طرح المرجع الصرخي الحسني عدة استفهامات على توحيد ابن تيمية في حديث الشاب الامرد واثبت ان الفاظه لا تدل على الرؤيا في النوم … ردا ً على ما ورد في مؤسسة الدرر السنية: القسم العلمي: مراجعة المشرف العام [عَلَوي بن عبد القادر السَّقّاف] 9 جمادى الآخرة 1431هـ: قال: {{حديث: ((رأيت ربي في صورة شاب، أمرد، له وَفْرة، جَعْد، قَطَط، في روضة خضراء))، يَتهِم بعضُ المبتدعة شيخَ الإسلام ابنَ تيمية بأنّه مُجسِّم ويستشهدون بتصحيحه لحديث: «رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ».
وقد طرح المرجع الصرخي تسائلا لاتباع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري : ( فهل حقًا صحَّح شيخ الإسلام هذا الحديث؟!! وهل هو حديث صحيح؟!! )
وللجواب على هذا السؤال أقول : هذا الحديث ورد من طريقين وبألفاظ مختلفة ….
وقبل طرح الطريقين علق المرجع الصرخي قائلا ً :
(لاحظ كيف يستخدمون أسلوب التشويش والتشويه والالتقاط والعشوائية لكي يضيع المطلب على المتلقي، فالآن هل صحح الحديث أم لم يصحح الحديث؟ تقول: صحح الحديث، لكنه لا يفيد في كذا وكذا وكذا، التفتوا إلى أسلوب الالتقاط، أسلوب التشويش، أسلوب التشويه، أسلوب التأثير على العقل، أسلوب استغلال الجهل والجهال والغباء والأغبياء)
الطريق الأول: من حديث قتادة عن عكرمة عن ابن عباس (رضي الله عنهما) مرفوعًا، ومن ألفاظه:
1ـ “أنّ محمدًا (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى ربه في صورة شاب أمرد من دونه ستر من لؤلؤ، قدميه، أو قال: رجليه في خَضِرة”…
والطريق الآخر: من حديث مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أمّ الطفيل امرأة أُبيِّ بن كعب (رضي الله عنهما) مرفوعًا… وكلُّ من صحَّح الحديث أثبت أنّه رؤيا منام لا رؤيا عين، لذلك فلا إشكال ولا مطعن لأهل الأهواء فيه . – ((رَأَيْتُ رَبِّي فِي المنام في صورة شاب مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ (الله يصخم وجوهكم) من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب{لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربنا لا تؤاخذنا بما قالوا})).
2- ((يذكر أنّه رأى ربه عزّ وجلّ في المنام، في صورة شاب موفر في خضر على فراش من ذهب في رجليه نعلان من ذهب)).
3- ((أنه رأى ربه عز وجل في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في الخضرة، عليه نعلان من ذهب ، على وجهه فراش من ذهب)).
وهذا الحديث صححه الحسن بن بشار وأبو يعلى كما في (طبقات الحنابلة لأبي يعلى: 2/59). {أبو يعلى وابن تيمية يتسابقان في إثبات الجسمية، من يسبق هذا أم هذا}.
وضعفه واستنكره جمعٌ من أهل العلم، منهم:
الإمام أحمد (المنتخب من علل الخلال لابن قدامة ص284)
ويحي بن معين (تاريخ بغداد للخطيب: 13/311)
والنسائي (العلل المتناهية لابن الجوزي: 1/30)
وابن حبان في (الثقات: 5/245)
والسبكي في (طبقات الشافعية الكبرى 2 / 312)
وابن حجر في (تهذيب التهذيب 10/86)
والسيوطي في (اللآلئ المصنوعة 1/30)
والشوكاني في (الفوائد المجموعة ص447).
{ورأي ابن تيمية مسكون عنه هنا، التفتوا إلى الطريق الأول: صححه أحمد والطريق الثاني: ضعفه أحمد} وكلُّ من صحح الحديث أثبت أنه رؤيا منام لا رؤيا عين، لذلك فلا إشكال ولا مطعن لأهل الأهواء فيه.
وعلق سماحة المرجع الصرخي : {فأقول: أي حديث تقصد؟ هل الحديث في الطريق الأول أم في الطريق الثاني؟ والطريق الأول فيه ألفاظ والطريق الثاني فيه ألفاظ، وكأحمد ابن حنبل صحح أحد الحديثين وضعف الآخر، فهل أنت تعتبر الحديثين عبارة عن حديث واحد؟ فإذا كان عبارة عن حديث واحد فكيف يصحح أحمد الحديث ويضعف أحمد الحديث؟ عقل متفتح وعقل راقي عندك وعند أمثالك من المجسمة التيمية}.
جاء ذلك في المحاضرة الاولى من بحث ( وقفات مع … توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي 10 صفر 1438 الموافق 11- 11- 2016 .