وجه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني خطابا ً الى المجتمع الاسلامي بالعموم والعراقي بالخصوص الى ضرورة الرجوع الى حقيقة الدين بالتعامل الانساني مع الاخرين والتفاعل مع معاناتهم ومأسايهم وآلامهم في اشارة الى ما يحصل في المجتمعات والمناطق من عدم الشعور وعدم الاهتمام وعدم التكافل وعدم الرحمة وعدم التأخي وعدم الاخلاق !! داعيا ً في الوقت نفسه الى عودة الناس الى ما كانوا عليه من الدين والايمان والاخلاق ومن الرحمة والإنسانية …
حيث قال المحقق الصرخي في المحاضرة (20) من بحثه ( وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري ) اسطورة (35): الفتنة.. رأس الكفر.. قرن الشيطان !!! تعليقا ً لما ورد في كتاب الامامة والسياسة لابن قتيبة : [ذِكْر الإنكار على عثمان (رض)]:
{{لمّا أنكر الناس على عثمان بن عفان صَعِد المِنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أمّا بعد، فإنّ لكلِّ شيءٍ آفة، ولكلّ نعمة عاهة، وإنّ آفة هذا الدين وعاهة هذه الملّة قوم عيّابون طعّانون، يُرونَكم ما تحبّون، ويُسِرّون ما تكرهون. أما والله يا معشر المهاجرين والأنصار، لقد عِبتم عليَّ أشياء ونقِمْتم أمورًا قد أقرَرتم لابن الخطاب مثلَها , ولكنّه وقَمَكُم (قهركم) وقمَعكم، ولم يجترئ أحدٌ يملأ بَصرَهُ منه، ولا يشير بطرفِه إليه، أما والله لأنا أكثرُ من ابن الخطاب عددًا، وأقربُ ناصرًا وأجدَر((هذا ما قاله الطبري في ج5، وابن قتيبة في الإمامة والسياسة وعند ابن الأثير والعقد الفريد لابن عبد ربه ومروج الذهب للمسعودي، إذن الخليفة الثالث عثمان يقول لهم: أنتم كنتم تخافون من الخليفة الثاني، فلم تصدر منكم أي شكوى، ويقسم على أنّه أكثر من ابن الخطاب عددًا، بمعنى عندي العشيرة والقوة والعائلة والبعد الاجتماعي، وعندي المال والواجهة والدهاة))
حيث وجه المحقق الصرخي خطاباً الى المجتمع الاسلامي والعراقي بالخصوص محذرا من عدم التكافل وعدم الاهتمام لأمور المسلمين وعدم الرحمة وعدم التأخي بين الناس :
((هذه السياسة الآن، كل إنسان يقول: ليس علاقة بالآخرين، أنا يصل لي الراتب أو المساعدة أو الرشوة أو المنفعة أو الواجهة أو السمعة أو المنزلة أو أنا مرتاح لا توجد عندي مشكلة ولم أتعرض لشيء حتى لو احترق الآخرون، في باقي البلاد وباقي المحافظات والمدن والقرى والبيوتات، المهم أنا مرتاح وبخير فليس لي علاقة بالآخرين، هذه هي السياسة، يصل لي حقي حتى لو قطعت كل الرقاب، حتى لو سحقت كل الناس، كل إنسان أو كما يقال: كل واحد يقول يا روحي، لا يوجد تكافل، لا يوجد اهتمام لأمور المسلمين، لا توجد رحمة لا يوجد تآخي، لا توجد أخلاق، كل إنسان يبحث عن شهوته وعن راحته وأيضًا عن بهيميته، وإلا لماذا يذهب الآن الناس البسطاء الأبناء الأعزاء المخلصون المؤمنون يذهبون إلى جبهات القتال ويقتلون ويذبحون هناك، وفقدنا الكثير من الأعزاء، ويأتي سفهاء الأحلام وأهل السفاهة والتفاهة والانحطاط والانحراف وسوء الأخلاق والبهيمية يحتفلون بهذه الأعياد الفاسدة الواردة على بلاد الإسلام وعلى بلاد الشرق وعلى بلاد العرب وعلى بلدان الأخلاق، يحتفلون بعناوين ويقيمون المهرجانات التي تبيح المحرمات، التي تنتهك الأخلاق والحرمات، التي تجمع بين الذكور والإناث، فيأتيك سباق هنا، ومؤتمر أو احتفالية ورقص وطرب ولهو وفلنتاين وما يرجع إلى هذا الفسق والفجور والانحراف والانحلال، والأبناء الأعزاء يبذلون الدماء ويفقدون الأرواح، وكأن الأمر لا يهمنا ولا يعنينا، لا يوجد تفاعل مع كل تلك التضحيات، ما هذا الانحلال؟ ما هذا التمرد على الأخلاق وعلى الإنسانية؟ حتى تعجب أنهم يمارسون الرذيلة وسوء الخلق والانحطاط أكثر من تلك الدول التي صدرت إلينا هذه المظاهر الانحلالية الفاسدة، وإنا لله وإنا إليه راجعون!! كل إنسان يقول: روحي ونفسي وجيبي ومنفعتي وينتهي الأمر))
وأضاف السيد الصرخي مشيرا ً الى خطر النظر للمصلحة الشخصية دون المصلحة العامة , مع ما يحصل من سرقات وفساد وانتهاك واعتداء على الحرمات داعيا ً الى عودة الناس الى ما كانوا عليه من الدين والايمان والاخلاق ومن الرحمة والإنسانية : ((وكما تحصل السرقات الآن والفساد والانتهاك والاعتداء على الحرمات وعلى الناس وعلى الأراضي وعلى الزرع وعلى المياه وعلى الهواء، من الداخل ومن الخارج، من الدول والمنظمات ومن الأشخاص، وينتهي البلد ويفقر الناس وتفقر البلاد، وتدمر البلاد وتسبى العباد، وكل إنسان يقول: يا روحي يا نفسي يا جيبي، يا مصلحتي الخاصة، يا واجهتي، إلى أن وصل الحال إلى ما وصلنا إليه، فمن أين يأتي الفرج ومن أين يتحسن الحال؟ وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فمتى يرجع الناس إلى ما كانوا عليه؟ إلى بعض ما كانوا عليه؟ من الدين والإيمان والأخلاق ومن الرحمة والإنسانية)).
وتجدر الاشارة الى ان المرجع الصرخي قد وجه عدة خطابات من خلال بيانات ومواقف ومحاضرات صوتية وفيديوية وجه المجتمع العراقي ورموز وقادة العشائر ودعاهم الى العيش بآلفة ومحبة وسلام ووئام وانسانية وحذر من عدم الاهتمام بأمور الاخرين من ابناء البلد ووصف عدم الاهتمام والتفاعل مع الاخرين بالفتنة الطائفية.