1ـ ابن تيمية ضاع وغرِقَ في بحر علوم الفخر الرازي رضي الله عنه،
2ـ كما ذَكرنا لكم سابقًا مجمل ما تضمنه أساس التقديس للرازي، فكان في أربعة أقسام، وكان القسم الأوّل (من كتاب أساس التقديس):في الدلائل الدالة على أنّه تعالى منزّه عن الجسميّة والحيّز، وكان الكلام في هذا القسم في فصول، وكان الفصل الأوّل يتضمّن ثلاث مقدّمات ناقش فيها الدهريّة والمجسّمة والمشبّهة من الحنابلة والكراميّة وأبطل حججهم ومبانيهم وأثبت التقديس والتنزيه لله سبحانه وتعالى، ثم انتقل إلى الفصل الثاني من هذا القسم فذكر تسع عشرة حجّة ودليلًا سمعيًّا تُثبت أنّ الله سبحانه وتعالى منزّهٌ عن الجسميّة والحيّز والجهة، ثم انتقل إلى الفصل الثالث فأثبت بالعقل والأدلة العقليّة أنّ الله تعالى ليس بمتحيّز ومنزّهُ عن التحيّز والجهة والجسميّة، وفي الفصل الرابع أقام الحجج العقليّة على عدم صحّة الإشارة إليه تعالى بالحسّ لأنّه ليس متحيّزًا ولا مختصًّا بجهة، ولم يتوقف إلى هنا بل دفع الشُبَه العقليّة في اختصاصه بحيّز وجهة فكان هذا في الفصل الخامس من القسم الأوّل من أساس التقديس وختم هذا القسم بالفصل السادس في الردّ على الكراميّة والمجسّمة،
3ـ وبعد أن أبطل مدّعيات المشبّهة والمجسّمة وبدع التوحيد التيمي الأسطوري، وأثبت التنزيه لله تعالى ووجوب التنزيه للباري سبحانه وتعالى ووجوب تأويل كلّ لفظ ونصّ قرآني أو نبوي أو غيره بما يحفظ التنزيه والقدسية للصفات والذات الإلهية المقدّسة، فانتقل الرازي (رض) إلى القسم الثاني(من كتاب أساس التقديس)، وبحَث فيه تأويل المتشابهات من الأخبـار والآيـات، وكان الكلام في فصول، والفصل الأوّل منه كان في إثبات الصورة، وذَكَر فيه خمسة أخبار منها: الخبر الرابع: ما روي عنه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة}، والخبر الخامس: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه ، عن النبي (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة، فوضع يدَه بين كَتِفَي، فوجدت بردَها بين ثديي، فعلِمت ما بين السماء والأرض..}}، فذكر الرازي الأوجه المحتملة في تأويل ما وَرد في هذين الخبرين، وكما ذكرنا لكم سابقًا.
مقتبس من المحاضرة { 12 } من بحث :
” وقفات مع…. توحيد التيمية الجسمي الأسطوري”
بحوث : تحليل موضوعي فيالعقائد و التاريخ الإسلامي للسيد الصرخي الحسني
28 ربيع الثاني 1438 هـ -27-1-2017 م