بين المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” تطبيقات اخرى يظهر من خلالها الفارق الكبير بين المنهج العلمي للعالم السني الفخر الرازي وبين منهج ابن تيمية في حشو الكلام والمغالطات دون ان يعطي رأيه فيما يتبنى من اعتقاد .. حيث قال ابن تيمية: {فتبيّن أنّ القاضي ليس معه ما اعتمد عليه في رواية اليقظة إلّا قول ابن عباس وآية النجم، وقول ابن عباس قد جمعنا ألفاظه، فأبلغ ما يقال لمن يُثبِت رؤية العين: إنّ ابن عباس أراد بالمطلق رؤية العين لوجوه: أحدها.. والثاني.. الثالث.. الوجه الرابع.. الوجه الخامس..} بيان تلبيس الجهمية7
وعلق السيد الصرخي الحسني قائلا :
(حسب مراجعتي واطلاعي الإجمالي على أكثر ما في بيان تلبيس الجهمية، فإنّي لم أجد أوضح من هذه العبارة عند ابن تيميّة يُعَبّر فيها عن رأيه واختياره بوضوح وبيان في مسألة من المسائل أو مورد من الموارد )
وفي مجال البحث هنا تجد الفخر الرازي يؤكد على طرح عدة احتمالات للألفاظ التي وردت بالاخبار والروايات التي يحتج بها المجسمة والمشبهة أئمة التيمية لله تعالى فيدفعها الرازي وفقا لتأويلات عديدة بغض النظر عن صحة صدور الرواية وورودها كما اشار لذلك المرجع الصرخي في تعليقاته قائلا (الرازي هنا أتى بالأخبار التي فيها معاني متشابهة والتي تحتاج إلى تأويل، فعمل على تأويلها ضمن أطروحات وتفسيرات ومحتملات، … )
واضاف السيد الصرخي ( إذن هو ليس في مقام استدلال وبيان وبرهان، على أنّه هل نتمسّك بالمعنى الحقيقي أو نتمسّك بالتأويل؟ هل هو في مقام إثبات صحة رواية أو عدمها ..)
وأكد المرجع الصرخي الغرض في منهج الفخر الرازي في تأويل المتشابهات من الاخبار والآيات
( إنما عمله التأويل، سواء كانت هذه الروايات صحيحة وتامّة وواردة وثابتة الصدور والورود عند الجميع أو عند البعض، وهو يحاول أنن يستوعب كل ما ورد في القرآن والسنّة)
وأكمل سماحته قائلا ( إذن الرازي وكل أهل التقديس والتزيه يريدون منك أن تكون منزهًا لله ومقدسًا له تعالى، لذات الله وصفات الله، ما هو عملك؟ إذا أتاك المتشابه في الآيات أو الروايات عليك أن لا تقبله على حقيقته الظاهرية وبما هو ظاهر منه، وإنما يجب أن تقبل بالتأويل، فما هو التأويل؟ توجد عدة معانٍ تشترك مع هذا المعنى من وجه، فكل منا يؤول حسب الحجة والقرائن التي عنده لكي يحافظ على التنزيه والتقديس، وهذه التأويلات تبقى محتملات وغير ملزمة، لهذا يقول الرازي: يحتمل )
جاء ذلك خلال المحاضرة الـ 12 من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) للمرجع الصرخي الحسني دام ظله والتي القاها مساء يوم الجمعة/ 28 ربيع الثاني 1438هـ – 27/ 1/ 2017م
حيث بين المرجع الصرخي ماجاء في كتاب الفخر الرازي اساس التقديس مع بعض التنبيهات من قبل المرجع :
القسم الثاني: في تأويل المتشابهات من الأخبـار والآيـات: [وفيه فصول: الفصل الأوّل: …..الفصل الثاني والثلاثون:]
الفصل الأوّل: في اثبــات الصــورة:
اعلَم: أنّ هذه اللفظة ما وردت في القرآن. لكنها واردة في الأخبار …
الخبر الأوّل: ما روي عن النبيّ (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) (أنّه قال): {أنّ الله تعالى خلق آدم على صورته}
