قال السيد الطيار (دام عزه) خطيب الجمعة في مسجد وحسينية البصائر في مدينة القاسم، الجمعة 18 جمادي الاخرة 1438هـ , الموافق17 / اذار/ 2016م ان للنصرة والمناصرةِ أهميةٌ عظمى في حياةِ الأمةِ، وبدونهِ يُصبحُ المجتمعُ الإسلامي مكشوفًا أمامَ أعدائِه مُعَرَّضًا للهزيمة وعلى العكسِ من ذلك؛ فإن التزامَ أبناءِ المجتمعِ بنصرِ اللهِ من ناحيةٍ ونصرةِ بعضِهم البعضِ من ناحيةٍ أخرى يؤدي حتمًا إلى فوزِ المسلمين بكلِ خير.
مؤكّداً “ان نصر المسلمِ لأخيه المسلم يكونُ بتقديمِ العونِ له متى احتاجَ إليه، ودفعُ الظلمِ عنه إن كانَ مظلومًا، وردعُهُ عن الظلمِ إن كان ظالمًا تحقيقًا لقولِ الرسولِ صلى اللهُ عليه واله وسلم:
“انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا” فقال رجل: يا رسولَ اللهِ! أنصرْهُ إن كانَ مظلومًا، أرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصرُه؟ قال: “تحجزُهُ أو تمنعُهُ من الظلم، فإن ذلك نصرُه“.
مبيناً ان المفهومُ السائدُ للنصرةِ في الجاهليةِ كان هو التناصرُ القبلي أو العائلي بالحقِ وبالباطل، فمتى ثارتِ الخلافاتُ بينَ فردينِ تولتْ كلُ قبيلةٍ نصرةَ من ينتمي إليها ولو كان ظالمًا معتديًا.
موضحا” ان الإسلامُ لما جاء ألغى هذا المفهومَ العصبي الذي يتنافى مع أولياتِ الأسسِ التي تقومُ عليها مكارمُ الأخلاق، وأحل محلَه المفهومَ الأخلاقيَ الكريمَ الذي يتمثلُ في نصرةِ المظلومِ على الظالمِ ولو كان المظلومُ بعيدًا وكان الظالمُ من ذوي القربى وكان مما أمرَ به النبيُّ صلى اللهُ عليه واله وسلم أمتَهُ نصرُ المظلومِ بغضِ النظرِ عن لونهِ وجنسِه.
ومن الملاحظ ان الظلمَ والعدوانَ على حقوقِ العبادِ لا يحدثُ في فراغٍ وانما يحدث امامَ اعينِ الناسِ فهناك مسؤوليةٌ ملقاة على عاتقِ الجماعةِ الإنسانية في ادانةِ العدوانِ ومواساةِ المظلومِ والتخفيفِ عنه في محنتِه.. انه الدور الذي يتعينُ على الجماعةِ الإنسانيةِ وعلى الامةِ القيامُ به”.