ألقى المرجع الأستاذ المحقق ( دام ظله ) محاضرته الـ( 48 ) من بحث ( وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) مساء يوم الجمعة الموافق 18 ذي القعدة 1438 هـ 11_8_2017م ـ كشف خلالها جوانب عديدة من السيرة التاريخية لأحوال ومواقف سلاطين وأئمة ابن تيمية وماكان يجري في دولهم المقدسة القدسية وكيفية انشغالهم بالخمر والطرب والنساء والولدان في قصور الخلافة التي يعدها ابن تيمية تمثل خلافة الإسلام ، رغم كل مافيها من إباحية تفوق الإباحية العلمانية نفسها ، مقابل ذلك تجد الغزو المغولي والتتاري يتواصل على البلدان الإسلامية واحتلالها وتخريبها ونهب ما فيها بينما ائمة التيمية في لهو ومجون وصراعات وخيانات وغدر فيما بينهم لأجل السلطة ..
مؤكدًا أن إمامة وخلافة أئمة التيمية يتم تحديدها وجعلها من قبل الغزاة فهم من ينصّبون الحاكم التيمي على هذا البلد او ذاك ، وهم من يوافق ويرضى بخلافة هذا الخليفة والإبقاء عليه أو عزله ولو بالقوة وما على سلاطين التيمية الإ الإذعان والإقرار بالطاعة والولاء واسترضاء الغزاة مقابل البقاء في السلطة ..
كما واثبت السيد الأستاذ الصرخي مستوى الصراع لدى أئمة التيمية وسلاطينهم على الملك واختلافه عن سيرة وأخلاق وتربية النبي وآل بيته الطاهرين وأصحابه الكرام ( صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين )
مبينًا ذلك على أثر ما جاء في قول ابن العبري بتاريخ مختصر الدول وهو يصف أحوال السلاطين والملوك آنذاك الذين يقدسهم أئمة التيمية أثناء الغزو التتاري المغولي للبلدان الإسلامية
حيث قال ابن العبري/ (242): {{(الظاهر بن الناصر): ولمّا تُوُفِّيَ الناصر لدين الله، بويع ابنه الإمام الظاهر بأمر الله في ثاني شوّال مِن سنة اثنتين وعشرين وستمائة (622هـ):
أـ وكان والده قد بايع له بولاية العهد، وكتب بها إلى الآفاق، وخطب له بها مع أبيه على سائر المنابر.
ب ـ ومضتْ على ذلك مدّة، ثم نَفَرَ عنه بعد ذلك، وخافه على نفسه، فإنّه كان شديدًا قويًّا أيِّدًا (قويّا شديدًا) عالي الهمة، فأسقط اسمه مِن ولاية العهد في الخطبة، واعتقله وضيّق عليه.
وعلق السيد الأستاذ الصرخي :
[[أقول: ما شاء الله!!! أحقر وأخبث وأقبح صراع على السلطة والكراسي والمُلك والنفوذ!!! فيضعُ الأبُ الابنَ في السجن، ويقتل الأبُ الابنَ، ويقتل الابنُ الأبَ، ويقتل الأخُ الأخَ!!!
وأضاف متسائلًا : فأين هذه التربية لمارقة ابن تيمية مِن تربية الرسول الكريم وآل بيته الطاهرين وأصحابه الكرام (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)؟!! أين هم مِن تربية الإمام علي للحسن والحسين (عليهم السلام)؟!! وأين هم مِن تربية الصحابة لأبنائهم؟!!]]
وبينما يلاحق التتار أحد سلاطين التيمية وهو خوارزم شاه وسبب ملاحقتهم له لأنه غدر بالتجار ونهبهم وقتلهم وتسبب بكل الويلات التي حلت بالبلدان الإسلامية فاستغاث خوارزم بقادة جيوش وملوك وكما ينقل ابن العبري بقوله :
وأرسل (خوارَزْم) رسولًا إلى الخليفة، وآخر إلى الملك الأشرف، ورسولًا إلى السلطان علاء الدين صاحب الروم، يستجيشُهم ويُعلِمُهم كَثرةَ عساكرِ التَّتار وحِدّةَ شوكتِهم وشدّةَ نِكايَتِهم …، واستصْرَخَهم فلم يُصرِخوه، واستغاثهم فلم يُغِيثوه، فشَتّى بأرمية واَشْتَوا.
ويصف ابن العبري حال خوارزم شاه وانحرافه :
في الربيع توجّه إلى نواحي ديار بكر، وصار يُزجي أوقاته بالتمتّع واللهو والشراب والطرب، كأنّه يودّع الدنيا ومُلكَها الفاني
وأوضح السيد المحقق الصرخي ارتباط ذلك السلوك بالنهج الأموي وعلاقته بأئمة التيمية قائلًا :
[هذا هو منهج السلاطين مِن بني أمية، نزولًا، وهم أئمة ابن تيمية، توديع الدنيا عندهم يكون بالخمور واللهو والشراب والطرب، وبلحاظ يكون لهم الحق، لأنّهم سيذهبون إلى نار جهنم وبئس المصير!!! فأين يجدون مِن هذا في ذلك المكان؟!! فهم في يئس!!!]