(انتبه عنوان القسم الثاني: تأويل المتشابهات من الأخبار والآيات، فالآن أسأل: ما هو عمل الرازي في القسم الثاني من كتابه أساس التقديس؟ تقول: عمله تأويل المتشابهات من الأخبار والآيات، لآنه يريد التقديس والتنزيه لله سبحانه وتعالى، ولا يريد التشبيه والتجسيم والتمثيل، إذن الرازي هنا أتى بالأخبار التي فيها معاني متشابهة والتي تحتاج إلى تأويل، فعمل على تأويلها ضمن أطروحات وتفسيرات ومحتملات، وهنا سؤال آخر: فهل الرازي في مقام التمييز بين الأخبار وأن هذا متشابه وهذا محكم، أو أنّه في مقام إثبات وجوب اللجوء إلى التأويل، أو أنّه فقط في مقام تأويل المتشابهات، ففي حالة عدم التقديس وعدم التنزيه يجب التأويل، وهنا يأتي إلى المتشابهات التي وردت في الأخبار والآيات، ويقول: كيف نؤول هذا؟ إذا كانت لا تحمل على المعنى الحقيقي، ما هو تأويلها؟ ويحاول أن يأتي بكل العناوين التي أتى بها المجسمة والمشبهة ويأولها، إذن هو ليس في مقام استدلال وبيان وبرهان، على أنّه هل نتمسّك بالمعنى الحقيقي أو نتمسّك بالتأويل؟ هل هو في مقام إثبات صحة رواية أو عدمها؟ هل هو في مقام إثبات أنّ الرواية رويت عن السيدة عائشة أو عن ابن عباس أو عن غيرهما؟ ليس هذا عمله هنا، وإنما عمله التأويل، سواء كانت هذه الروايات صحيحة وتامّة وواردة وثابتة الصدور والورود عند الجميع أو عند البعض، وهو يحاول أن يستوعب كل ما ورد في القرآن والسنّة)
وروى ابن خُزَيمة عن أبي هريرة (رض) عن النبي(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) أنّه قال: {لا يقولن أحدكم لعبده: قبح الله وجهَكَ، ووجْهَ من أشبَهَ وجهَكَ (فإنّ الله خلقَ آدمَ على صورته)} (إذا وفقنا الله تعالى سنتحدث عن ابن خزيمة وهو من أئمة التوحيد الأسطوري، له كتاب في التوحيد عادة ما يعتمد عليه الرازي، وهو ناظر إلى ما ذكره ابن خزيمة، طبعًا نتحدث عن ابن خزيمة فقط في مقام البحث وهو بحث التوحيد، أما في بحث مقام آخر له خصوصية ومكانة ومنزلة ونزاهة وعنده إيمان، وكما قلنا: ما دام لا توجد العصمة عندهم، فنجد الأخطاء وسنتحدث عن هذا إذا بقيت الحياة وبقينا، وسنتحدث عنه بأنه تاب وتراجع عن منهجه أو عن مذهبه أو معتقده أو فكره، عن ما كتبه في كتاب التوحيد أو في غير ما ذكره، والرازي عادة ما ينقل عنه أو ينظر له في مقام البحث، وهو معاصر له).
والجواب، اِعلَمْ: أنّ الهاء في قوله (عليه وعلى آله الصلاة والسلام) {على صورته}، يُحتمل أن يكون عائداً إلى شيء غير صورة آدم عليه السلام وغير الله تعالى، ويُحتمل أن يكون عائداً إلى آدم، ويحتمل أن يكون عائداً إلى الله تعالى، فهذه طرق ثلاثة:…
(لاحظ لا يوجد إلزام، بل هو احتمال في مقام البحث، وتوجد معانٍ كثيرة للتأويل، وكل شخص يعتقد بالمعنى الذي يراه مناسبًا وهو الأقرب، وكلٌّ حسب ما يملك من قرائن وإشارات تدل على المعنى المراد، والمحك بيننا أنّنا لا نصل إلى هتك التقديس والتنزيه، المحك أن تنتقل من عنوان التجسيم والتشبيه إلى عنوان التقديس والتشبيه، الجهمية هم المنزهون والمقدسون للذات الإلهية والصفات الإلهية، والتيمية هم أهل التشبيه والتجسيم والهتك للتقديس والتنزيه الإلهيّ، إذن الرازي وكل أهل التقديس والتزيه يريدون منك أن تكون منزهًا لله ومقدسًا له تعالى، لذات الله وصفات الله، ما هو عملك؟ إذا أتاك المتشابه في الآيات أو الروايات عليك أن لا تقبله على حقيقته الظاهرية وبما هو ظاهر منه، وإنما يجب أن تقبل بالتأويل، فما هو التأويل؟ توجد عدة معانٍ تشترك مع هذا المعنى من وجه، فكل منا يؤول حسب الحجة والقرائن التي عنده لكي يحافظ على التنزيه والتقديس، وهذه التأويلات تبقى محتملات وغير ملزمة، لهذا يقول الرازي: يحتمل).