أئمته المقيمين لمآتم الخصيان!!! مشيراً الى ما أورده ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ الى إن جلال الدين كان له خادما خصي يهواه فاتفق انه مات فخرج خلف تابوته ماشيا وأمر أهل تبريز إن يخرجوا لاستقبال التابوت فغضب عليهم لأنهم لم يمشوا خلفهم أكثر ولم يحزنوا عليه كما يجب فأراد معاقبتهم لولا شفاعة بعض الأمراء لهم مع كل هذا لم يكفر ابن تيمية هؤلاء الأمراء والسلاطين بل انه يكفر من يحزن ويبكي ويزور الإمام الحسين (عليه السلام) ورسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من الشيعة والصوفية
ونوه إلى إن الرسالة المحمدية رسالة عالمية وكان صلى الله عليه واله وسلم رسولا ورحمة وبشيراً ونذيراً لكل الناس ولكل البشرية ، كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ، وكان أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام نفس النبي ووزيره ووصيه وكانت إمامته امتداد للرسالة المحمدية على جميع الناس فقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام): (يا علي أنت وصيي ووارثي وأبو ولدي وزوج ابنتي .. أمرك أمري، ونهيك نهيي اقسم بالله الذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية، انك لحجة الله على خلقه، وأمينه على سره وخليفة الله على عباده).
و قال ما كان للنبي ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين يكون لباقي المعصومين عليهم السلام وان إمامتهم على كل الناس وعلى كل البشر حتى يتحقق اليوم الموعود ويظهر الله دينه على الدين كله عند قيام الدولة العادلة على يد صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن (عجل الله فرجه الشريف )
وأكد على عدم جواز سلوك منهج المدلسين المنافقين من السنة والشيعة بل نسلك طريق ومنهج الرسول الأمين واله الأخيار الطاهرين وأصحابه المكرمين “عليه وعليهم الصلاة والتسليم” بالمجادلة بالحسنى والمعروف والعقل والإنصاف والأخلاق الرسالية الإلهية بحيث لا نتعدى النقاش والجدال العلمي الفكري العقدي القلبي علينا إن نعمل بكل جد وجهد لإصلاح أنفسنا ومجتمعنا ونصرة ديننا ورسالتنا السماوية الأخلاقية السمحاء
ومن الجدير بالذكر إن مرجعية سماحة المحقق الأستاذ السيد الصرخي (دام ظله) تسلك المنهج الوسطي المعتدل في التعامل مع القضايا العقائدية الاجتماعية والعمل على تثقيف المجتمع الإسلامي وتعليمه على سلوك طريق الوسطية ونبذ الطائفية المقيتة .
ركعتا صلاة الجمعة