أوضح المرجع الديني السيد الصرخي الحسني “دام ظله ” جانب من التأويلات التي ذكرها الفخر الرازي في كتابه اساس التقديس ووصل الكلام في القسم الثاني في تأويل المتشابهات من الأخبار والايات
ومما يحتج به المجسمة التيمية من الكرامية والحنابلة على تجسيم الذات الألهية وتشبيهها في صور جسمانية مخالفة لتقديسه وتنزيهه بعدة اخبار وروايات ..
واكد المرجع الصرخي الأصل في منهج العالم والفيلسوف السني الفخر الرازي هنا هو التأويل بكل المعاني الممكنة في الاشتراك اللغوي والأمثلة العرفية ، بدفعه للتشبيه والتجسيم للذات الالهية ، بتأويل كل خبر وأية يظهر منها ذلك المعنى فيؤوله الى معنى اخر يشترك معه بجهة معينة ليصح التأويل وهو بذلك يعطي المبررات لينزه الله ويقدسه عن تشبيه وتجسيم التيمية وألفت المرجع الصرخي الى ما قال العالم الفخر الرازي في الخبر الرابع: ما روي عنه عليه السلام (وعليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {رأيت ربّي في أحسن صورة}، واعلم: أنّ قوله (عليه وعلى آله الصلاة والسلام): {في أحسن صورة}:
أـ فإن كان ذلك من صفات الرائي، كان قوله: {على أحسن صورة}، عائداً إلى الرسول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وفيه وجهان: الأول: أن يكون المراد من الصورة : نفس الصورة، فيكون المعنى: أن الله تعالى زين خلقه وجمل صورته عندما رأى ربه، وذلك يكون سبباً لمزيد الإكرام في حق الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
وقال السيد الصرخي :
(لاحظ بالرغم أنّ هذا المعنى الذي ذكره الرازي في التأويل، ولا يصحّ أن نناقش المعنى المؤوّل له، فأيّ جهة اشتراك مع المعنى المؤول يصحّ التأويل، وإذا انعدمت جهات الاشتراك في المعنى يكون التأويل على نحو الغلط، إلا مع وجود قرينة تصرف إلى معنى آخر )
وأضاف السيد الصرخي موضحا الفارق الكبير بين علم الفخر الرازي وبين شيخ التيمية (فماذا يناقش شيخ التيمية العبقري، شيخ التجسيم يريد أن يناطح الرازي، أين الثرى وأين الثريا؟!! .. )
جاء ذلك خلال المحاضرة الـ 12 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) للمرجع الصرخي الحسني ” دام ظله ” والتي القاها مساء يوم الجمعة/ 28 ربيع الثاني 1438هـ – 27/ 1/ 2017م
حيث بين المرجع ماجاء في كتاب الفخر الرازي (اساس التقديس القسم الثاني تأويل المتشابهات من الأخبـار والآيـات، الفصل الأوّل منه كان في إثبات الصورة، وذَكَر فيه خمسة أخبار منها: الخبر الرابع: ما روي عنه عليه وعلى آله الصلاة والسلام أنّه قال: {رأيت ربي في أحسن صورة
وهو كالأتي مع بعض تنبيهات المرجع وملاحظاته على التيمية المجسمة :
الخبر الرابع: ما روي عنه عليه السلام (وعليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {رأيت ربّي في أحسن صورة}، واعلم: أنّ قوله (عليه وعلى آله الصلاة والسلام): {في أحسن صورة}: أـ يحتمل أن يكون من صفات الرائي. كما يقال: دخلت على الأمير على أحسن هيئة؛ أي: وأنا كنت على أحسن هيئة، ب ـ ويحتمل أن يكون ذلك من صفات المرئي: (وكما في المثال: إذا قلنا من صفات الرائي، فتكون دخلت على الأمير وأنا في أحسن صورة، أو من صفات المرئي نقول: دخلت على الأميروهو في أحسن صورة)
أـ فإن كان ذلك من صفات الرائي، كان قوله: {على أحسن صورة}، عائداً إلى الرسول(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) وفيه وجهان: الأول: أن يكون المراد من الصورة : نفس الصورة، فيكون المعنى: أن الله تعالى زين خلقه وجمل صورته عندما رأى ربه، وذلك يكون سبباً لمزيد الإكرام في حق الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام.
(لاحظ بالرغم أنّ هذا المعنى الذي ذكره الرازي في التأويل، ولا يصحّ أن نناقش المعنى المؤوّل له، فأيّ جهة اشتراك مع المعنى المؤول يصحّ التأويل، وإذا انعدمت جهات الاشتراك في المعنى يكون التأويل على نحو الغلط، إلا مع وجود قرينة تصرف إلى معنى آخر، لا يشترك معها المعنى الحقيقي والمعنى الأصلي والمعنى الظاهري، فبالرغم أن الكلام في التأويل وباب التأويل مفتوح، فماذا يناقش شيخ التيمية العبقري، شيخ التجسيم يريد أن يناطح الرازي، أين الثرى وأين الثريا؟!! وحسب ما أتذكر من معنى قول التيمية، حيث يقولون: إذا زيّن خلقه وجمل صورته عندما رأى، فلم يخبرنا أحد بعد هذه الرؤيا وهذا الحديث، أو بعد هذه الليلة أو بعد هذه المكاشفة لم يخبرنا أحد أنّ شكل النبي أو صورته قد تغيرت، وأن النبي صار أحلى وأجمل، فلاحظوا إلى أي مستوى من الضحالة في الفكر عنده؟!! بالتأكيد فباب التاويل مفتوح، فحتى لو لم يأتِ بقيد (عندما رأى ربه)، فنقول له: جمله في وقت الرؤيا فقط، كما أنت ترتدي أفضل الملابس وتتزين أحسن الزينة وتضع أفضل العطور عندما تقابل الأمير، وعندما تخرج من الأمير تخلع الملابس والزينة ويذهب العطر وينتهي كل شيء،
يا عقل يا فارغ ومع هذا يكفر المسلمين، ويريد أن يناطح الرازي، الثرى وما تحت الثرى إلى هذا المستوى من التفاهة ويقولون: هو عالم وشيخ إسلام، ويكفر الآخرين ويبيح دماء الآخرين)
الثاني: أن يكون المراد من الصورة: الصفة، ويكون المعنى: {الإخبار عن حسن حاله عند الله، وأنه أنعم عليه بوجوه عظيمة من الإنعام كما كان}، وذلك لأن الرائي قد يكون بحيث يتلقاه المرئي بالإكرام والتعظيم ، وقد يكون بخلافه، فعرَّفَنا الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام أن حالته كانت من القسم الأول.
ب ـ وأما إن كان عائداً إلى المرئي، ففيه وجوه:
الأول: أن يكون (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) رأى ربه في المنام، في صورة مخصوصة وذلك جائز، لأن الرؤيا من تصرفات الخيال، ولا ينفك ذلك عن صورة متخيلة .
الثاني: أن يكون المراد من الصورة: الصفة، وذلك لأنّه تعالى لَمّا خصّ[خَصَّه عليه وعلى آله الصلاة والسلام] بمزيد من الإكرام والإنعام في الوقت الذي رآه، صحّ أن يقال(في العرف المعتاد): إنّي رأيته على أحسن صورة وأجمل هيأة.
الثالث: لعلّه (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) لمّا رآه، اطّلع على نوع من صفات الجلال والعزة والعظمة، ما كان مطّلعًا عليه قبل ذلك.