جدد المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني “دام ظله المبارك” دعوته للحكام العرب ولعلماء السلفية في الانفتاح على المذاهب الاسلامية الاخرى وعدم التمسك بافكار ابن تيمية المتطرفة والمبيحة للدماء والاعراض والاموال وهو ما سينعكس سلبا على نفس تلك الدول التي تؤمن وترعى وتتبنى المنهج التيمي كرر دعوته تلك خلال معرض حديثه عن قبول الحكمة في غيبة وظهور عيسى عليه السلام ويقابلها الحكمة من غيبة وظهور المهدي عليه السلام فمادام القبول بهذه الحكمة فمن الممكن ان تكون هنا ايضا حكمة فلما تقبل تلك ولا تقبل هذه أي تقبل الحكمة المتعلقة بغيبة نبي الله عيسى ولا تقبل الحكمة الالهية بغيبة الامام المهدي ” عليهما السلام ” والحديث من حيث الامكان بغض النظر عن حدوثه وتطبيقه
موجها كلامه ونصحه ودعوته وتساؤله بقوله : ( للمؤمنين، للأتقياء، للأنقياء، للمنصفين، للعقلاء، لبني الإنسان، لبني البشر أقول إذًا ما هو الفرق بين الحكمة في بقاء المسيح عليه السلام وبقاء المهدي عليه السلام ، نسلم بوجود حكمة إذًا ما هو الفرق؟ إذا وجدت هنا حكمة ممكن أن توجد هنا حكمة فلا تستخف بالمقابل )
ملفتا سماحته الى اهمية احترام الاراء وتقبلها بدون الحاجة الى تكفير الاخر قائلا : التفت جيدًا نحن نريد أن نصل إلى هذا، نحن لا نكفّر ولا نُبيح الأعراض ولا الدماء ولا الأموال، نحترم الآخرين، نحترم آراء الآخرين، نحترم أفكار الآخرين من التيمية وغير التيمية هذا هو نقاش علمي، نحن نناقش النقاش العلمي ليس عندنا مشكلة مع شخص
مذكرا بدعوته للحكام وعلماء السلفية بضرورة التخلي عن المنهج التيمي التكفيري والانفتاح على الاخرين وانتهاج منهج السنة المعتدل بقوله : لذلك نصحنا الحكام، نصحنا علماء التيمية، علماء السلفية أن ينقذوا أنفسهم وينقذوا مذهبهم وينقذوا السلفية، نتمنى أن يكون المذهب السلفي كباقي المذاهب ينفتح للآخرين وينفتح عليه الآخرون، ويحترم بعضنا رأي الآخر وشخص الآخر، وكلنا نشترك بعنوان عام؛ عنوان أهل القبلة، عنوان الإسلام بعنوانه العام، بأيّ عنوان تشاءون لا مشاحة في الاصطلاح وفي التسميات).
وواصل المرجع استدلاله وتساؤله حول الفرق بين الحكمتين من غيبة وظهور عيسى او المهدي عليهما السلام بما نصه :
إذًا أقول: ما هو الفرق بين الحكمة في بقاء المسيح عليه السلام والحكمة في بقاء المهدي عليه السلام؟ ( إذا وجدت هنا حكمة فممكن أن توجد هنا حكمة، هذا الكلام لمن يستخف بكيف يبقى؟ وكيف يغيب؟ ولماذا يبقى؟ ولماذا لا يوجد في وقته؟ وكيف يبقى طول هذه المدة حيًّا؟)
بل الأولية تكون للمهدي عليه السلام من حيث أنّه ( لاحظ إذا كان عندنا إعجاز وأكثر من معجزة حتى يبقى المسيح عليه السلام وهو الوزير وهو المعين وهو التابع وهو المأموم فهل نستصعب ونستكثر المعجزة في بقاء الأصل، في بقاء الإمام الأصلي، في بقاء الولي الأصلي، في بقاء الخليفة الأصلي، في بقاء الحاكم الأصلي؟ في بقاء المهدي عليه السلام ) الأمير والأفضل والأشرف والأكمل من سيدنا المسيح عليه السلام، وإنّ المسيح يشهد بهذا فلا يرضى أن يكون إمامًا والمهدي مأمومًا، إضافة إلى كون فترة بقاء المهدي عليه السلام أقصر من فترة بقاء المسيح عليه السلام بمئات السنين، فإذا تحقق الأطول والفترة الأطول فبالأولى ممكن أن تتحقق الفترة الأقصر.
موضحا ان الحديث عن خصوصية الامكان لا الوقوع والتحقق بالواقع قائلا :
(إذًا الآن فقط نتحدّث عن الإمكان، ممكنة أو غير ممكنة؟ ممكنة هذه، فهذا الإمكان أولى من الإمكان في قضية المسيح، هذا ممكن وهذا ممكن، هذا مقدور وهذا مقدور، الآن هل تحقق أم لم يتحقّق هذا بحث آخر. لكن الآن نتحدّث مع من يستخف بهذه القضيّة إذا تستخف بهذه القضيّة فاستخف بالقرآن، ليست أساطير اليهود ولا من كيس فلان أو من جيب فلان أو من حمل فلان، ليس هذا وإنّما هذا هو قرآن).