تسائل المرجع الديني السيد الصرخي الحسني فيما اذا كان يقبل التيمية بما قاله ابن الاثير في مخالفه صريحة لمنهجهم بتسمية الاثني عشر خليفة الذين يعدهم أئمة التيمية ويشملون فيها معاوية وبنيه ويني مروان بينما ابن الاثير خص الخلفاء الراشدين و عمر بن عبد العزيز رض بالعدالة وحسن السيرة وبها وصف الملك العادل نور الدين الزنكي وبالتالي يكون قد خالف التيمية بذلك !!
حيث قال ابن الأثير في وصف نور الدين الزنكي : وَقَدْ طَالَعْتُ سِيَرَ الْمُلُوكِ الْمُتَقَدِّمِينَ، فَلَمْ أَرَ فِيهَا بَعْدَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَحْسَنَ مِنْ سِيرَتِهِ، وَلَا أَكْثَرَ تَحَرِّيًا مِنْهُ لِلْعَدْلِ.
وقال السيد الصرخي لافتاً :
التفت جيدًا: هذا الكلام كيف يوافق عليه التيميّة؟ أو هل يوافقون عليه؟ إذن أين أئمّة التيميّة الآخرون وعددهم اثنا عشر يا ابن الأثير؟ إذن ابن الأثير ليس على النهج التيمي؛ لأنّه ذكر الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز “رض”.
كما اشار المرجع الصرخي الى سبب ذكره جانب من سيرة الملك العادل نور الدين الزنكي وما يتميز به من تدين وعدل واخلاق بحسب ما نقله ابن الاثير لمعرفة مستوى المخالفة والمعصية المترتبة على منهج وسيرة صلاح الدين في خذلانه وغدره وخيانته للأتفاق مع نور الدين الزنكي !!
وقال المرجع الصرخي : ذَكَرْتُ ذلك كي يكونَ تقييمُنا لمواقف صلاح الدين عن دراية ومعرفة وعلم، فلمّا نعرف الزنكي وأدبَه وأخلاقياتِه وتديّنَه وعدلَه (وكما ذكرها ابن الأثير) فإنّنا نعرف حجم الخطأ والذنب والمعصية المترتّبة على مخالفة مثل هذا الحاكم وشقّ العصا عليه والوقوف بوجهه مشروعِه المقدّس في تحرير البلدان الإسلاميّة ومقدّساتِها، بل المخالفة أعظم وأخطر في إيقاف ذلك المشروع باقتطاع البلدان من دولته والاختصاص بها والتخلي عن الجهاد والغزو وتحرير البلدان، وهذا ما فعله صلاح الدين مع الزنكي وكما مرّ علينا من تخلي صلاح الدين عن التحرير المقدّس والغدر بالزنكي وخذلانه وتعجيزه عن فتح وتحرير البلدان مما اضطر الزنكي للتحرك لمصر أولا وتحريرها من صلاح الدين للاستفادة من رجالها وأموالها في تحرير بلاد الإسلام ومقدساتهم وإنسانهم، فها هو الزنكي يخرج لغزو مصر وتحريرها من صلاح الدين والأيوبيين، لكن وافاه الأجل قبل إدراك ذلك.
جاء ذلك في المحاضرة 23 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) والتي القاها مساء السبت – 5 جمادي الاخرة 1438 هــ الموافق 4- 3 – 2017 مـ.
حيث وصل الكلام الى نقل ما أورده ابن الأثير عن وفاة نور الدين:
المورد6: ابن الأثير: الكامل9: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(569)]
أ ـ قال(ابن الأثير): {{[ذِكْرُ وَفَاةِ نُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي(رَحِمَهُ اللَّه)]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، (( وكما ذكرنا سابقًا بإنّه من الترك)) صَاحِبُ الشَّامِ وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ وَمِصْرَ، وَكَانَ قَدِ اتَّسَعَ مُلْكُهُ جِدًّا، وَخُطِبَ لَهُ بِالْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَبِالْيَمَنِ، وَطَبَّقَ ذِكْرُهُ الْأَرْضَ بِحُسْنِ سِيرَتِهِ وَعَدْلِهِ. وَقَدْ طَالَعْتُ سِيَرَ الْمُلُوكِ الْمُتَقَدِّمِينَ، فَلَمْ أَرَ فِيهَا بَعْدَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَحْسَنَ مِنْ سِيرَتِهِ، وَلَا أَكْثَرَ تَحَرِّيًا مِنْهُ لِلْعَدْلِ.
