كشف المرجع الديني الصرخي الحسني خلال المحاضرة الثانية والثلاثين من بحثه ( وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري) والتي القاها يوم الجمعة التاسع من رجب 1438هـ، الموافق السابع من نيسان 2017م
قبساً آخر مِن أقباس شجاعة وعدالة الملك العادل بمقياس ابن تيمية ومنهجه!!! حيث بيّن المحقق الصرخي ان تاريخ سلاطين التيمية الخوارج يكشف انهم يَجْبُنُون عن ملاقاة الفرنج خوفًا مِن الهزيمة!! فقد أبيد الناس من أهل السنة ببركة حكمة وشجاعة وعدالة الملك العادل الذي ترك المسلمين لقمة سائغة للفرنج المحتلين حيث تعرضوا للقتل والسبي نتيجة لتخلي الملك العادل عنهم وانهزامه من الفرنج!!!
حيث قال المرجع الصرخي في المورد29: الكامل10/(302): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (614هـ)]: [ذِكْرُ مَدِينَةِ دِمْيَاطَ وَعَوْدِهَا إِلَى الْمُسْلِمِينَ]: قال (ابن الأثير): كَانَ مِنْ أَوَّلِ هَذِهِ الْحَادِثَةِ إِلَى آخِرِهَا أَرْبَعُ سِنِينَ غَيْرَ شَهْرٍ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا هَاهُنَا؛ لِأَنَّ ظُهُورَهُمْ كَانَ فِيهَا وَسُقْنَاهَا سِيَاقَةً مُتَتَابِعَةً لِيَتْلُوَ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَنَقُولُ:
1ـ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَصَلَتْ أَمْدَادُ الْفِرِنْجِ فِي الْبَحْرِ مِنْ رُومِيَّةَ الْكُبْرَى وَغَيْرِهَا مِنْ بِلَادِ الْفِرِنْجِ فِي الْغَرْبِ وَالشِّمَالِ.
2ـ إِلَّا أَنَّ الْمُتَوَلِّيَ لَهَا (لمدد العساكر الفرنج) كَانَ صَاحِبَ رُومِيَّةَ، لِأَنَّهُ يَتَنَزَّلُ عِنْدَ الْفِرِنْجِ بِمَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ، لَا يَرَوْنَ مُخَالَفَةَ أَمْرِهِ وَلَا الْعُدُولَ عَنْ حُكْمِهِ فِيمَا سَرَّهُمْ وَسَاءَهُمْ، فَجَهَّزَ (صَاحِبُ رُومِيَّة) الْعَسَاكِرَ مِنْ عِنْدِهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ مُقَدَّمِي الْفِرِنْجِ، وَأَمَرَ غَيْرَهُ مِنْ مُلُوكِ الْفِرِنْجِ إِمَّا أَنْ يَسِيرَ بِنَفْسِهِ، أَوْ يُرْسِلَ جَيْشًا، فَفَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ فَاجْتَمَعُوا بِعَكَّا مِنْ سَاحِلِ الشَّامِ.
3ـ وَكَانَ الْمَلِكُ الْعَادِلُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَيُّوبَ بِمِصْرَ، فَسَارَ مِنْهَا إِلَى الشَّامِ، فَوَصَلَ إِلَى الرَّمْلَةِ، وَمِنْهَا إِلَى لُدٍّ، وَبَرَزَ الْفِرِنْجُ مَنْ عَكَّا لِيَقْصِدُوهُ، فَسَارَ الْعَادِلُ نَحْوَهُمْ، فَوَصَلَ إِلَى نَابُلُسَ عَازِمًا عَلَى أَنْ يَسْبِقَهُمْ إِلَى أَطْرَافِ الْبِلَادِ مِمَّا يَلِي عَكَّا لِيَحْمِيَهَا مِنْهُمْ، فَسَارُوا هُمْ فَسَبَقُوهُ، فَنَزَلَ عَلَى بَيْسَانَ مِنَ الْأُرْدُنِّ.
4ـ فَتَقَدَّمَ الْفِرِنْجُ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ عَازِمِينَ عَلَى مُحَارَبَتِهِ لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُ فِي قِلَّةٍ مِنَ الْعَسْكَرِ، لِأَنَّ الْعَسَاكِرَ كَانَتْ مُتَفَرِّقَةً فِي الْبِلَادِ.
5ـ فَلَمَّا رَأَى الْعَادِلُ قُرْبَهُمْ مِنْهُ لَمْ يَرَ أَنْ يَلْقَاهُمْ فِي الطَّائِفَةِ الَّتِي مَعَهُ، خَوْفًا مِنْ هَزِيمَةٍ تَكُونُ عَلَيْهِ، وَكَانَ حَازِمًا، كَثِيرَ الْحَذَرِ،..