وأضاف ملفتًا:
[التفتْ: هذا هو واقع حال السلاطين الخلفاء أئمة المسلمين واُمراء المؤمنين!!! فهنيئًا للمارقة أبناء التيمية بهم!!! وحشرهم الله معهم في اقتران لا يفترقان!!! اللهم آمين يا ربَّ العالمين،
وتابع متسائلًا حول تسمية دول التيمية الأموية وغيرها من دول الأيوبيين والزنكيين والسلاجقة بالدول الإسلامية رغم كل ما فيها من انحراف أخلاقي يفوق مستوى الإباحية في الدول العلمانية فهي بحقيقتها دول علمانية وليست اسلامية قائلًأ:
ولا أدري لماذا التزييف والتدليس بتسميتها بالدول والحكومات الإسلاميّة وهي في حقيقتها وواقعها علمانيّة وأكثر انفتاحًا وإباحيّةً وعِلمانيةً مِن العلمانيّة نفسها؟!! فمَن منكم شاهد أو سمع خبرًا يقينيًّا عن أحد حكام العرب أو حكام البلدان الإسلاميّة أو حكام الدول الغربيّة أنّه فعل مثل ما كان يفعل خوارزم وأمثاله الفسقة الفجرة، في الجهر والعلن، في السلم والحرب، في الصباح والمساء، والناس تُباد، والبلاد تخرّب وتدمّر وتُزال على أيدي الغزاة؟!! فأي دين، وأي أخلاق، وأي عقل، وأي إنسانيّة، تجعل أو تقبل أن يكون مثل هؤلاء أئمة وخلفاء يحكمون باِسم الإسلام؟!!]
هذا وقد أشار السيد الأستاذ أن اصل إمامة وخلافة أئمة التيمية انما يرجع جعلها من قبل الغزاة فهم من ينصبون الخليفة والسلطان كما في تنصيب علاء الدين صاحب الروم من قبل الملك التتاري قاان :
قال ابن العِبري/ (249): {{أـ في سنة ثلاثين وستمائة (630هـ)، أرسل السلطان علاء الدين كيقباذ صاحب الروم رسولًا إلى قاان وبذلَ الطاعة، فقال قاان للرسول: إنّنا قد سمعنا برزانة عقل علاء الدين واصابة رأيه، فإذا حضر بنفسه عندنا، يرى منّا القَبول والإكرام، ونولّيه الاختاجية في حضرتنا، وتكون بلاده جارية عليه، فلمّا عاد الرسول بهذا الكلام، تعجَّب منه كلّ مَن سمعه، واستدلّ على ما عليه قاان مِن العظمة.
وأكد السيد المحقق ذلك بقوله :
[هنا يتأكّد لكم ويحصل اليقين عندنا جميعًا بأنّ السلطة والحكومة والخلافة والإمامة مجعولة ومنصوص عليها مِن قِبَل قائد المغول السلطان التتاري المشرك الوثني الكافر!!! فصارتْ خلافة وإمامة سلاطين أبناء تيمية بجعل وتشريع وأمر الإمام الأكبر والرسول الأعظم السلطان المغولي!!! فهنيئًا لابن تيمية بهذا الخط المبتكَر الإبداعي لتعيين وتنصيب الخليفة الإمام ولي الأمر المقدَّس القدسي!!! فمبارك لأبناء تيمية هذا الفتح المبين!!!]
وكما مر علينا من مصادر عديدة استدل بها السيد المحقق على تدليس المنهج التيمي وبيان كذب ادعاءاتهم وتبريراتهم لسلاطينهم الانهزاميين والمنحرفين أخلاقيا وتخليهم عن حماية بغداد من الغزو المغولي الذي تكرر لعدة مرات قبل سقوطها وكان اخر غزو لها قبل اسابيع من سقوطها بينما يرمي ابن تيمية ومن يسير بمنهجه التدليسي فشل سلاطينهم على ابن العلقمي الوزير الذي لا امر له مقابل السلطان الماجن والمماليك بسلطته وقادة جيشه .
ليعطينا هذه المرة من مصدر آخر وأدلة أخرى كاشفة عن ذلك المنهج التيمي التدليسي وفشل وانهزامية سلاطينهم وبلادتهم وانحرافهم بما جاء في تاريخ مختصر الدول لابن العبري .
حيث قال ابن العِبري/ (251): {{في سنة خمس وثلاثين وستمائة (635هـ): وفيها غزا التّاتار العراق، ووصلوا إلى تُخُوم بغداد إلى موضع يسمّى زنكاباذ وإلى سُرّمَرّأى، فخرج إليهم مجاهد الدين الدويدار وشرف الدين إقبال الشرابيّ في عساكرهما، فلَقَوا المغول وهزموهم، وخافوا مِن عودهم، فنصبوا المَنجَنيقات على سور بغداد،
وفي آخر هذه السنة (635هـ) عاد التّاتار إلى بلد بغداد، ووصلوا إلى خانقين، فلقيَهم جيوش بغداد، فانكسروا، وعادوا منهزمين إلى بغداد بعد أنْ قُتِل منهم خلق كثير، وغنِم المغول غنيمة عظيمة وعادوا}}( ).