(( التفت جيدًا: هذا الكلام كيف يوافق عليه التيميّة؟ أو هل يوافقون عليه؟ إذن أين أئمّة التيميّة الآخرون وعددهم اثنا عشر يا ابن الأثير؟ إذن ابن الأثير ليس على النهج التيمي؛ لأنّه ذكر الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز “رض”)).
وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ ” الْبَاهِرِ ” مِنْ أَخْبَارِ دَوْلَتِهِمْ، وَلْنَذْكُرْ هَهُنَا نُبْذَةً مُخْتَصَرَةً لَعَلَّ يَقِفُ عَلَيْهَا مَنْ لَهُ حُكْمٌ فَيَقْتَدِي بِهِ، فَمِنْ ذَلِكَ زُهْدُهُ وَعِبَادَتُهُ وَعِلْمُهُ، فَإِنَّهُ كَانَ لَا يَأْكُلُ وَلَا يَلْبَسُ [وَلَا يَتَصَرَّفُ] فِي الَّذِي يَخُصُّهُ [إِلَّا] مِنْ مِلْكٍ كَانَ لَهُ قَدِ اشْتَرَاهُ مِنْ سَهْمِهِ مِنَ الْغَنِيمَةِ وَمِنَ الْأَمْوَالِ الْمُرْصَدَةِ لِمَصَالِحِ الْمُسْلِمِينَ، وَلَقَدْ شَكَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ مِنَ الضَّائِقَةِ، فَأَعْطَاهَا ثَلَاثَ دَكَاكِينَ فِي حِمْصَ كَانَتْ لَهُ، مِنْهَا يَحْصُلُ لَهُ فِي السَّنَةِ نَحْوُ عِشْرِينَ دِينَارًا، فَلَمَّا اسْتَقَلَّتْهَا قَالَ: لَيْسَ لِي إِلَّا هَذَا، وَجَمِيعُ مَا بِيَدِي أَنَا فِيهِ خَازِنٌ لِلْمُسْلِمِينَ لَا أَخُونُهُمْ فِيهِ، وَلَا أَخُوضُ نَارَ جَهَنَّمَ لِأَجْلِكِ.
وَكَانَ يُصَلِّي كَثِيرًا بِاللَّيْلِ، وَلَهُ فِيهِ أَوْرَادٌ حَسَنَةٌ، وَكَانَ عَارِفًا بِالْفِقْهِ عَلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ، لَيْسَ عِنْدَهُ فِيهِ تَعَصُّبٌ، وَسَمِعَ الْحَدِيثَ، وَأَسْمَعَهُ طَلَبًا لِلْأَجْرِ.
وَأَمَّا عَدْلُهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ فِي بِلَادِهِ، عَلَى سِعَتِهَا، مَكْسًا(ضريبة،جباية) وَلَا عُشْرًا(زكاة الأرض) بَلْ أَطْلَقَهَا جَمِيعَهَا فِي مِصْرَ وَالشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ وَالْمَوْصِلِ، وَكَانَ يُعَظِّمُ الشَّرِيعَةَ، وَيَقِفُ عِنْدَ أَحْكَامِهَا، وَأَحْضَرَهُ إِنْسَانٌ إِلَى مَجْلِسِ الْحُكْمِ، فَمَضَى مَعَهُ إِلَيْهِ،
وَبَنَى دَارَ الْعَدْلِ فِي بِلَادِهِ، وَكَانَ يَجْلِسُ هُوَ وَالْقَاضِي فِيهَا يُنْصِفُ الْمَظْلُومَ، وَلَوْ أَنَّهُ يَهُودِيٌّ، مِنَ الظَّالِمِ وَلَوْ أَنَّهُ وَلَدُهُ أَوْ أَكْبَرُ أَمِيرٍ عِنْدَهُ، وَأَمَّا مَا فَعَلَهُ مِنَ الْمَصَالِحِ، فَإِنَّهُ بَنَى أَسْوَارَ مُدُنِ الشَّامِ جَمِيعِهَا وَقِلَاعِهَا، فَمِنْهَا دِمَشْقُ وَحِمْصُ وَحَمَاةُ وَحَلَبُ وَشَيْزَرُ وَبَعْلَبَكُّ وَغَيْرُهَا، وَبَنَى الْمَدَارِسَ الْكَثِيرَةَ لِلْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ، وَبَنَى الْجَامِعَ النُّورِيَّ بِالْمَوْصِلِ، وَبَنَى الْبِيمَارسْتَانَاتِ(المستشفيات) وَالْخَانَاتِ فِي الطُّرُقِ، وَبَنَى الْخَانَكَاهَاتِ لِلصُّوفِيَّةِ فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ، وَوَقَفَ عَلَى الْجَمِيعِ الْوُقُوفَ الْكَثِيرَةَ.
