أكد المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خلال محاضرته الـ 33 من بحثه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) والتي القاها مساء الثلاثاء 13 رجب 1438هـ، الموافق 11 نيسان 2017م اكد خلالها النبوءة النبوية وتحذير الوحي الألهي من منبع الفتن والتكفير حيث تنص النبوءة على ان قرن الشيطان ورأس الفتنة من نجد:
البخاري: الاستسقاء: [..عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: قَالَ(صلى الله عليه وآله وسلّم): اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَامِنَا وَفِى يَمَنِنَا . قَالَ قَالُوا: وَفِى نَجْدِنَا ؟ قَالَ قَالَ(صلى الله عليه وآله وسلّم): {اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى شَامِنَا وَفِى يَمَنِنَا} . قَالَ قَالُوا: وَفِى نَجْدِنَا ؟ قَالَ قَالَ(صلى الله عليه وآله وسلّم): {هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالْفِتَنُ ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ}]
وكرر السيد الصرخي تحذيره التزاما بما حذر به النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من هذه الفتن التكفيرية قائلا:
هذه نبوءة نبويّة وتحذير الوحي الإلهيّ منها، فمهما خرجت حركة منها سواء ادّعت الانتماء للشيعة أو للسنّة فاحذروا منها امتثالًا لأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتحذيره منها؛ لأنّها نجد رأس الكفر وقرن الشيطان ومَنْبَع الفتن ومضلات الفتن فالحذر الحذر الحذر!!
وأشار السيد الصرخي الى ذلك في معرض حديثه وبيانه لمنهج التيمية التكفيريين المارقة وكشف مدعياتهم المزيفة في الدفاع عن الاسلام ومقدساته فبالوقت الذي يدعون دفاعهم عن بيت المقدس وتحريره فهم يغضون النظر عن تخريب ائمتهم وسلاطينهم المارقة لبيت المقدس بعد تحريره من الفرنج المحتلين حيث قام الملك المعظم بذلك الفعل الشنيع ووفقا لما جاء في الكامل لأبن الاثير قوله:
(وَعَادَ الْمَلِكُ الْمُعَظَّمُ صَاحِبُ دِمَشْقَ إِلَى الشَّامِ فَخَرَّبَ الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ)!
وقال السيد الصرخي:
فتصوّروا لو أنّ أحدَ المنتمين لعنوان الشيعة من فاطمية أو اسماعيلية أو زيدية أو نصيرية أو إمامية، أو أي عنوان آخر أزال حَجَرًا واحدا من البيت المقدّس، فبماذا سيشنّع عَلَيْه التيميّة ومنهجهم الظالم التدليسي؟!
وتابع قائلا:
وَلَيْتَهم يتوقّفون عنده، بل يعمّمون التشنيع والتكفير على كل من يدخل تحت العنوان العام للشيعة وعلى كل من يدخله التيمية انفسهم قهرا تحت عنوان الشيعة، فيُكَفَّر الجميع وتُباح دماء الجميع وتنتهك اعراضهم وتُسلب وتُنهب ممتلكاتهم وتُسبى نساؤهم واطفالهم وشيوخهم ورجالهم، وهذا مَرّ علينا خلال بعض موارد البحث، بما فعلوا بالشيعة بكل أصنافهم، ومرَّ علينا كيف يتعامل العلماء والفقهاء والمؤرّخون والمحدثون مع الحدث جميعًا ويعتبرونه مغنمًا وفخرًا وكرامة لفاعله ونصرة للاسلام ومذهبه؟
وأضاف:
وعندكم جريمة القرامطة في البيت الحرام وأخذهم الحَجر المبارك، فكيف أنّ دواعش الفكر والقلب مارقة الأخلاق كفّروا جميع الشيعة وما زالوا يكفّرونهم ويقتلونهم بدم بارد، بالرغم من أنّه لا يوجد شيعي رضي ويرضى بجريمة القرامطة ولا يعتقد بصحّة مذهبهم، بل يحكمون بانحرافهم وخروجهم عن الدين والإسلام، وطبعًا إن وُجد مَن هو على شاكلتهم فهو منحرف وخارج عن الدين ومشمول بحكمهم.
وأكد محذراً:
مع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ منبع هؤلاء القرامطة التكفيريّين المجرمين هو نفس منبع الدواعش المارقة التكفيريّين، فالمنبع والأصل واحد هو مشرق المدينة المنورة من نجد المعروفة حاليًا وتاريخيًا، فكلاهما من نجد منبع الفتن وقرن الشيطان ورأس الكفر، وهذه نبوءة نبويّة وتحذير الوحي الإلهيّ منها، فمهما خرجت حركة منها سواء ادّعت الانتماء للشيعة أو للسنّة فاحذروا منها امتثالًا لأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وتحذيره منها؛ لأنّها نجد رأس الكفر وقرن الشيطان ومَنْبَع الفتن ومضلات الفتن فالحذر الحذر الحذر!!
وحول التبرير الواهي والفاشل الذي قدمه ابن الاثير بما يتعلق بتخريب بيت المقدس من قبل الملك المعظم
حيث قال ابن الاثير:
وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِأَنَّ النَّاسَ كَافَّةً خَافُوا الْفِرِنْجَ، وَأَشْرَفَ الْإِسْلَامُ وَجَمِيعُ أَهْلِهِ وَبِلَادِهِ عَلَى خُطَّةِ خَسْفٍ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِهَا: أَقْبَلَ التَّتَرُ مِنَ الْمَشْرِقِ حَتَّى وَصَلُوا إِلَى نَوَاحِي الْعِرَاقِ وَأَذْرَبِيجَانَ وَأَرَّانَ وَغَيْرِهَا، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ; وَأَقْبَلَ الْفِرِنْجُ مِنَ الْمَغْرِبِ فَمَلَكُوا مِثْلَ دِمْيَاطَ فِي الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ، مَعَ عَدَمِ الْحُصُونِ الْمَانِعَةِ بِهَا مِنَ الْأَعْدَاءِ .
وقال السيد الصرخي لافتاً:
((لاحظ هذا التبرير الفاشل الفاسد، الطائفي العنصري غير المهني، فلو هدّم أحد الخصوم أو المخالفين أو الأعداء أو الشيعة أو الرافضة، أحد المخالفين لمذهب الكاتب والمؤرخ والعالم، لو هدّم بعض حجارة المسجد أو سور المسجد، ماذا سيقال عنه؟ وكيف سيخرّج عن الدين وعن الإسلام، وعن الملة؟))
وأكمل:
كلام غير تام جدًا؛ لأننا ذكرنا لكم في مورد سابق عن ابن الأثير وهو قد تحدث عن الموانع الطبيعية والاصطناعية التي تتمتّع بها دمياط، لكنّها خيانة وهزيمة جيش العادل وأولادِه وقادتهم كان سبب الهزيمة، مع ملاحظة ما ذَكَرَه ابن الأثير، أنّ اهل دمياط كانوا قد قاوموا الفرنج وصمدوا كثيرا وهم بدون أي ذخيرة ولا استعداد عسكري ولا وجود لعسكر عندهم ولا قيادة عسكرية، ومع هذا صمدوا لأشهر ولم يأتِ اليهم أيّ مدد ولا أي نصرة من العادل وأبنائه وسلطانه وحكومته ودَولَتِه!
يمكنكم الاستماع الى المحاضرة و تحميلها من الروابط التالية:
الإستماع الى المحاضرة:
استماع و تحميل:
تحميل.