بين المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني ” دام ظله ” حقيقة التطابق بين منهج ابن تيمية والسيستاني في التحجر الفكري وعدم أعمال العقل واللجوء الى تكفير الاخر المخالف لمواقفه ومنهجه وفق الدليل وهذا الترابط بين المنهجين يتلخص بكيل التهم المكفرة للأخر في اباحة دمه وعرضه وماله والابتزاز والضغوطات والتضليل للمجتمع ووفق المنهج الفرعوني
جاء ذلك خلال المحاضرة التاسعة من مبحث السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي والتي القاها مساء يوم الجمعة الموافق
22 ذو القعدة 1437 هـ ، 26 / 8 / 2016 مبينا ذلك تحت عنوان ضمن المبحث ومحاوره قائلا سماحته :
خامسًا: الزهري ومنهج تيمية سيستاني
النقطة الأولى: تطابق منهج التكفير
منهج السيستاني يطابق منهج ابن تيمية في التحجر الفكري والغاء العقل وتكفير المقابل، واباحة دمه وماله وعرضه والتهمة جاهزة كالناصبي والتكفيري، والداعشي، وأيضًا البعثي والرافضي والشيعي والسبئي والمجوسي واليهودي وغير ذلك، وغير مسموح أبدًا التفكير والتعقّل في الأمور، بل عليك أن تتبعهم كالأنعام والبهائم، والتصديق بأنّه منهج هداية وسبيل رشاد، على المنهج الفرعوني في الدكتاتورية والاستبداد الفكري.
قال تعالى: يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ.
وواصل سماحة المرجع موضحا المنهج الفرعوني قائلا :
إذًا هذا هو المنهج الفرعوني في الدكتاتورية والاستبداد الفكري، قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ، تصوّر نفسك في حاجة شديدة وتحيط بك تلك السموم الفكرية والوحوش البشرية والاستقطابات الطائفية المنتنة، فهل تتصور كيف ستتعرض للابتزاز والإذلال والإرغام على ترك الثوابت والمبادئ والضروريات؟ فهل ستستجيب لذلك أو سترفض وتتحمل كلما يقع عليك ومتعلقيك من أضرار وانتهاك، فيا ترى ماهي الظروف التي أدت بالزهري القبول بالعمل في البلاط الأموي، وهل استطاع أن يوازن بين سد حاجته الاضطرارية وبين الحفاظ على مبادئه وثوابته الشرعية؟
وتعرض المرجع الصرخي لموقف الزهري وحاجته التي دعته ان يعمل في البلاط الاموي متسائلا سماحته عن مدى الضرورة التي دعت السيستاني للخضوع للسلطات الحاكمة او الغدر بها لأجل قوى محتلة وكيفة دعمه لمشاريعها الفاسدة المدمرة بقوله :
ويا ترى هل يوجد أيّ ضرورة أدت إلى اتخاذ السيستاني مواقفه المشينة المخزية المضرة المهلكة الذليلة، في التملق والتزلف والعمالة لنظام صدام، ثمّ الانقلاب عليه والغدر به والالتحاق بركاب المحتلين وشرعنة دخولهم البلاد واهلاكم الحرث والنسل، والعمل بكل طاقة لخدمة مشاريع المحتلين وتسليط الفاسدين، وتخدير الشعوب، وارغامهم على القبول بالذل والهوان والخضوع والخنوع؟؟ فلماذا فعل ذلك السيستاني؟!! وكان يكفيه أن يسكت وسيكون المحتلون بكل أصنافهم شاكرين له سكوته، بل سيُغدقون عليه كل ما يستطيعون ثمنًا لسكوته، فلماذا لم يكتفِ بالسكوت فيحافظ على رجولته وكرامته وإسلامه ودينه وأخلاقه؟!! فهل الدافع الذاتي راجع إلى السيستاني نفسه وأصله وطينته وتكوينه الجسدي والأخلاقي؟!! وهل هو مطابق لما عند ابن تيمية؟!! أو أنّه لأمر خارجي؟!! أو خليط بين الأمرين الذاتي الفطري التكويني والعوامل الخارجية المؤثرة؟!!
وللمرجع الصرخي مواقف عديده ومبدئية كانت ولازالت اصل وأساس في ترسيخ وتثبيت القيم الاسلامية المعبرة عن حقيقة المنهج الاسلامي الرسالية في مواجهة الظلم والفساد والانحراف والضلال دون الميل والركون للظالمين والمحتلين مما يعطي صورة ناصعة لرجل الدين والمرجع القدوة والمثل الاعلى في الصبر والثبات والتضحية وهو ما انعكس على اتباعه فكريا وروحيا واخلاقيا .