أكد المرجع الديني الاعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) انه مع انتهاء الدولة الاموية فلم يبقَ للمارقة أيّ امام ليكون مصداق لما ورد عن معاوية بن ابي سفيان وتحقيق الوعد الآلهي وبهذا يكون الحديث باطل مع عدم استمرارية الحكم الاموي , وأكد السيد الصرخي ان ما يطرح من رد على ما يعتقد وما يحتمل من مقام لا يحتاج إلى السب وإلى اللعن وكل إنسان يطرح وجهة النظر التي يقول بها …
حيث قال السيد الصرخي في تعليق على ما ورد في الصحيحين عن معاوية بن ابي سفيان : وفي الصحيحين عن معاوية بن أبي سفيان قال، قال رسول الّله صلى اللّه عليه وآله وسلم : {لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم مَنْ خذلَهم ولا مَن خالفَهم حتى تقومَ الساعةُ}
( لاحظ: هنا معاوية يتوقع أن الحكم سيدوم لبني أمية فلذلك جعلها هرقلية كسروية وربطها بالظهور بالسلطة بالقوة بالحكم بالتسلط ) ( وحتى لا أنسى ذكرنا الرواية عن معاوية قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين … – طبعا مباشرة نحن لم نتحدث عن هذا وليس الرد بهذه الخصوصية طرحنا ما نعتقد وما نحتمل من مقام ولا يحتاج إلى السب وإلى اللعن وكل إنسان يطرح وجهة النظر التي يقول بها- لاحظ يقول: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرّهم مَنْ خذلَهم ولا مَن خالفَهم حتى تقومَ الساعةُ، فاين الظهور؟ وهل بقي معاوية او عائلة معاوية؟ هل بقي من بني سفيان احد؟ هل بقي من المروانيين أحد؟ المارقة لاحظ كيف يلملموا الأمور ويجعلوا لأنفسهم البعد والأساس والأصل الشرعي والتشريعي لكن الله سبحانه وتعالى بمرور الزمن أبطل هذه الأطروحات )
واضاف السيد الصرخي مشيرا ً على بطلان هذه الاحاديث صارت هذه الاحاديث موضوعة لأنه لم يبق احد منهم على الظهور على السلطة على الحكم :
( نقول على سبيل الاطروحة والاحتمال لو ظهر المهدي سلام الله عليه في زمن الدولة الاموية لثبتت هذه الأحاديث ولتمسكوا بهذه الأحاديث كما تمسكوا بها في وقتها لكن بمرور الزمن انتهت الدولة الاموية والان صارت هذه الأحاديث باطلة، صارت هذه الاحاديث موضوعة، اين الظهور وهم طرحوا اثني عشر إمامًا بل طرحوا أكثر من اثني عشر إمامًا والكل المحاولات تبين أنها باطلة؛ لأنه لم يبق احد منهم على الظهور على السلطة على الحكم على ما هو عليه الى يوم القيامة، الى اليوم الموعود، الى تحقق شرائط وعلامات الساعة، لا يوجد استمرار لا يوجد دوام اذن هذه الاطروحة وهذا الحديث باطل او ليس بباطل؟ هذا الحديث باطل )
والفت السيد الصرخي الى ان الامام والخلافة الالهية الحقة الواقعية لا تحتاج – في ثبوتها في حقيقتها في واقعيتها – الى السلطة والحكم :
( التفتوا جيدا: هذا الذي نكرر ونريد ان نبين أننا نؤسس له: الامام والخلافة الالهية الحقة الواقعية لا تحتاج -في ثبوتها في حقيقتها في واقعيتها- الى السلطة والحكم، إن حصلت السلطة وحصل الحكم فبها وخير وتحقق الوعد الالهي، اما اذا لم تتحقق فهذا لا يدل على سقوط الامامة من الامام الذي جعله الله سبحانه وتعالى. الآن هل تحقق للبعض و لم يتحقق للبعض، على أطروحات مثلًا من يقول تحققت للخليفة الأول والثاني والثالث والرابع وتحققت لعمر بن عبد العزيز وتتحقق لفلان وفلان وفلان وهكذا إلى يوم الدين، لاحظ: هذه نظرية من النظريات ممن اعتقد وصدق بهذا وانها لا تتحقق الا مع العادل ويعتقد بهؤلاء وبعدالة هؤلاء ولا يعتقد بعدالة حكام بني امية بمجموعهم بكلهم لا من ال بني سفيان ولا من ال بني مروان إلّا عمر بن عبد العزيز سلام الله على عمر بن عبد العزيز. الحسن والحسين سلام الله عليهما إمامان إن قاما وإن قعدا ، إن حصلا على السلطة والحكم أو لم يحصلا، إن التحق معهم الناس أو لم يلتحقوا كما هي سيرة الأنبياء سلام الله عليهم، فالنبي إمام إن حصل على الحكم والسلطة أو لم يحصل وانتهى الأمر. الآن نأتي يوجد وعد إلهي بأئمة هؤلاء، بتمكين هؤلاء، وقلنا لا توجد أطروحة تحقق هذا الوعد والتمكين – التمكين الخارجي والظهور الخارجي والسلطة الخارجية- إلّا بالرجعة وانتهى الأمر . )
وأضاف السيد الصرخي الحسني : ( إذن كل نظرية إلهية علينا أن نثبت هذه النظرية الإلهية، نثبت الكبرى بعد هذا نتحدث عن الصغرى. ونقول الحمد لله قد انتهت دولة بني أمية انتهى أئمة بني أمية ولم يبقَ للمارقة أيّ إمام فلماذا يخرج المارقة الآن ضد الحكام، ضد الشعوب؟ لماذا يريدون تحقيق الدولة والإمامة من جديد؟ لقد انتهت الإمامة فلينتظروا إلى يوم الدين، أو عليهم أن يأتوا بأطروحة الإمام المهدي ويقولون بالإمام الأموي الغائب ويقاتلون تحت راية الإمام الأموي الغائب المسردب أو الذي في نهر العسل أو بحر العسل أو تحت الرمال أو في النفق أو خلف الصين لا نعلم الله العالم ، كل شيء ممكن على الله سبحانه وتعالى وكل شيء مقدور لله سبحانه وتعالى لا ننكر هذا لكن فقط نريد أن يحترم المقابل ما يطرحه الآخرون، ما يطرحه الشيعة وغير الشيعة من صوفية وغيرهم ويكون النقاش ضمن الإطار والطور النظري )
جاء ذلك في المحاضرة (13 ) من بحث ( الدولة..المارقة…في عصر الظهور …منذ عهد الرسول ) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 24- 12- 2016 .