حيث قال المحقق الصرخي الحسني في أسطورة (27): الحنْبَلي يُثبِت…ومذهب التيمية يَنفي!!!
( ثالثًا: نرجع إلى بيان تلبيس الجهميّة، إلى مورد كلام ابن تيمية وطرحه ومناقشته للقاضي ورأيه في ثبوت رؤيا العين، وأنّه لا يختلف معه في ثبوت رؤيا العين، ولكن يختلف معه في بعض طرق إثبات ذلك، ويكمل ابن تيمية كلامَه بالقول: {{ثم قال القاضي وما رويناه عن ابن عباس أولى ممّا روي عن عائشة، لأنّ قول ابن عباس يطابق قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أثبت رؤيته تلك الليلة، ولأنّه مُثبِت، والمُثبِت أولى مِن النافي، ولا يجوز أن يثبت ابن عباس ذلك إلاّ عن توقيف، إذ لا مجال للقياس في ذلك، قلت (ابن تيمية): أمّا ترجيحه (القاضي) قولَ ابنِ عباس بأنّه مُثْبِتٌ، وبأنّ ذلك لا يقال إلاّ عن توقيف، فهو مِن الترجيح القديم الذي يَحْتَج به مُثْبِتُ رؤية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن الأئمة وسائر أهل الحديث، ولا ريب أنّ المُثْبِت أولى مِن النافي فـيـما كان مِن باب الرواية كما قدّم الناس رواية بلال {إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلّى في البيت} على قول أسامة {إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) لم يُصلِّ}، وقد قالوا هذا لا يقال بالقياس، وإنّما يقال بالتوقيف، فيكون مِن باب الرواية، لكن قد يقال ونفي ذلك أيضًا لا يؤخذ بالقياس، وإنّما يقال بالتوقيف، فإنّ كون (رؤية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ربَّه) وَقَعَتْ أو لَمْ تَقَع هو مِن الأخبار التي لا تُعلم بمجرد القياس، وعائشة (رضي الله عنها) لَمّا نَفَت ذلك، لم تستند (مع استعظام ذلك أن تكون في الدنيا) إلاّ إلى ما تأوّلت مِن الآيتين، وابن عباس ذكر ذلك في تفسير قوله (تعالى) {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} النجم: 13، فكلامه أيضًا كان في تأويل القرآن)
وقد علق المرجع الصرخي الحسني قائلا ً : [[ قبل بضعة أسطر قال ابن تيمية {ولا ريب أنّ المُثْبِت أولى مِن النافي فـيـما كان مِن باب الرواية، كما قَدَّم الناس رواية بلال… على قول أسامة}، فإنّه ذكر قاعدة وأصل في التقديم والترجيح بين الروايات المتعارضة، وأنّ الرواية المُثْبِتة تُقَدّم على الرواية النافية، بينما نجده هنا يقدم الرواية النافية على الرواية المُثْبِتة، أي يقدم رواية عائشة (رضي الله عنها) على رواية ابن عباس!!! بينما قبل قليل وتطبيقًا للأصل قدَّم ورجَّح رواية ابن عباس على رواية عائشة!!! إنّه اضطراب وعشوائية في التفكير!!! وأراه لم يفهم معنى قول العلماء في ارجاع القول بالتقديم والترجيح إلى التوقيف والرواية وليس إلى القياس، فإنّه لم يفهم ما نقله عنهم {وقد قالوا هذا لا يقال بالقياس، وإنّما يقال بالتوقيف، فيكون مِن باب الرواية} ]] ..
وأكد المحقق الصرخي ان شيخ التيمية وعبقريُّهم يجهل معنى الإسراء!!! ( 1- الإسراء يعني السير ليلًا، فانتقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) مِن المسجد الحرام الى المسجد الأقصى، ثم العروج به إلى السماء، ثم العودة به إلى المسجد الحرام، كلّها عبارة عن واقعة إسراء، لأنّها حصلت لي )
وأكمل السيد الصرخي مناقشة اضطراب شيخ الدواعش : ( 2- ثبت الخلاف في الإسراء، في أنّه هل حصل بالروح والجسد، أو بالروح فقط، أو أنّه كان في المنام؟ وثبت أيضًا حصول إسراء واحد يقينًا، حصل فيه الانتقال إلى المسجد الأقصى، الذي تزامن معه عروج إلى السماء، وبعد المتابعة والتحقيق في الروايات والشواهد، فإنّه يترجَّح أو يحصل الاطمئنان بتعدّد رحلات الإسراء، ولا يوجد ما يثبت انحصار ذلك في مكة دون المدينة )
وأضاف المحقق الصرخي : ( 3- عليه ممكن أن تكون رواية القاضي {لمّا كانت ليلة أسري بي، رأيتُ ربي…}، تشير إلى حادثة إسراء وَقَعَتْ في المدينة، والقاضي (أبو يعلى) وغيره يقصِدُها، وعليه فلا يتم ما ذكره ابن تيمية مِن انكار الحديث وإبطاله بادّعاء أنّ مضمون الحديث قد وَقَعَ في المدينة وأنّ المدينة لم يحصل فيها ومنها إسراء أبدًا بل حصلتْ رؤيا في المنام، فلا يتم قوله {وهذا الحديث قد ثبت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه رآه بالمدينة في المنام}!!)
وأكد السيد الصرخي للتيمية الداوعش انه لا محذور في تعدّد رؤى ومشاهدات الرسول !!! كما وأثبت ان شيخ الدواعش تيمية يعترف بأنّ أئمتهم يضعون ويكذبون في الروايات !!!
( 4- على فرض تعدد رحلات الإسراء، وحصول بعضها في المدينة المنوّرة، فلا يبقى أيّ محذور في تكرّر رؤى ومشاهدات الرسول الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) لنفس المعاني، فيكون قد شاهدها (صلى الله عليه وآله وسلّم) في المنام أوّلًا، ثم صَدَقَه الله الرؤيا، فتحقَّقت في الخارج في اليقظة بالروح أو بالروح والجسد، مثلًا، في رؤيا الربّ الشاب الأمرد في المنام، ثم صَدَقه الربّ الأمرد الرؤيا، فيلتقي به في الخارج في اليقظة بصورته الشاب الأمرد الوَفرة الجَعْد القَطَط موَقَّر عليه نعلان في خضِرة، وعليه فلا يتم ما اعترض به ابن تيمية على القاضي بادعاء أنّها في النوم لنفي أن تكون خارجًا وفي اليقظة، فقد أثبتنا إمكان تحقّق الحادثتين!!! )