نقل المرجع الديني السيد الصرخي الحسني قبسًا آخر عن طبيعة الحياة في دول التيمية الناصرية القدسية مستدلاً بذلك على الانحراف الأخلاقي الذي يمارس في تلك الدول وبحضور ومجالسة أئمّة التيمية المارقة المتسلطين وأعيانهم وندمائهم الذين يجالسونهم في الخمر والشعر والغناء ، وبالرغم من محاولة المنهج التيمي التدليسي لجعل السياق يحتمل أكثر من وجه إلا أنّ الحقيقة وكما ألفت إليها المرجع تثبت بالسياق نفسه من قبيل تدليس ابن كثيروقوله: إنّ الشاعر النور أبا بكر بن محمد الإسعردي المشهور بالخلاعة والمجون وحب الغلمان قد استدعاه الخليفة الناصر صاحب البلد وخلع عليه خلع الأجناد فانسلخ من هذا الفن ..إلّا أنّه قال قبل ذلك: فجعله من جلسائه وندمائه وهذا يؤكد أنّ انسلاخ الشاعر الإسعردي عن فنه لم يكن لتوبة وهداية بل لكونه صار مختصًا يجالس الخليفة وينادمه !!
وقال المرجع الصرخي في المورد 20:
شبيه الشيء منجذِب إليه، عودة إلى ابن تيميّة ومنهجه المقدّس ودولته الناصريّة القدسيّة وأقباسها الأقدسيّة التي لا تُحصى، وأترك لكم المجال في تصوّرها بعد أن أذكر لكم ما يمكن ذكره مع تحرجي واستحيائي واعتذاري الشديد جدًّا جدًّا عن ذلك، وهنيئًا للمارقة التكفيريّين بأقباسهم المقدّسة القدسيّة الأقدسيّة:
أـ في البداية والنهاية13: قال ابن كثير: {{وممَّن تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ(656هـ) مِنَ الْأَعْيَانِ: النور أبو بكر بن محمد بن محمد بن عبد العزيز ابن عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ رُسْتُمَ الْإِسْعَرْدِيُّ: الشَّاعِرُ الْمَشْهُورُ الخليع، كان القاضي صدر الدين بن سناء الدَّوْلَةِ قَدْ أَجْلَسَهُ مَعَ الشُّهُودِ تَحْتَ السَّاعَاتِ، ثمّ استدعاه الناصر صاحب البلد فجعله مِنْ جُلَسَائِهِ وَنُدَمَائِهِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ خِلَعَ الْأَجْنَادِ، فَانْسَلَخَ مِنْ هَذَا الْفَنِّ إِلَى غَيْرِهِ،
وتساءل السيد الصرخي :
(( هل يقصد ابن كثير بكلامه هذا، أنّ النور الإسعردي قد تاب؟ ولكن هل هذه التوبة أتت من ذاته أو أتت لأنّه أرسل عليه الخليفة وبسبب مجالسة الخليفة ومنادمته ونصح وهداية الخليفة له؟ لاحظ هذا التدليس والتغرير، يستخدم عبارات تحتمل أكثر من وجه لخداع الآخرين، لكن الحقيقة قد دعاه الخليفة لمجلس الشراب والفسوق والرذيلة ))
وَجَمَعَ كِتَابًا سَمَّاهُ {الزَّرْجُونْ فِي الْخَلَاعَةِ وَالْمُجُونْ} وَذَكَرَ فيه أشياء كثيرة من النَظْم والنَّثر والخَلاعة، ومن شعره الذي لا يحمد:
لَذَّةُ الْعُمُرِ خَمْسَةٌ فَاقْتَنِيهَا * مِنْ خليعٍ غَدَا أَدِيبًا فَقِيهَا
فِي نَدِيمٍ وقينةٍ وحبيبٍ * ومُدامٍ وَسَبِّ مَنْ لَامَ فِيهَا}}
وعلق ملفتًا :
[[أقول: جليسُه ونديمُه في مجالس الخمور(المُدام) والفُجور التي يقيمُها جليسه ونديمه الملك السلطان أمير المؤمنين وليّ الأمر الناصر صلاح الدين(الثاني) بن العزيز(محمد) بن الظاهر(غازي) بن صلاح الدين الأيوبيّ!!]]
