اثبت المرجع الديني السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ان أبن كثير ياتي بشواهد روائية لتأييد التجسيم الاسطوري التوحيدي في منهج ابن تيمية من خلال مناقشة لما جاء في تفسير ابن كثير لقوله تعالى{ وَلَوْلَا كَلمَة سَبَقَتْ منْ رَبّك لَكَانَ لزَامًا وَأَجَل مُسَمَّى} وقوله تعالى { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } فمن أجل اثبات امكانية تحقق الرؤية وما توصل اليه ابن تيمية في التجسيم الخرافي الاسطوري يذكر ابن كثير عدة شواهد روائية لتأييد هذا المنهج التيمي الخرافي !!
حيث قال السيد الصرخي :
” تفسير ابن كثير: ثم قال تعالى: {وَلَوْلَا كَلمَة سَبَقَتْ منْ رَبّك لَكَانَ لزَامًا وَأَجَل مُسَمَّى} أي لولا الكلمة السابقة من اللّه وهو أنّه لا يعذب أحدًا إلّا بعد قيام الحجة عليه، والأجل المسمّى الذي ضربه اللّه تعالى لهؤلاء المكذبين إلى مدة معينة لجاءهم العذاب بغتة، ولهذا قال لنبيّه مسلياً له: { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } أي من تكذيبهم لك، { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} يعني صلاة الفجر { وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} يعني صلاة العصر، كما جاء في الصحيحين: ” إنّكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا” ( قال: كما جاء في الصحيحين: ” إنّكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامون في رؤيته، كل منكم يشير بأصبعه، إنّكم سترون ربكم كما ترون.. إشارة إلى القمر إن وجد وإن لم يوجد، افترض القمر أمامك وترى القمر، إنّكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تُضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، إشارة أخرى لابن تيمية هدية هذه، للتوحيد التيمي الأسطوري، إشارة بالاصبع هذا هو اسم الإشارة، إشارة خارجية، إشارة ملموسة، محسوسة مرئية، إنّكم سترون ربكم كما ترون.. إشارة إلى القمر… ) ثم قرأ هذه الآية، وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم: ” لن يلج النار أحد صلّى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها””رواه مسلم وأخرجه الإمام أحمد””
وفي الحديث الصحيح: (إنّ أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة، ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه، وإنّ أعلاهم منزلة لمن ينظر إلى اللّه تعالى في اليوم مرتين) “” الحديث أخرجه الإمام أحمد ورواه أصحاب السنن عن عبد اللّه بن عمر””.
وبيّن السيد الصرخي ان ابن كثير قد خص وقتي ما قبل الشروق وما قبل الغروب بخصوصية الاقتران بالرؤية والتجسيم التيمي الأسطوري !!! حيث قال :
أـ نلاحظ أن ذكر التسبيح لم يقتصر على ما قبل الشروق وما قبل الغروب بل ذكر النص الشريف أوقات أخرى للتسبيح وقد استفيد منها أوقات الصلوات، قال تعالى{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى}، لكننا نلاحظ أنّ ابن كثير خص وقتي ما قبل الشروق وما قبل الغروب بخصوصية الاقتران بالرؤية والتجسيم التيمي الأسطوري!!! وأتى بشواهد روائية لتأييد منهجهم الأسطوري التوحيدي…
وأضاف المرجع الصرخي ناقضا ً مبنى ابن كثير ومنهج شيخ التيمية , حيث قال :
ب ـ حسب مبنى ابن كثير ومنهج شيخ التيمية فإن الرؤية هنا ليست في المنام بل هي رؤيا عين رؤيا خارجية كما ترون هذا القمر بعيونكم التي في رؤوسكم ولا شكّ أبدًا في هذا فإنّكم سترون ربّكم كذلك بعيونكم التي في رؤوسكم ولا شكّ أبدًا في هذا، فهل يبقى مجال لإنسان غبي أو غيره أن يدّعي أنّ المقصود رؤيا في المنام؟!! ومما لا إنكار له ولا شكّ فيه أبدًا عندهم أنّ الرؤيا في القيامة موجودة ومتحققة ومتجسدة وتكون بالعين الجارحة التي في الرأس وتكون الرؤية حسب أحاديث مسلم والبخاري المنسوبة، ( للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، زورًا وزيفًا) كما ترون هذا القمر أو كما ترون هذه الشمس، وإذا علِمنا أنّ الخطاب عامٌ للصحابة والمسلمين وأهل الجنة وربما لأهل الحشر جميعًا، فإننا نتأكد أو نستظهر أنّ المنهج التيمي في إمكان وتحقق الرؤية بالعين في اليقظة في الدنيا لخواص من المؤمنين ممن يسبّح بحمد ربّه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ويصلي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، حسب ظاهر الحديث المنقول وتفريعه للكلام بالقول{ فإن استطعتم ألا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا} بمعنى إنّكم إن فعلتم ذلك فإنّكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، وهذه الرؤية جزاء وإكرامًا لهم على ما التزموا به من تسبيح وصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وإلّا فإنّ الرؤية في الآخرة مشمول بها غيرهم من الصحابة والمسلمين حتى ممن لم يلتزم بالتسبيح والصلاة قبل شروق الشمس وقبل غروبها!!! …. ( وطبعًا سيأتي وفعلًا فعلَ التيمية وفصلوا في الرؤية هناك في القيامة لدفع مثل هذه الإشكالات، ويأتي الكلام إن شاء الله في بحث التوحيد الاسطوري) .
وحذر المرجع الصرخي ممن سماهم ( جماعة الالتقاط ) الذين يأخذون ما يقوي معتقدهم ومبناهم من التفاسير ويتركون الارجح والأصح منها :
جـ ـ وهنا سيأتي جماعة الالتقاط من هنا ومن هناك فيفعل كما فعل ابن كثير فيأتي برواية أحمد عن ابن عمر (رض): (إنّ أدنى أهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه مسيرة ألفي سنة، ينظر إلى أقصاه كما ينظر إلى أدناه، وإنّ أعلاهم منزلة لمن ينظر إلى اللّه تعالى في اليوم مرتين)، فيقول إنّ المقصود أنّ الرؤية تكون في الجنة فهو جزاء وعطاء وإكرام للمسبح والمصلي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فإنّه سيرى ربه في الجنة مرتين في اليوم!!..
ورد عليهم السيد الصرخي متسائلا ً :
د ـ ونرجع نسأل ونكرر السؤال دائمًا ما هو الفرق بين الرؤية في الدنيا والرؤية في الآخرة؟؟ فهل الله وماهية الله تختلف في الدنيا عمّا هي في الآخرة فيكون إله الأرض غير إله السماء؟؟!! سبحان الله عمّا يقول المجسّمة الظالمون، قال تعالى{ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) }الزخرف .
جاء ذلك في المحاضرة (10) بحث ( الدولة .. المارقة … في عصر الظهور …منذ عهد الرسول ) بحوث: تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 2 ربيع الاول 1438 هــ الموافق 2- 12- 2016 .