وضّح فضيلة الشيخُ فيصل المنصوري (دامَ عِزّهُ) خطيبُ صلاةِ الجمعةِ المباركةِ في جامع سيد الكائنات «صلّى اللهُ عليهِ وآلِهِ وسلّمَ» في القُرنة شمال مُحافظة البصرة، اليوم 2017/3/17م الموافق 18 جمادى الآخِرة 1438 هـ , مراحل و أسباب تغذية العقول بالفكر المتطرف هي عندما تحرك العاطفة الوجدانية والدينية تجاه الخاطئ والمجهول، هنا تصبح أحد الأدوات السلبية والمتطرفة التي تغذي العقول بفكر متطرف ومتعصب لا يشاهد غير نفسه.
وقال مُبيناً هناك من يخطط، وينشر سمومه في الخفية، مستغلاً فئة الشباب في الترغيب والجذب لتنفيذ ما يرغبون به، فيلعبون على العواطف، وخصوصاً في ما يخص الدين، فتخلط الأمور كما يرغبون، ويشعلون حماس الشباب لذلك، مستغلين هوية الشباب التي تبحث عن القوة وإثبات الرأي والوجود، هكذا يتم تمرير هذا الفكر بسهولة، بإثارة حفيظة الشباب، ومشاعرهم الوجدانية، والدينية، مستغلين جهلهم في ذلك.
ولفت قائلا
“يستغلون فئة عمرية معينة، فئة تتمتع بالطاقة العالية، والحركة، والقوة، وأيضاً قلة الخبرة، وعدم النضج الفكري، والديني، من طريق التحريض، والشحن، وإثارة الغيرة على الدين، مدعين كل ما يثبت حجتهم، كما يحاولون إعطاء هؤلاء الشباب القيمة الوهمية بأنهم رجال ومستقلون، لذا تكثر الألقاب التاريخية لديهم، فيتوهم هؤلاء الشباب بهذه الأدوار الوقتية لتنفيذ عملياتهم الإجرامية.”
وتساءل “لماذا هذا العنف والتطرف؟
وأضاف
“محاربة هذا التطرف يبدأ بعوامل عدة متشابكة مع بعضها، فلن يذهب حتى تتضافر كل الجهود في القضاء عليه، وهذا يحتاج وقتاً وزمناً، إذ لا بد من الاعتراف أن هناك جذوراً تسعى وترمي جاهدة في بث سمومها خفية، لمقاصد سياسية لا دينية كما يعتقد الغالبية، تظهر أنانيتهم في حب السلطة والسطوة، لتحقيق أحلامهم التاريخية الوهمية، ليعيدوا أمجاداً في عقولهم، حتى لو كانت على سفك الدماء، وزعزعة أمن، وهدم أرض، لأن هدفهم بعيد تماماً عن الدين، الذي حفظ كرامة الإنسان، واحترام معتقدات الآخرين، وعلى رغم ذلك فهؤلاء المتطرفون فجَّروا وآذوا مسلمين مؤمنين يشهدون أن لا إله إلا الله، الإسلام دين محبة، وسلام، وعدل، ورحمة، فكم تلاعبوا في ذلك.”
و أكد إن المرجع الصرخي الحسني سفه الأفكار الداعشية الإرهابية من خلال محاضراته التي لاقت رواجاً واسعاً , و أنه لابد من محاربة الفكر بالفكر كما بدأ، فلن يتزحزح هذا الفكر إلا من خلال فكر نيّر، ومسالم، وعادل، ومحب، وهذا دور كل المؤسسات الدينية في المساجد والمنابر، والمؤسسات التعليمية جامعات ومدارس، ومؤسسات اجتماعية كجمعيات ومراكز، ومؤسسات إعلامية إذاعةً وتلفزيوناً وصحفاً، هنا دور الجميع أن يتحدث عن السلام، عن الاعتدال، عن المنهج الديني الصحيح، المحب والمعطاء، زرع ثقافة قبول الآخر والمختلف عنا، تنمية ثقافة حسن الظن، والابتعاد عن التجريم والتكفير.