أقيمت صلاة الجمعة في مسجد المتقين في مدينة الشعلة غرب العاصمة بغداد اليوم الرابع والعشرون من شهر آذار لسنة 2017 م الموافق الخامس والعشرون من شهر جمادى الآخرة لسنة 1438هــ بإمامة الشيخ حسن المسجدي(دام عزه).
حيث تكلم في الخطبة الأولى عن دور أئمة المارقة القتلة الذين شرعوا فتاوى إبادة المدن وأسر الرجال وسبي الحريم حتى صارت واقع حال ومن الثوابت والمسلمات لدى سلاطينهم من أمثال صلاح الدين الإيوبي حيث إنهّ كان يستقطع الاراضي من الخليفة الفاطمي الذي كان السبب في بلوغ صلاح الدين الى ما وصل اليه من سلطة ويغدر به وينهب ويحرق ويخرب بلدان المسلمين وبحسب ما نُقلَ وقاله ابن الاثير نفسه من افعالِ صلاح الدين التي الحقت ضررا كبيرا بالمسلمين حتى ان الناس صارت تلعنه لتركه مقاتلة الفرنج المحتلين وإقباله على قتال المسلمين !! كما نفل لنا ابن الاثيرذلك في باب “ذِكْرُ فَتْحِ صَلَاحِ الدِّينِ طَبَرِيَّةَ”:
لَمَّا اجْتَمَعَ الْفِرِنْجُ وَسَارُوا إِلَى صَفُّورِيَّةَ، جَمَعَ صَلَاحُ الدِّينِ أُمَرَاءَهُ وَوُزَرَاءَهُ، وَاسْتَشَارَهُمْ، فَأَشَارَ أَكْثَرُهُمْ عَلَيْهِ بِتَرْكِ اللِّقَاءِ وَأَنْ يُضْعِفَ الْفِرِنْجَ بِشَنِّ الْغَارَاتِ، وَإِخْرَابِ الْوِلَايَاتِ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أُمَرَائِهِ: الرَّأْيُ عِنْدِي أَنَّنَا نَجُوسُ بِلَادَهُمْ، وَنَنْهَبُ، وَنُخَرِّبُ، وَنُحَرِّقُ، وَنَسْبِي، فَإِنْ وَقَفَ أَحَدٌ مِنَ الْعَسْكَرِ الْفِرِنْجِ بَيْنَ أَيْدِينَا لَقِينَاهُ، فَإِنَّ النَّاسَ بِالْمَشْرِقِ يَلْعَنُونَنَا وَيَقُولُونَ تَرَكَ قِتَالَ الْكُفَّارِ، وَأَقْبَلَ يُرِيدُ قِتَالَ الْمُسْلِمِينَ، الرَّأْيُ أَنْ نَفْعَلَ فِعْلًا نُعْذَرُ فِيهِ وَنَكُفُّ الْأَلْسِنَةَ عَنَّا.
وأضاف سماحته “أنّ صلاح الدين كان يتحاشى جدًا الاحتكاكَ بالفِرِنج وكان يُسارع بعقد صلحٍ وتحالفٍ معهم أينما حصل بل أنّه قد أخّر تحريرَ القدسِ والمقدّساتِ والأراضي الإسلامية لستّة عشرَ عامًا من سنة خمسمئة وسبع وستين هجرية عندما خذل الزنكي وتركَ معركةَ التحريرِ وكان التحرير مؤكدًا قابَ قوسين أو أدنى، وبقي الحال إلى سنة خمسمئة وثلاث وثمانين هجرية , حتّى اضطر صلاح الدين لمواجهة الفرنج بعد أن بادر الفرنج بالتعرّض له ولمملكاته وقطع الطريق بين مصر والشام والتهديد المباشر لسلطانه، وبعد أن صار الضغط المجتمعي والديني لا يمكن مواجهته أو السكوت عليه حيث صار الناس يلعنون صلاح الدين ويتهمونه بأنَّه تَرَكِ قِتَالِ الْكُفَّارِ، وَأَقْبَلَ على قِتَالَ الْمُسْلِمِينَ، وقد ساعده في معاركه والانتصار فيها وفتح البلدان انشقاقُ الفرنج وتعاونُ وتحالفُ الْقُمُّصُ وقادته مع صلاح الدين ضد الفرنج “.
وتطرق في خطبته الثانية إلى غباء ائمة التيمية الدواعش في عدم إلتفاتهم الى الحكمة من تجهيز النبي(صلى الله عليه واله وسلم) لسرية أسامة بقوله ” أنظروا لمستوى الغباء لدى ائمة التيمية الدواعش في عدم إلتفاتهم الى الحكمة من تجهيز النبي(صلى الله عليه واله وسلم) لسرية أسامة التي ضمت المؤمنين والمنافقين رغم حالته المرضية الشديدة, كل ذلك ليفرغ الساحة من أي معارض له فيما سيقوله من كلام ويحدده ويشخصه حول الخلافة والإمامة وقيادة الامة بغض النظر عن الاسم من يكون، وهذا ما هو المعمول به وفق اي حالة طبيعية مشابهة خصوصا فيما نقله ابن الاثير حول ائمة التيمية وكما في تصرف صلاح الدين مع أخوه الملقب بـ الملك العادل وإبعاده عن الشام ومصر وإعطائه اقطاعات محددة خارج مركز الخلافة لتفرغ الساحة ويضمن عدم قدرة اخوه من المنع والوقوف بوجهه.. ليوزع صلاح الدين الولايات على أولاده كما اشار اليه صاحبه سليمان وتسأل الخطيب المسجدي فلماذا يتقبل التيمية هذا التصرف من ائمتهم ولا يقبلون تصرف النبي( صلى الله عليه واله وسلم) كقضية طبيعية مع ملاحظة اختلاف الهدف الاسمى في سلوك وحكمة النبي(صلوات الله عليه واله وسلم) فيكون الأولى بقبوله ؟! فلماذا هكذا قضيّة – تهيئة الأجواء لمن سيستلم الخلافة والإمامة والقيادة- تكون مقبولة هنا ولا تكون مقبولة هناك؟!! “.
ومن الجدير بالذكر ان سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني “دام ظله ” قد كشف في محاضراته التاريخية الموسومة “وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري” هذه حقيقةَ التاريخِ من أوسعِ الأبوابِ ومن خلالِ الاستدلالِ العلمي الفكري والعقدي التاريخي الفلسفي مثبتاً بذلك قبحَ وفسادَ ائمةِ وقادةِ الدواعش التيمية اتباعِ الشابِ الامرِد.