كشفَ المرجع الصرخي الحسني حقيقة اقرار وقبلون شيخ الحرانية( ابن تيمية) للسجود لنبي الله يوسف عليه السلام , في حديث له عن اساطير ابن تيمية حيث قال في الاسطورة الرابعة: الحراني يُجيز السجود ليوسف عليه السلام
وبدأ الحديث بطرح تسائلات جوهرية في ما يعتقد به التيمية وتكفيرهم المسلمين “أهل القبلة” بدعاوى واتهامات باطلة بدعوى زيارة القبور او عبادة القبور :
( أقول: لماذا يُجيز ابن تيمية السجود ليوسف في المنام وفي الخارج والواقع؟ ولماذا لم يصدر من التيمية الحراني أيّ تكفير لأخوة يوسف وأمّه وأبيه عليهم السلام لأنّهم سجدوا لغير الله سبحانه وتعالى؟ ولماذا لم يكفّر الحراني نفسه وأتباعه وهم يقرّون ويقبلون بالسجود ليوسف فيما نراهم قد كفّروا المسلمين وأهل القبلة بدعاوى واتهامات وافتراءات باطلة تحت عنوان زيارة القبور وعبادة القبور والقبورية وغيرها من عناوين؟!! )
قال الشيخ ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ج1ص 228: بل لفظ الرؤية، وإن كان في الأصل يكون مطابقًا، فقد لا يكون مطابقًا كما في قوله: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8] وقال: {يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} [آل عمران: 13] . وقد يكون التوهم والتخيل مطابقًا، من وجه دون وجه، فهو حق في مرتبته، وإن لم يكن مماثلًا للحقيقة الخارجة، مثل ما يراه الناس في منامهم. وقد يرى في اليقظة من جنس ما يراه في منامه، فإنه يرى صورًا وأفعالًا، ويسمع أقولًا، وتلك أمثال مضروبة لحقائق خارجية، كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له، فلا ريب أن هذا تمثله وتصوره في نفسه، وكانت حقيقته سجود أبويه وإخوته، كما قال: {يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} [يوسف: 100] وكذلك رؤيا الملك، التي عبّرها يوسف، حيث رأى السنبل بل والبقر، فتلك رآها متخيلة متمثلة في نفسه، وكانت حقيقتها وتأويلها من الخصب والجدب فهذا التمثل والتخيل حق وصدق في مرتبته، بمعنى أن له تأويلًا صحيحًا، يكون مناسبًا له، ومشابهًا له من بعض الوجوه؛ فإن تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة. ( التفت: يكفر أبا حنيفة على العقل والرأي والاجتهاد والقياس وانظر ماذا يقول هنا: فإنّ تأويل الرؤيا مبناها على القياس والاعتبار والمشابهة والمناسبة) ولكن من اعتقد أنّ ما تمثل في نفسه، وتخيل من الرؤيا، هو مماثل لنفس الموجود في الخارج، وأن تلك الأمور هي بعينها رآها، فهو مبطل، مثل من يعتقد أن نفس الشمس، التي في السماء والقمر والكواكب انفصلت عن أماكنها وسجدت ليوسف، وأن بقرًا موجودة في الخارج، سبعًا سمانًا أكلت سبعًا عِجَافًا: فهذا باطل”.
أقول: هنا خطوات:
(( خطوة أولى: لم يشك ابن تيمية الحراني أبدًا في أنّ السجود كان ليوسف عليه السلام، سواء كان في عالم الرؤيا أو في عالم الواقع والخارج، قال تيمية: ” وتلك أمثال مضروبة لحقائق خارجية، كما رأى يوسف سجود الكواكب والشمس والقمر له…، وكانت حقيقته سجود أبويه وإخوته”.
قال العلي العظيم: ” إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا; وَقَالَ يَا أَبَتِ , هذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا”.
خطوة ثانية: في الرؤيا ثلاثة أطراف:
الطرف الأول: الكواكب والشمس والقمر.
الطرف الثاني: السجود
الطرف الثالث: يوسف عليه السلام.
فالحدث في الرؤيا هو سجود الأول للثالث؛ أي سجود الكواكب والشمس والقمر ليوسف عليه السلام.
وفي الخارج والحقيقة الخارجية أيضًا عندي ثلاثة أطراف:
الطرف الأول: أخوة يوسف وأمه وأبوه.
والطرف الثاني: السجود
الطرف الثالث: يوسف عليه السلام.
فالحدث في الخارج والواقع هو سجود الاول للثالث؛ أي سجود اخوة يوسف وامه وابيه ليوسف عليه السلام.
خطوة ثالثة: فلماذا إذن تكفّرون المسلمين بتهمة زيارة القبور ولا يوجد بينهم أبدًا من يقول أنّه يسجد للقبور ويعبد القبور؟!!
خطوة رابعة: حتى مع افتراءاتكم على المسلمين بأنّهم يسجدون للقبور ويعبدونها فلماذا تستنكرونها عليهم وتكفّرونهم وتسفكون دماءهم، وها هو زعيمكم وكبيركم وشيخكم يعترف ويقرّ ويصرّ على تحقق السجود ليوسف حقيقة وخارجًا بحسب النص القرآني الواضح الصريح، وكلام شيخكم واضح وصريح وأنّه يرفض مطلقًا المجاز والتأويل فلم يقبل مطلقًا أيّ مجاز وتأويل يدّعيه المعتزلة والأشاعرة والماتريدية وأهل السنّة فضلًا عن الشيعة وغيرهم من المسلمين وأهل القبلة، وإذا اتخذ التيمية وشيخهم التأويل والمجاز للدفاع عن معتقدهم والكشف والتأويل عمّا قالوه فلماذا لا تسمحون ولا تقبلون ما يتأوله ويقصده الآخرون وما يعتمدونه من معاني مجازية؟!! وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.))
جاء ذلك في المحاضرة الاولى من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي 10 صفر 1438هـ – 11- 11- 2016 .