وتابع في :
ب ـ في كتاب هدية العارفين: إسماعيل باشا البغدادي، قال: الإسْعَرْدي: الشاعر الشافعي(619 -656هـ) له ديوان شِعْر {سُلافة الزَّرْجُونْ فِي الْخَلَاعَةِ وَالْمُجُونْ}، [[أي أجود الخمور في الخَلاعة والمُجُون]]
جـ ـ الوافي بالوفيات1: الصَّفَدي، قال: {{118ـ النور الإِسْعَرْدي:
1ـ محمد نور الدين أبو بكر الشاعر، ولد سنة تسع عشرة ستمائة(619هـ) وتوفي سنة ست وخمسين ستمائة(656هـ)،
2ـ وكان من كبار شعراء الملك الناصر، وله به اختصاص،
3ـ وله ديوان شعر مشهور وغلب عليه المجون،
4ـ وأفرَدَ هزليّاتِه من شعره وجمَعَها، وسمّى ذلك (سُلافة الزَّرجُون في الخَلاعة والمُجون) وضَمَّ إليها أشياء من نَظْم غيرِه،
5ـ وكان شابًا خليعًا جلس تحت الساعات،
6ـ واصطفاه الناصر وحضر مجلس شرابه فخلع عليه ليلةً قَباءً وعمامة بِطَرَفٍ مُذَهَّب، فأتي بهما من الغد وجلس تحت الساعات مع الشهود}}.
د ـ الوافي بالوفيات1: الصَّفَدي، قال: {{سعد الدين بن عربي:
ـ محمد بن محمد بن علي بن العربي، الطائي الحاتمي سعد الدين بن الشيخ محيي الدين بن العربي الأديب الشاعر،
1ـ وُلد سنة ثمان عشرة وست مائة(618هـ)، وتوفي بدمشق سنة ست وخمسين ستمائة(656هـ)،
2ـ وسَمِع الحديث ودرّس،
3ـ وكان شاعرًا مُجيدًا أجاد المقاطيع التي نظمها في الغِلمان وأوصافِهم، (( نحن أيضًا كنا في المناطق الشعبية، ونعرف المصطلحات التي تستخدم في مناطقنا وعند الناس، تعرفون معنى الغلمان، وماذا يقصد بهم ))
4ـ وله ديوان مشهور،
5ـ ومن شِعْرِه في مَليح(وسيم) رآه بالزيادة في دمشق:
{ يا خليليّ في الزيادة ظبيٌ … سلُبَت مقلتاه جَفْنى رُقادَه
كيف أرجو السُّلوَّ عنه وطرفي … ناظرٌ حُسْنَ وَجْهِهِ في الزيادة}،
6ـ وقوله في مليح قاضٍ..
7ـ وقوله في غلام لبسَ قاضِياني:..
8ـ وقوله في مليح قوّاس:..
9ـ وقوله في مليح لبّان:..
10ـ وقوله في مليح مَناخليّ:..
11ـ وقوله في مليح أشقر الحاجب:..
12ـ وقوله في مليح يقطف مشمشًا:..،
13ـ وغالب مقاطيعِه التي في الغلمان من الحسنِ والجودة في هذه الطبقة، وأكثر ديوانِه في الغِلمان..}}
هـ ـ الأعلام: الزركلي7/(29): سعد الدين ابن عَرَبي(618- 656هـ):
محمد بن محمد بن علي بن العربيّ الطائيّ الحاتميّ، سعد الدين ابن الشيخ محيي الدين ابن العربي: شاعر. ولد في مَلَطية، وسمع الحديث ودرس، وناب في دمشق وتُوُفِّي بها، ودفن بقرب أبيه. له ديوان شعر أكثره في الغلمان وأوصافهم}}
جاء ذلك خلال المحاضرة الـ( 39 )من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) للمرجع الديني السيد الصرخي الحسني والتي ألقاها مساء الثلاثاء الموافق 5 شعبان 1438هـ 2-5-2017م .