وَكَانَ يُكْرِمُ الْعُلَمَاءَ وَأَهْلَ الدِّينِ وَيُعَظِّمُهُمْ وَيُعْطِيهِمْ وَيَقُومُ إِلَيْهِمْ وَيُجْلِسُهُمْ مَعَهُ، وَيَنْبَسِطُ مَعَهُمْ، وَلَا يَرُدُّ لَهُمْ قَوْلًا، وَيُكَاتِبُهُمْ بِخَطِّ يَدِهِ، وَكَانَ وَقُورًا مَهِيبًا مَعَ تَوَاضُعِهِ، وَبِالْجُمْلَةِ فَحَسَنَاتُهُ كَثِيرَةٌ وَمَنَاقِبُهُ غَزِيرَةٌ لَا يَحْتَمِلُهَا هَذَا الْكِتَابُ}}.
ب ـ حتّى بلحاظ نصرة الطائفة أو المذهب فلا نجدها في موقف صلاح الدين الشافعيّ؛ حيث أنّ نور الدين الزنكيّ إن لم نقل أنّه انتقل من المذهب الحنفيّ إلى المذهب الشافعيّ آخر حياته فلا أقَلّ من القول أنّه كان في نصرة المذهب الشافعيّ لا يقلّ عن نصرته للمذهب الحنفي حيث كان من أخلص العاملين له، ليس فقط في البلدان التي يسيطر عليها بل حتّى في خارجها، فمثلًا في مركز الخلافة العبّاسيّة في بغداد التي يسودها المذهب الحنفيّ رسميًّا وجماهيريًّا إضافة لظهور الحنابلة فيها لاِستغلالهم الفتن الطائفيّة والمذهبيّة السائدة وبالرغم من وجود المدارس الدينيّة والتي يتواجد فيها علماء أساتذة من الشافعيّة وحلقات دروس لهم، لكن مع هذا فإنّ زنكي لم يرضَ بذلك بل سعى وبذل أقصى جهد لبناء مدرسة للشافعيّة هناك وكما يروي ابن الأثير نفسه في الكامل9/387: حيث قال: {{ [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(568هـ)]: وَفِيهَا أَرْسَلَ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِي رَسُولًا إِلَى الْخَلِيفَةِ، وَكَانَ الرَّسُولُ الْقَاضِيَ كَمَالَ الدِّينِ أَبَا الْفَضْلِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الشَّهْرَزُورِيَّ، قَاضِيَ بِلَادِهِ جَمِيعِهَا مَعَ الْوُقُوفِ وَالدِّيوَانِ، وَحَمَّلَهُ رِسَالَةً مَضْمُونُهَا الْخِدْمَةُ لِلدِّيوَانِ، وَمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ جِهَادِ الْكُفَّارِ، وَفَتْحِ بِلَادِهِمْ، وَيَطْلُبُ تَقْلِيدًا بِمَا بِيَدِهِ مِنَ الْبِلَادِ، مِصْرَ وَالشَّامِ وَالْجَزِيرَةِ وَالْمَوْصِلِ، وَبِمَا فِي طَاعَتِهِ كَدِيَارِ بَكْرٍ وَمَا يُجَاوِرُ ذَلِكَ كَخِلَاطَ وَبِلَادِ قَلَجِ أَرْسِلَانَ، وَأَنْ يُعْطَى مِنَ الْإِقْطَاعِ بِسَوَادِ الْعِرَاقِ مَا كَانَ لِأَبِيهِ زَنْكِي وَهُوَ: صَرِيفِينُ وَدَرْبُ هَارُونَ، وَالْتَمَسَ أَرْضًا عَلَى شَاطِئِ دِجْلَةَ يَبْنِيهَا مَدْرَسَةً لِلشَّافِعِيَّةِ، وَيُوقِفُ عَلَيْهَا صَرِيفِينَ وَدَرْبَ هَارُونَ، فَأُكْرِمَ كَمَالُ الدِّينِ إِكْرَامًا لَمْ يُكْرَمْ بِهِ رَسُولٌ قَبْلَهُ، وَأُجِيبَ إِلَى مَا الْتَمَسَهُ، فَمَاتَ نُورُ الدِّينِ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي بِنَاءِ الْمَدْرَسَةِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)}}،
وقال أيضًا: {{ [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ]:[ ذِكْرُ وَفَاةِ نُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي]: وَأَمَّا مَا فَعَلَهُ مِنَ الْمَصَالِحِ، فَإِنَّهُ بَنَى أَسْوَارَ مُدُنِ الشَّامِ جَمِيعِهَا وَقِلَاعِهَا، فَمِنْهَا دِمَشْقُ وَحِمْصُ وَحَمَاةُ وَحَلَبُ وَشَيْزَرُ وَبَعْلَبَكُّ وَغَيْرُهَا، وَبَنَى الْمَدَارِسَ الْكَثِيرَةَ لِلْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ، وَبَنَى الْجَامِعَ النُّورِيَّ بِالْمَوْصِلِ، وَبَنَى الْبِيمَارِسْتَانَاتِ وَالْخَانَاتِ فِي الطُّرُقِ، وَبَنَى الْخَانَكَاهَاتِ لِلصُّوفِيَّةِ فِي جَمِيعِ الْبِلَادِ، وَوَقَفَ عَلَى الْجَمِيعِ الْوُقُوفَ الْكَثِيرَةَ. سَمِعْتُ أَنَّ حَاصِلَ وَقْفِهِ كُلَّ شَهْرٍ تِسْعَةُ آلَافِ دِينَارٍ صُورِيٍّ}}.
