تحدث خطيب جمعة التابعي الجليل سعيد بن جبيرالأسدي (رضوان الله عليه) فضلية الشيخ جميل العقابي (اعزه الله) في قضاء الحي (40 كم جنوب مدينة الكوت مركز محافظة واسط) الجمعة 18 جمادى الآخرة 1438 هـ الموافق 17/3/2017م عن أهميةٌ التناصرِ في حياةِ الأمةِ، وبدونهِ يُصبحُ المجتمعُ الإسلامي مكشوفًا أمامَ أعدائِه مُعَرَّضًا للهزيمة وعلى العكسِ من ذلك؛ فإن التزامَ أبناءِ المجتمعِ بنصرِ اللهِ من ناحيةٍ ونصرةِ بعضِهم البعضِ من ناحيةٍ أخرى يؤدي حتمًا إلى فوزِ المسلمين بكلِ خير، وظهورِهم على عدوهمِ تحقيقًا لوعدِ اللهِ عز وجل.
وبين العقابي ان مفهومُ النصرة الذي كان سائدُ في عصر الجاهليةِ هو التناصرُ القبلي أو العائلي بالحقِ وبالباطل، فمتى ثارتِ الخلافاتُ بينَ فردينِ تولتْ كلُ قبيلةٍ نصرةَ من ينتمي إليها ولو كان ظالمًا معتديًا. لكن لما جاء الإسلامُ ألغى هذا المفهومَ العصبي الذي يتنافى مع أولياتِ الأسسِ التي تقومُ عليها مكارمُ الأخلاق، وأحل محلَه المفهومَ الأخلاقيَ الكريمَ الذي يتمثلُ في نصرةِ المظلومِ على الظالمِ ولو كان المظلومُ بعيدًا وكان الظالمُ من ذوي القربى وكان مما أمرَ به النبيُّ (صلى اللهُ عليه واله وسلم) أمتَهُ نصرُ المظلومِ بغضِ النظرِ عن لونهِ وجنسِه.
واضاف الخطيب:
ما اوضحه الرسولُ الكريمُ (صلى اللهُ عليه واله وسلم) أن رابطةَ الأخوةِ هي التي تجمعُ بين المسلمِ وغيرِهِ من المسلمين، وأن من لوازمِها التناصر: “فكلُّ مسلمٍ على مسلم محرَّم، أخوان نصيران..” (أي ينصر كلٌ منهما الآخرَ ). وكان رسولُ الله صلى الله عليه واله وسلم يوصي بنصرةِ المظلومِ ويشحذُ همم المسلمينَ ويحثُهم على نصرةِ المظلومِ مبينًا أن الجزاءَ سيكونُ من جنسِ العمل.
و تحدث العقابي عن بعضِ الاحداثِ المهمة التي حصلتْ في زمنِ الدولةِ الفاطمية والدولة الزنكية والايوبية والتي يمكنُ من خلالِها نكشفُ بعضَ الحقائقِ المهمة:
أقولُ (والكلام للسيد الصرخي الحسني):
بكل أسفٍ وألمٍ أقولُ: إنّ هذا هو واقعُ البلاد الإسلامية وواقعُ الخلفاء والسلاطين والأمراءِ والشبابِ والمجتمعِ الإسلامي، فهل يليقُ بالإسلام أن يقترنَ بأسماء هؤلاء وحكوماتِهم ودولِهم؟! فهل هذه هي السُنّةُ النبوية الشريفة وسنةُ وحكومةُ الخلفاء أبي بكرٍ وعُمر؟!! ليس بغريب أن يصلَ حالُ الأمةِ إلى ما وصلت إليه؛ لأنّه جزاءٌ محتوم لأمّةٍ رفضت وجحدت بكل إصرار وعناد، رفضت وجحدت بالإمامة الإلهية المجعولة بالحكمة والإرادة الإلهية واللطفِ الرباني في خُلقِ وتهذيب وتربية أئمة طَهّرَهُم اللهُ تعالى تطهيرا، هذا كلُّه جعلُ وتمهيد وتهذيب وتربية وإشارة وتوجيه للإمامةِ ونصيحةُ للبشر وللمسلمين بالإمامةِ الحقةِ وبالإمامة الصالحة العادلة الإلهيةِ الرسالية، لكنَّ الناسَ تركت ورفضت وابتعدت، فماذا نتوقع؟