وقد علق المحقق الصرخي مشيرا ً الى تخبط ابن الاثير وعدم قياس الامور بمقياس الواقع!! فيجعل للملك التيمي العادل الايوبي مكرمة في حين ان ما اثبته التاريخ انهزامية العادل امام الفرنج وترك المسلمين لقمة سائغة للقتل والسبيّ!!
[[ أقول: إذا كان واقع الأمر كما يقول هنا، فلماذا حاول قبل سطرين تمجيد العادل وإلصاق مكرمة به لا أساس لها مِن الواقع عندما قال {فَسَارَ الْعَادِلُ نَحْوَهُمْ، فَوَصَلَ إِلَى نَابُلُسَ عَازِمًا عَلَى أَنْ يَسْبِقَهُمْ إِلَى أَطْرَافِ الْبِلَادِ مِمَّا يَلِي عَكَّالِيَحْمِيَهَا مِنْهُمْ}؟!! فكيف يحميها مِن الفرنج وهو يَجْبُنُ عن ملاقاتهم خوفًا مِن الهزيمة، بل فرّ منهم نحو دمشق، فترك بَيْسان وما فيها مِن ذخائر، وترك المسلمين فيها لقمة سائغة للفرنج، فاحتلوا بيسان وغيرها، فقتلوا المسلمين وسبوا النساء والأطفال، وخرَّبوا البلاد ودمروها، فلم ينجُ إلّا القليل مِن الناس؟!! وهذا قبس آخر مِن أقباس شجاعة وعدالة الملك العادل بمقياس ابن تيمية ومنهجه!!! ]]
كما وأشار المرجع الصرخي الحسني ان الاقصائيون التيمية أبادوا المسلمين ببركة حكمة وشجاعة وعدالة سلاطينهم المارقة!! تعليقا ً الى ماذكره ابن الاثير:
{{ 6- فَفَارَقَ بَيْسَانَ نَحْوَ دِمَشْقَ لِيُقِيمَ بِالْقُرْبِ مِنْهَا، وَيُرْسِلَ إِلَى الْبِلَادِ وَيَجْمَعَ الْعَسَاكِرَ، فَوَصَلَ إِلَى مَرْجِ الصُّفَّرِ فَنَزَلَ فِيهِ.
7ـ وَكَانَ أَهْلُ بَيْسَانَ، وَتِلْكَ الْأَعْمَالِ، لَمَّا رَأَوُا الْمَلِكَ الْعَادِلَ عِنْدَهُمُ اطْمَأَنُّوا، فَلَمْ يُفَارِقُوا بِلَادَهُمْ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ الْفِرِنْجَ لَا يُقْدِمُونَ عَلَيْهِ (على بلدهم بيسان)، فَلَمَّا أَقْدَمُوا سَارَ الأمر (قدوم الفرنج) عَلَى غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى النَّجَاةِ إِلَّا الْقَلِيلُ.
8ـ فَأَخَذَ الْفِرِنْجُ كُلَّ مَا فِي بَيْسَانَ مِنْ ذَخَائِرَ قَدْ جُمِعَتْ، وَكَانَتْ كَثِيرَةً، وَغَنِمُوا شَيْئًا كَثِيرًا، وَنَهَبُوا الْبِلَادَ مِنْ بَيْسَانَ إِلَى بَانِيَاسَ، وَبَثُّوا السَّرَايَا فِي الْقُرَى فَوَصَلَتْ إِلَى خِسْفِينَ وَنَوَى وَأَطْرَافِ الْبِلَادِ.
9ـ وَنَازَلُوا بَانِيَاسَ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَادُوا عَنْهَا إِلَى مَرْجِ عَكَّا وَمَعَهُمْ مِنَ الْغَنَائِمِ وَالسَّبْيِ وَالْأَسْرَى مَا لَا يُحْصَى كَثْرَةً، سِوَى مَا قَتَلُوا، وَأَحْرَقُوا، وَأَهْلَكُوا، فَأَقَامُوا أَيَّامًا اسْتَرَاحُوا خِلَالَهَا… }}
وقد علق المحقق الصرخي مشيرا ً ان الناس الذين ابيدوا ليسوا من الشيعة ولا الروافض بل من اهل السنة في تلك البلاد ؟؟!! [[أقول: هؤلاء الناس الذين اُبيدوا ليسوا مِن الشيعة ولا الروافض، بل هم مِن السنّة، فقد اُبيد أهل السنة في تلك البلاد، وهذا كلَّه ببركة حكمة وشجاعة وعدالة الملك العادل!!!]].
يمكنكم الاستماع الى المحاضرة و تحميلها من الروابط التالية:
الإستماع الى المحاضرة:
استماع و تحميل:
تحميل.