جـ ـ ذَكَرْتُ ذلك كي يكونَ تقييمُنا لمواقف صلاح الدين عن دراية ومعرفة وعلم، فلمّا نعرف الزنكي وأدبَه وأخلاقياتِه وتديّنَه وعدلَه (وكما ذكرها ابن الأثير) فإنّنا نعرف حجم الخطأ والذنب والمعصية المترتّبة على مخالفة مثل هذا الحاكم وشقّ العصا عليه والوقوف بوجهه مشروعِه المقدّس في تحرير البلدان الإسلاميّة ومقدّساتِها، بل المخالفة أعظم وأخطر في إيقاف ذلك المشروع باقتطاع البلدان من دولته والاختصاص بها والتخلي عن الجهاد والغزو وتحرير البلدان، وهذا ما فعله صلاح الدين مع الزنكي وكما مرّ علينا من تخلي صلاح الدين عن التحرير المقدّس والغدر بالزنكي وخذلانه وتعجيزه عن فتح وتحرير البلدان مما اضطر الزنكي للتحرك لمصر أولا وتحريرها من صلاح الدين للاستفادة من رجالها وأموالها في تحرير بلاد الإسلام ومقدساتهم وإنسانهم، فها هو الزنكي يخرج لغزو مصر وتحريرها من صلاح الدين والأيوبيين، لكن وافاه الأجل قبل إدراك ذلك، ويفعل الله ما يشاء:
قال(ابن الأثير): {{[ذِكْرُ وَفَاةِ نُورِ الدِّينِ مَحْمُودِ بْنِ زَنْكِي(رَحِمَهُ اللَّه)]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ(569هـ) تُوُفِّيَ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِي… وَكَانَ قَدْ شَرَعَ يَتَجَهَّزُ لِلدُّخُولِ إِلَى مِصْرَ لِأَخْذِهَا مِنْ صَلَاحِ الدِّينِ يُوسُفَ بْنِ أَيُّوبَ، فَإِنَّهُ رَأَى فُتُورًا فِي غَزْوِ الْفِرِنْجِ مِنْ نَاحِيَتِهِ، وَكَانَ يَعْلَمُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَمْنَعُ صَلَاحَ الدِّينِ مِنَ الْغَزْوِ الْخَوْفُ مِنْهُ وَمِنَ الِاجْتِمَاعِ بِهِ، فَإِنَّهُ يُؤْثِرُ كَوْنَ الْفِرِنْجِ فِي الطَّرِيقِ لِيَمْتَنِعَ بِهِمْ عَلَى نُورِ الدِّينِ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْمَوْصِلِ وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ وَدِيَارِ بَكْرٍ يَطْلُبُ الْعَسَاكِرَ لِلْغَزَاةِ، وَكَانَ عَزْمُهُ أَنْ يَتْرُكَهَا مَعَ ابْنِ أَخِيهِ سَيْفِ الدِّينِ غَازِي، صَاحِبِ الْمَوْصِلِ بِالشَّامِ، وَيَسِيرُ هُوَ بِعَسَاكِرِهِ إِلَى مِصْرَ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتَجَهَّزُ لِذَلِكَ أَتَاهُ أَمْرُ اللَّهِ الَّذِي لَا مَرَدَّ لَهُ}}.