من خلال دليل قرآني عقلي وشرعي أثبت المرجع السيد الصرخي الحسني أن يوم الابدال ثابت منذ زمن الصحابة الى اليوم الموعود في تعليق على ما ورد في سورة المائدة (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ , وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ …. )) . المائدة
وأشار المرجع الصرخي الى ان الله تعالى نهى عن ولاء ولاية الكافرين واعتبر ولايتهم ردة , حيث قال السيد الصرخي تحت عنوان ( قوم يحبهم الله ويحبونه ) :
” أولًا: نهى الله سبحانه وتعالى عن ولاء وولاية الكافرين واعتبر ولايتهم ردة، ولعلمه سبحانه بوقوع الارتداد منهم فقد حذرهم ونهاهم عنه، (نهاهم عن ولاية الكافرين وولاء الكافرين، إذ نهاهم عن هذا الولاء للكافرين، لغير أولياء الله) وبين لهم أن الله تعالى سيبدلهم بقوم خير منهم يحبهم ويحبونه , ونبه َ المرجع الصرخي قائلا :( لا ننسى أشرنا سابقًا قلنا: الخطاب إلى المؤمنين، قال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، بعد هذا قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ، وأشرنا إلى هذا الأمر. ومن هذا النص القرآني اقتبسنا عنوان: قوم يحبهم الله ويحبونه. ”
وأكد المرجع الصرخي ان ” الوعد بالتبديل والإبدال وظهور الأبدال بالمعنى الظاهر من النص القرآني لا يُشترط فيه المزامنة والملاصقة بين البديل والمُبدَل به، ولهذا وردت فيهم أقوال عديدة تشير إلى أقوام مختلفة وفي أزمان متعددة . ”
وأضاف المرجع السيد الصرخي : “الخطاب في الآية موجّه للمؤمنين والتحذير لهم من الارتداد المتوقّع منهم، وظاهر الكلام يدل على أنّ الخطابَ شاملٌ للصحابة مورد الخطاب، كما أنه يشمل باقي المؤمنين في باقي الأزمان إلى يومنا الحاضر وإلى اليوم الموعود ودولة العدل الموعودة. ”
وأستدل السيد الصرخي مما ورد أعلاه , قائلا ً :
“إنّ التبديل والإبدال إما أنّه لم يتحقق أصلًا ، أو اَنَّه تحقق ويتحقق وأنّ تطبيقاتِه تبقى فاعلةً على طول الزمان إلى اليوم الموعود، ويشير لذلك ويدل عليه ما فهمه العلماء والأمراء بعد سنين طوال، فمثلًا الخليفة الأموي الراشد العادل عمر بن عبد العزيز (عليه السلام) وبعد وفاة الرسول الأمين (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم) بثمانين عامًا تقريبًا أو أكثر، استفهم (عُمَر) عن أحباب الله الأبدال، ودعا الله (تعالى) أن يكون منهم، كما في تفسير الطَبَري قال: {{…عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ: أَنَّ عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز (الخليفة الأموي العادل رضي الله عنه وعليه السلام) أَرْسَلَ إِلَيْهِ يَوْمًا وَهُوَ أَمِير الْمَدِينَة يَسْأَلهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ مُحَمَّد: {يَأْتِي اللَّه بِقَوْمٍ…} وَهُمْ أَهْل الْيَمَن، قَالَ عُمَر(رضي الله عنه): يَا لَيْتَنِي مِنْهُمْ، قَالَ (مُحَمَّد الْقُرَظِيّ): آمِينَ}}. ”