وسجل المرجع عدة تعليقات يكشف خلالها تدليس المنهج التيمي وهي كالاتي :
[تعليق: أـ الدويدار والشرابي بأنفسِهما وتحت قيادتهما حصلتْ مواجهتان عسكريتان مع المغول على تُخُوم وحدود بغداد، المعركة الأولى حصلتْ عند سامراء، وقد انتصر فيها جيش بغداد، وبعدَ أشهرٍ وقعتْ المعركة الثانية في خانقين، وقد انكسر فيها جيش بغداد، فعادوا منهزمين إلى بغداد، إضافة لذلك فقد نقلنا لكم مِن عدة مصادر أنّ المغول تحرّكوا لغزو بغداد في زمن خلافة المستعصم نفسه في سنة (643هـ)، فكيف يدّعي منهج ابن تيمية أنّ هؤلاء القادة يَجْهَلون قوة وخطر المغول ويَجْهَلون طَمَعَهم ببغداد؟!! أو أنّهم قادة سفهاء أغبياء جهّال يعلمون بخطر المغول وطمعهم ببغداد وخلافتها لكنّهم لم يستعدِّوا للمواجهة لها، بل سرّحوا العساكر، ففقدتْ بغداد القوة العسكرية للمواجهة؟!!
ب ـ ولا أدري أين كان الخليفة المستعصم مِن غزو المغول لبغداد ووقوع معارك عسكريّة معهم ونصب المَنجَنيقات على سور بغداد في زمن الخليفة ووالده وقبل استلامه الخلافة بخمس سنين؟!! فهل يقول ابن تيمية إنّ الخليفة السلفي المستعصم كان في سُكْر وتحت تأثير المخدِّرات طوال تلك السنين وما بعدها، فلم يَشْعُر بما حصل؟!! أو أنّه كان يعلم بكلّ شيء، لكنه بمستوى الحضيض مِن السفاهة والغباء والجهل، بحيث سرّح جيشه، فلم يَقُم بأي استعدادات لمواجهة الغزو المغولي المداهم لبغداد وباقي بلدان الإسلام؟!!
جـ ـ على الرغم مِن أنّ الدويدار انهزم أمام التّتار في معركة خانقين، وفَرّ منهزمًا إلى بغداد، وأنّه قد انهزم أمام التتار في معركة شِمال بغداد قبيل سقوط بغداد بأيام أو أسابيع قليلة، ومع ذلك فإنّ روزخونيات وأكاذيب ابن تيمية ومنهجه الخرافي يمجّد بالدويدار المتآمر الخائن المنهزم، فيدّعي أنّ الدويدار كان باستطاعته أن يهزم هولاكو ويجعله يشتغل بنفسه عن غزو بلاد الإسلام، لكن الخليفة المستعصم لم يسمح له بذلك وقد منعه عن ذلك وكما ينقل هذا عن الدويدار!!! بل إنّ أكذوبتهم تلك تُثبِت أنّ الأمور كانت بيد الخليفة نفسه وليس بيد ابن العلقمي، وإلّا لقال دويدار أنّ ابن العلقمي منعني ولم يمكّنني مِن قهر هولاكو واشغاله بنفسه عن غزو بلادنا!!!
فالذهبي: سير أعلام النبلاء: 23/ (371): قال: {{الطبقة الخامسة والثلاثون: الدُوَيْدار: الملك مقدَّم جيش العراق مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير: أحد الأبطال المذكورين والشجعان الموصوفين الذي كان يقول: لو مَكَّنَني أميرُ المؤمنين المستعصم لَقَهَرْتَ التتار ولَشَغَلت هولاكو بنفسه، قال الكازروني فيما أنبأني: إنّ الخليفة قتل معه عدة مِن أعمامه وأولاده وابن الجوزي ومجاهد الدين الدويدار الذي تزوَّج ببنت بدر الدين صاحب الموصل، وحمل رأسه ورأس الملك سليمان شاه وأمير الحج فلك الدين فنُصِبوا بالمَوْصل}}،
[تبيَّن الآن أنّ الدويدار تزوَّج بنت بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل عميل المغول الذي أراد المنهج التيمي غسل العار بادعائهم أنّه مِن الشيعة باعتباره تبرَّع بقنديل لمرقد علي (سلام الله عليه)!!!]
وما يجدر الأشارة إليه أن محاضرات وأبحاث السيد الأستاذ الصرخي تتميز بموضوعية الطرح والاستدلال بعيدا عن التمذهب والطائفية و التكفير فالاصل من هذه المحاضرات هو دفع مخاطر المنهج التيمي التكفيري الذي مزق الإسلام والمسلمين واضر بالبلاد والعباد ومدى ارتباط ما يحدث بالواقع بتلك المراحل التاريخية التي يعدها التيمية مصدرًا ومرجعا لهم في القتل والنهب والسلب والتخريب والدمار .
للاستماع إلى المحاضرة وتحميلها على الروابط التالية:
رابط الاستماع
رابط التحميل